«كنت ألمس على رأسي وأبكي»

المعتقلة السورية تجبر على خلع الحجاب

tag icon ع ع ع

محمد فواز

يستغل النظام القمعي كل ذي قيمة لدى شعبه للضغط عليه ومحاولة إذلاله؛ وفي مجتمع محافظ كالمجتمع السوري يشكل حجاب المرأة واحدًا من هذه الرموز، لذا يكون إجبار المعتقلة على نزع حجابها لدى الاعتقال من البدايات القاسية التي تنتظرها، إذ يستغله عناصر الأفرع الأمنية لاستفزاز المعتقلات بأنهن تجردن من حقوقهن ولبثّ الخوف والقلق فيهن مما ينتظرهن.

في فرع المخابرات الجوية في المزة في دمشق، لم تحل ترجيات المعتقلة السابقة، (م. و) دون أن ينزع عناصر الأمن حجابها بالقوة.

بدأت قصة المعتقلة، التي رفضت الإفصاح عن اسمها، حين أوقفها حاجر في دمشق واعتقلها بعد «تفييش» اسمها. جملة انتهاكات تعرضت لها (م. و)، بدأت بسيل من الكلمات البذيئة وجهها عناصر الحاجز لها، وتهديدات «بانتهاك عرضها».

«وضعوني داخل سيارة وأنا محاطة بالعناصر؛ بدأت بالبكاء وبدؤوا بشتمي والتوعد بما ينتظرني. «لم تري شيئًا بعد، انتظري فقط».

عند وصولها الفرع، صودر كل ما تحمله، ولدى طلبها إجراء مكالمة لطمئنة عائلتها، صرخ بوجهها أحد العناصر «تعي يا عاهرة والله لفرجيكي الموت» مهددًا بضربها.

«سحبني العنصر إلى الأرض بشدة، وأمسكني من حجابي كي يخلعه، صرخت: مشان الله لا لا تشيلوا، ببوس إيدك، الله يستر عحريماتك»، لكن دون جدوى.

تتابع (م. و) «سحب العنصر الحجاب عن رأسي وصار يضحك ومن معه في الغرفة»، ثم توجه إليها بمزيد من الترهيب والوعيد بما ينتظرها، «لسا ما شفتي شي»؛ ولكثرة ما سمعت من السباب من قبل العناصر، تعقب «كأن أمرًا بتوجيه الشتائم إلى النساء معمم على كل العناصر».

«بلغت بي الصدمة أنني لم أستطع البكاء، جرني عنصر إلى الزنزانة وهو يسخر مني ويسمعني كلمات بذئية… فتح باب الزنزانة وألقى بي».

في الزنزانة التفّت المعتقلات حول القادمة الجديدة، وتوجهن إليها بالمواساة، «معليش يا أختي كلنا صار معنا هيك»، تقول (م. و) «أول كلمة هونت على قلبي ما أنا فيه».

إمعانًا في تحطيم المعتقلة نفسيًا، تأتي المرحلة الثانية من ممارسة الضغط بحلق شعرها، لحرمانها جزءًا مما تنعم به من جمال وأنوثة. وهي تجربة مرت بها المعتقلة سابقًا في فرع فلسطين، (س.ق) والتي رفضت أيضًا الإفصاح عن اسمها.

«خلعوا لي حجابي فور وصولي إلى الفرع، وبعد أيام دق السجان الباب وخاطب الشاويش: خدي الماكينة واحلقي شعر الكل عالصفر»، وتنفيذ الأوامر كان تجربة ولّدت لحظتها لدى المعتقلة مزيجًا من المشاعر، «مع كل شعرة كانت تنزل مني كنت أحس أني أفقد كل شيء، جلست بعدها أتذكر كيف كنت أزين شعري وكيف كنت أربطه.. كنت ألمس على رأسي وأبكي».

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة