“الذهب الروسي”.. حلول بديلة يلجأ إليها الخاطبون في الشمال

camera iconبائع لصاغة مقلدة في بلدة الدانا شمالي إدلب- 21 من تشرين الثاني 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – شادية التعتاع

أمّنت الشابة سارة المحمد مع زوجها كل مستلزمات حفل زفافها، بما تتضمنه عادات وتقاليد المنطقة التي ينتميان إليها، في سراقب بريف إدلب، لكن دون أن يتمكنا من تأمين الصيغة، لتكتفي بخاتم خطوبة من الذهب، وقطع أخرى من الذهب المقلد، أو ما يعرف محليًا بـ”الذهب الروسي”.

تعرفت سارة إلى زوجها خلال عملها في إحدى منظمات المجتمع المدني النشطة في المنطقة، وتقول لعنب بلدي إن بداية فترة الخطوبة كانت “معجونة” ببعض الخوف بسبب ما يتطلبه الزواج من تكاليف مادية في هذه الأيام.

اقتناء الذهب رغبة كل عروس سورية في حفلة زفافها، إذ تكون القطع الذهبية والمرصعة بالمجوهرات واحدة من أولويات الفتاة في ليلة زفافها.

لكن مع اشتداد الأزمات في سوريا، وتدني قيمة العملة وارتفاع سعر الذهب إلى مستويات قياسية، تحول من رغبة إلى حلم، إذ يصل سعر غرام الذهب إلى 30 ألف ليرة سورية، وهو رقم قياسي لم يبلغه من قبل.

ولذلك بدأ السوريون في الشمال السوري باللجوء إلى الذهب المقلد، لإتمام تقاليد حفل الزفاف، التي تصل إلى حد القدسية في عادات وتقاليد المجتمع السوري.

وجهات نظر مختلفة

تختلف وجهات النظر حول ضرورة وجود الحلي والذهب، كشرط من شروط الزواج في المنطقة، إذ تعتبر بعض المقبلات على الزواج أنه شيء أساسي لا تفريط فيه، بينما ترى أخريات أن ما يهم هو التفاهم بين الشريكين، وفيما بعد تأتي الأمور المادية.

لانا الخطيب، من مدينة كفرنبل، رحبت بفكرة استبدال الذهب المقلد بالأصلي، مشيرة إلى أنها ليس لديها أي اعتراض وما يهم “هو الحب والتفاهم بين الشريكين”، ولكن على النقيض رفضت رهام، وهي من ريف إدلب الجنوبي، الفكرة وأوضحت أن “الذهب حق أساسي مثله مثل المهر، وخاصة في حالات الانفصال، إذ يكون الذهب ملجأ ماديًا للفتاة”.

ارتفاع مبيعات الذهب المقلد عن الأصلي

محمد الجربان، صاحب محل لبيع الذهب المقلد والإكسسوارات، في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، يقول لعنب بلدي إن نسبة كبيرة من المقبلين على الزواج تشتري أنواعًا مقلدة من الذهب ليكون حلي الزفاف.

الذهب المقلد، بحسب الجربان، هو نحاس مصاغ مطلي بمواد كيماوية تحوي كميات قليلة من الذهب، مشيرًا إلى أن ما يميزه هو جمالية وتنوع التصاميم التي تجذب السيدات والفتيات، والتي قد لا توجد بما يناسب أذواقهن في الذهب الأصلي.

وفرّق الجربان الذهب المقلد بين أنواع مصدرها روسي أو برازيلي وأخرى مصنفة بحسب الماركات.

واعتبر أن أفضل الأنواع هو البرازيلي الذي يحافظ على لونه لمدة طويلة، بالإضافة إلى نوع “لمار”، الذي يكون لونه مائلًا للاحمرار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة