فوز على غوام وحلاقة على الأصول في حلب

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

عمت الأفراح الجانب الرياضي والشعبي لنظام الأسد بفوز المنتخب على غوام بالتصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس أمم آسيا، برباعية نظيفة، والوصول إلى النقطة التاسعة، أي العلامة الكاملة من ثلاثة لقاءات، وما زلنا بانتظار اللقاء الذي سيجمع المنتخب مع الصين الشهر المقبل.

إدارة نادي الاتحاد الحلبي أصدرت قرارًا، بتوقيع رئيس مجلس الإدارة، تمنع فيه اللاعبين المنتسبين إلى النادي وفرقه من “قص الشعر على الموضة أو إضافة حركات وألوان تخالف المجتمع والعادات والتقاليد”، كما ذكر بيان الإدارة.

الآن وبعد استعراض الأخبار القادمة من مناطق سيطرة النظام، بأفراح غوام وتحذيرات الحلاقة وجب التساؤل: منذ متى كان الفوز على الفلبين والمالديف وغوام، غوام حصرًا، يعتبر فوزًا مهمًا وغاليًا؟

صحيح أن التصفيات تعتمد على النقاط والترتيب وبطاقات التأهل، ولكن إذا كان الفوز على غوام برباعية نظيفة يحتاج كل هذه المانشيتات وكل هذه اللقاءات والمقابلات والاستنتاجات، فماذا تركتم للمنتخب البحريني الذي فاز على إيران في المنامة بهدف نظيف؟

ماذا يفعل الوطني البحريني، كما يحلو لعشاقه التسمية، بعد هزيمة إيران؟ وماذا كان بوسع الفدائي الفلسطيني أن يفعل أكثر بعد الفوز على أوزبكستان والتعادل مع السعودية في الجولة الماضية؟

للحقيقة فقط، فإن المستوى المهترئ الذي وصل إليه الإعلام الرسمي والرياضي في سوريا، وكيفية التعاطي مع الفوز والهزيمة على أنها فرحة وغصة وحرب على الحدود، يجعل الانسان يخجل من السنوات التي قضاها برفقة هؤلاء، وبالأيام التي تابع فيها ملاعب الكرة في سوريا.

ما علينا، مبارك الفوز على غوام، ويا ساتر من مباراة الصين التي إن انتهت بالفوز لربما نسمع عن حالات انتحار وجنون في الشوارع!

في قلب نادي الاتحاد الحلبي يمنع قص الشعر وصبغه على “الموضة”، النادي الذي يرزح تحت نير الفساد منذ ثلاثة عقود على الأقل، ويعاني من كمية لا بأس بها من حرامية الليل والنهار، ويتزين بأسماء دمرت أساس القلعة الحلبية الثانية على مر الأشهر والسنوات، يخرج اليوم لنصرة العادات والتقاليد.

لو سألت الإدارة الحالية، أو السابقة، أو أي إدارة دخلت على خط القرار الأول في النادي، هل وجدتم حلًا لمشاريع النادي المتوقفة؟ هل تعاملتم مع ملف عقود اللاعبين القدامى والحاليين بشيء من الشفافية؟ هل أنهيتم مشاكل الاستثمارات في النادي وفي منشآته؟ سيدخلونك بأبواب الشرف والعفة والعمل لأجل سمعة النادي، وترى الاتهامات تلقى هنا وهناك على مبدأ “يا قوم ماني منكم”.

طبعًا لا جواب عن هذه القضايا، ولكن الأهم ألا يحلق اللاعب شعر رأسه بما يزعج المجتمع، المجتمع نفسه الذي لا يتوقف عن وصف هؤلاء بالفاسدين والمجرمين بحق النادي.

ما علينا، مبارك عليكم قرار الحلاقة أيضًا، ونعيمًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة