تعا تفرج

عودة الحشاشين إلى صباهم

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

حضر الحشاشون التائبون إلى “المَقْطَع الشرقي” بعد انقطاع دام أسبوعًا. في مستهل الجلسة قال أبو أيوب إنه سمع أخبارًا من فرط إعجابه بها أوشكَ أن يعود إلى تعاطي الحشيش، ولكن الله ستر، ففي لحظة التردد والحيرة وجد زجاجةَ العيران في متناول يده، ألصقها بفمه وأخذ منها كرعة كبيرة، فهدأتْ حالتُه.

شفط أبو عاجوقة شفطة قوية من كأس الشاي الخمير الذي يضعه أمامه، وأشعل سيجارة حمراء طويلة، وقال:

– بدكم الصراحة؟ أنا مِنْ لَمّا بَطَّلْت الحشيشْ مْبَطِّلْ بالفعل، وملتزمْ، لكني سمعت خبرين خلوني أجيبْ سيجارة حشيشْ تخينة كنت مخبيها تحت السجادة، شَعَّلْتها وصرت أغبّ منها وإضحك، بقيت إضحك لحتى أجتْ أختكم أم عاجوقة وعملتْ لي صرعة. حلفت برأسها والسيف إنها ما بتحل عني لتعرف ليش كنتْ عَمْ إضحكْ. وأنا ما بدي أحكي لها السبب الحقيقي. ليش؟ لأنه عقلها قاصر بعيد من قبالي، فقلت لها: عم إضحكْ لأني تذكرت نكتة حكى لنا إياها أبو محمود الحشاش في “المَقْطَع الشرقي”. بتقول النكتة إنه لما طِلِعْ قانونْ مكافحة المخدرات، قَسَّمُوا العقوبات لقسمين، القسم الأول هو “التعاطي”، وهادا حكمُه زغير، والقسم التاني هوي “تجارة المخدرات”، وهادا حكمه كبير. ومرة، كان في شوفير ميكروباص مخصص لحي التجارة صاففْ الميكروباص تبعه تحت جسر الرئيس في الشام، وكان محشش ومسطول ونايم على الدركسيون. فجأة أجا راكب دَقّ لُهْ على كتفه حتى صَحَّاه وسأله: تجارة؟ فخاف وقال له: لا والله، تَعَاطي!

قال أبو محمود وهو يأخذ بلعة من زجاجة الكازوز ماركة “خزنة”: يبلاك بقتلك يا أبو عاجوقة، عم تقول عن أختنا أم عاجوقة عقلها قاصر.. بربي وبديني كلياتنا نسواننا أفهم منا، وبالأخص إنت. تفضل بقى احكي لنا عن الخبرين اللي سمعتُن وخلوك ترجع للتعاطي.

قال أبو عاجوقة: أول خبر سمعته بيقول إنه اللجنة الدستورية تشكلت، وإن شاء الله قريبًا بدهم يعيدوا انتخاب بشار الأسد، وراح تنحل مشاكل السوريين، وتنتهي الحرب، ويصير إعادة الإعمار لأبو موزة! والخبر التاني بيقول إنه الإخوان المسلمين جامعين خمسمية إخوانجي من كل أنحاء العالم وعاملين اجتماع شاهرلي، علني، ومبلشين بإطلاق التصريحات، وأهمها إنه الجماعة صار لها 91 سنة عم تقدم تضحيات للأمة الإسلامية، وإنها، لله الحمد، لسه شغالة.. وإنه العدو الأساسي للإخوان هو المجتمع المدني! يعني اللي بيطالب بتطبيق القوانين الوضعية هوي عدو الإخوان! وعلى كل حال هادا الحكي كله ما همني، اللي همني وخلاني إرجع للحشيش هوي إنه الإخوان متمسكين بدعم القضية الفلسطينية والقضية السورية!

قال أبو أيوب: صحيح. هادا واحد من الموضوعات اللي لفتت نظري أنا كمان. لكن بحب قول لأبو عاجوقة: تضربْ في نيعك وباجوقك، خيو أيش فيها إذا دعموا القضية الفلسطينية؟

أخرج أبو عاجوقة سيجارة حشيش أخرى، أشعلها وغب دخانها وقال: فيها إنه ثورات الربيع العربي خلوا فلسطين ترتاح شوي، من الإخوان وغير الإخوان، وهلق الجماعة عم تهدد بالعودة لدعم القضية. الله يكون في عون أهل فلسطين. قولوا آمين!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة