ما قصة فيلم “دم النخل” الذي أغضب متابعين من السويداء؟

غلاف فيلم "دم النخل" للمخرج السوري نجدة أنزور (يوتيوب)

camera iconغلاف فيلم "دم النخل" للمخرج السوري نجدة أنزور (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

أثار فيلم “دم النخل” للمخرج السوري نجدة أنزور حالة من الغضب لدى متابعين من محافظة السويداء، جنوبي سوريا، بسبب تصويره أهالي المنطقة بمظهر “الجبناء” خلال العمليات العسكرية في تدمر ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ردود الفعل جاءت بعد العرض التشويقي (برومو) للفيلم الذي عرض في دار الأوبرا بدمشق، في 11 من أيلول الحالي، على أن يعرض بدور العرض، الأحد 15 من أيلول.

وظهر في إعلان الفيلم جندي سوري يقول، “أني كنت مفكر داعش بدن يهجموا على تدمر بس مكنتش عارف إنن صاروا بنص تدمر”، باللهجة المحلية لأهل السويداء.

هذه العبارة أثارت حالة من الغضب بسبب تصوير الجندي “الجبان”، الذي يتحدث بلهجة أهل السويداء، بينما “البطل” يتحدث لهجة أهل الساحل.

ما هو “دم النخل”؟

يختصر الفيلم ما وصفه مخرجه نجدة أنزور “ملحمة سينمائية” لتعرية تنظيم “الدولة” والدول “الداعمة للإرهاب” وإظهار “بطولات الجيش العربي السوري”.

ويضيء على قصة عالم الآثار خالد أسعد الذي أعدمه تنظيم الدولة وهو “يدافع عن كنوز مدينة تدمر”.

وبحسب صحيفة “الوطن” المحلية” فقد صُور الفيلم خلال 25 يومًا بين محافظة ريف دمشق ومدينة تدمر ويمتد لساعتين.

ويتحدث الفيلم عن أوابد المدينة الأثرية في تدمر، وعالم الآثار الأسعد، ويتناول “جرائم التنظيم بحق الأوابد الأثرية”.

وسمي الفيلم بـ “دم النخل” نسبة لشجر النخيل الذي تشتهر فيه تدمر.

واستنكر ناشطون من محافظة السويداء تصوير أهل المنطقة بصورة اعتبروها “مهينة”.

ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل لوالد الجندي أنس الجباعي، الذي أعدمه التنظيم على مدرجات تدمر الأثرية.

وقال الإعلامي ماهر شرف الدين، عبر حسابه في “تويتر”، “عندما يفتتح بشار الأسد فيلمًا لنجدة أنزور يصور فيه الدروز بأنهم جبناء والعلويين بأنهم أبطال، فهذا الأمر لا يمكن أن يكون عفويًا، خاصة أن بشار سبق أن تحدث عن انزعاجه من رفض عشرات آلاف الشبان الدروز الالتحاق بالجيش”.

ورأى الصحفي ماهر الصغير، الذي يعمل لدى صحيفة “تشرين” الحكومية، أن هناك بعض الأسئلة حول وجهات النظر المتباينة حول الموضوع، بحسب ما نشره عبر صفحته في “فيس بوك”.

ومن وجهات النظر تلك، بحسب الصحفي السوري، هي الطائفية وجهل الكاتب للمستوى الثقافي للمجتمع السوري واعتراض البعض على مشهد جندي خائف من السويداء.

وتابع، “أعتقد أنه بعد ثماني سنوات من الحرب يجب على الشعب السوري، وخاصة الطبقة المثقفة، أن تتحدث باسم سوريا وليس باسم المحافظات والمناطق والطوائف، إذا كنا نريد مستقبلًا أفضل من حاضرنا”.

وقال المخرج نجدة أنزور في المؤتمر الصحفي، عقب عرض الفيلم الأول، إن الفيلم يصب “في صناعة ذاكرة سينمائية للحرب على سوريا.. لتكون وثيقة مستقبلية للأجيال المقبلة”.

وأكد أنه “قدم مفهوم الشهادة في سبيل الوطن، مركزًا في الوقت نفسه على استمرار الحياة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، إضافة إلى إبراز شخصية العالم الشهيد خالد الأسعد الذي رفض أن يخرج من تدمر وفضل الموت مرفوع الرأس”، بحسب تعبيره.

وقالت كاتبة العمل ديانا كمال الدين، في المؤتمر، إنها ابتعدت عن التوثيق إلا بالأحداث المتعلقة بشخصية “الشهيد الأسعد”، وأوضحت أن “الفيلم يتضمن رسائل إنسانية ووطنية عميقة للداخل والخارج”.

تأجيل العرض الأول لـ “دم النخل”

بعد موجة الجدل التي أحدثها العرض التشويقي للفيلم، أعلنت المؤسسة السورية العامة للسينما تأجيل العرض الجماهيري للفيلم حتى “يتسنى لنا دمج الآراء التي جمعناها ليخرج الفيلم بصيغته الجاهزة للعروض الجماهيرية، منسجمًا مع قيمة وقداسة كل التضحيات”.

وأضافت المؤسسة، في بيان لمكتبها الصحفي نشرته عبر صفحتها في “فيس بوك”، أن العرض الأول على الصحفيين والإعلاميين كان بهدف نقاش العمل والوقوف على آراء من تثق بدعمهم.

وقال البيان، “نعتذر ممن ينتظرون مشاهدة الفيلم بلهفة، وممن شاهدوه وكانت لديهم ملاحظة أو نقد بناء”.

وحضر العرض الأول للفيلم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وقالت المؤسسة إنه أغناها بملاحظته وإن الهدف من هذا الفيلم هو “إبراز دور الجيش العربي السوري العقائدي الذي ينتمي أبناؤه إلى كل شرائح المجتمع السوري في محافظاته كافة”.

وختم البيان، “ولمن لم تصل له رسالتنا كاملة أو وصلت غير كافية، نعدكم أننا نقوم منذ انتهاء العرض بإجراء المراجعة الكاملة لنقدم لكم عملًا فنيًا تفتخرون فيه، سنعلن قريبًا جدًا عن الموعد الجديد لإطلاق العروض الجماهيرية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة