تدفق اللاجئين إلى اليونان يزداد.. أوروبا “قلقة” وتركيا تهدد بالمزيد

لاجئون سوريون وصلوا إلى اليونان من تركيا - 11 تشرين الأول 2015 (هيومن رايتس ووتش)

camera iconلاجئون سوريون وصلوا إلى اليونان من تركيا - 11 تشرين الأول 2015 (هيومن رايتس ووتش)

tag icon ع ع ع

أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها البالغ إزاء تزايد وتيرة تدفق اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان، في الوقت الذي تضغط فيه أنقرة على الدول الأوروبية بشأن ملف اللاجئين.

وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، مارتينا فيتس، اليوم، الجمعة 6 من أيلول، في برلين، “نتابع التطور بقلق”.

وأضافت، “من المهم الآن زيادة عدد حالات الترحيل من اليونان إلى تركيا على نحو واضح”.

وأكدت المسؤولة الألمانية في الوقت نفسه أن عدد اللاجئين الذين توافدوا إلى الجزر اليونانية مؤخرًا لا يزال رغم ارتفاعه أقل على نحو واضح من مثيله قبل توقيع اتفاق اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي عام 2016.

ووقعت الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي، في 18 من آذار 2016، ثلاث اتفاقيات تقبل فيها تركيا اللاجئين من دول الاتحاد مقابل حرية التنقل للمواطنين الأتراك داخل الاتحاد الأوروبي.

وتنص الاتفاقية على إعادة كل لاجئ وصل إلى اليونان قبل 20 من آذار 2015 إلى تركيا، إذا تبين انتقاله بشكل غير شرعي إلى الجزر اليونانية ولم يحصل على لجوء في اليونان، مقابل لاجئ ستستقبله دول الاتحاد الأوروبي بشكل قانوني.

وكانت أعداد الواصلين إلى اليونان تراجعت إلى 90% بعد عام 2016، لكن الحملة التركية الأخيرة لترحيل الأجانب المخالفين من مدنها الرئيسية، أدت إلى عودة ارتفاع أعداد اللاجئين عبر البحر إلى اليونان.

وخلال الأسابيع الماضية، ارتفعت أعداد اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان بشكل ملحوظ، وتشير بيانات “المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة” إلى انتقال نحو 8103 لاجئين من تركيا إلى جزر بحر إيجة اليونانية خلال شهر آب الماضي، للبحث عن الحماية في أوروبا، ليصل عدد اللاجئين في هذه الجزر إلى نحو 24 ألف لاجئ.

وحذرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تردي الأوضاع الإنسانية بمخيمات اللاجئين في اليونان المكتظة والتي يعاني اللاجئون فيها من الأمراض والصدمات النفسية، وسط تزايد عدد حالات الانتحار.

ولتخفيف الأعباء عن  هذه المخيمات عمدت الحكومة اليونانية خلال الأسابيع الماضية إلى نقل آلاف اللاجئين إلى البر اليوناني، خاصة الذين لديهم فرص جيدة للحصول على لجوء أو وضع حماية في اليونان.

المفوضية الأوروبية تدعو اليونان لإعادة اللاجئين إلى تركيا

ومع ازدياد أعداد طالبي اللجوء القادمين إلى اليونان، دعت المفوضية الأوروبية، السلطات اليونانية إلى ترحيل المزيد منهم إلى تركيا.

وفي تقرير داخلي للمفوضية الأوروبية نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية في عددها الصادر، الخميس 5 من أيلول، ضغطت المفوضية على السلطات اليونانية لممارسة حق إعادة ترحيل اللاجئين إلى تركيا بسبب زيادة أعدادهم.

وأعربت المفوضية عن قلقلها إزاء بطء عمليات إعادة اللاجئين إلى تركيا، مؤكدة على ضرورة إجراء تنسيق واسع النطاق بين الدوائر الحكومية المختلفة من أجل زيادة فاعلية هذه العمليات، ورفع سرعة اتخاذ القرارات النهائية بشأن طلبات اللجوء التي يقدمها الوافدون إلى اليونان.

ولفت تقرير المفوضية إلى وجود حاجة ماسة لتعامل السلطات اليونانية بشكل فعال وسريع مع الوضع المتأزم الذي تعاني منه جزر بحر إيجه، مشيرًا إلى أن زيادة عمليات ترحيل اللاجئين ستسهم بالتحكم في وضع هذه المخيمات.

أردوغان يهدد بفتح البوابات أمام اللاجئين

ويتزامن ذلك مع تهديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالسماح للاجئين السوريين بمغادرة تركيا متوجهين إلى الدول الغربية، ما لم يتم إنشاء “منطقة آمنة” داخل سوريا قريبًا.

وأضاف أردوغان، “سنضطر لفتح البوابات.. لا يمكن إجبارنا على تحمل العبء وحدنا”.

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده مصممة على إنشاء المنطقة الآمنة، وستفعل ذلك بمفردها إذا لم يكن هناك اتفاق مع الولايات المتحدة بحلول نهاية شهر أيلول الحالي.

وأضاف أن بلاده تهدف إلى توطين ما لا يقل عن مليون شخص من السوريين في المنطقة الآمنة، التي سيتم تشكيلها على طول خط الحدود مع سوريا البالغ 450 كيلومترًا.

وتوصل الجانبان التركي والأمريكي، مطلع آب الماضي، إلى اتفاق يقضي بإنشاء “المنطقة الآمنة” في شمال شرقي سوريا.

وأعلنا، في 7 من الشهر الماضي، عن إنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة الآمنة، وتنفيذ التدابير الأولى بشكل عاجل لإزالة مخاوف تركيا الأمنية على حدودها الجنوبية مع سوريا.

وجاء في بيان الاتفاق أن المنطقة الآمنة “ستكون ممر سلام وسيتم بذل جميع الجهود الممكنة من أجل عودة السوريين إلى بلدهم”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة