الأمم المتحدة تدعو إلى تشكيل محكمة دولية لمحاسبة تنظيم “الدولة”

camera iconهجوم تنظيم "الدولة" على مواقع "قسد" في بلدة الشعفة شرقي دير الزور 26 تشرين الأول 2018 (وكالة أعماق)

tag icon ع ع ع

دعا رئيس فريق تحقيقات الأمم المتحدة حول جرائم تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تشكيل محكمة دولية لمحاسبة أعضاء التنظيم والاستماع إلى ضحاياه، على غرار محكمة “نورمبرغ” التي أنشئت في فترة النازية.

وقال كبير محققي الأمم المتحدة، كريم خان، الذي يقود التحقيقات حول جرائم تنظيم “الدولة” أمس، الاثنين 29 من تموز،  لوكالة “فرانس برس” إنه من الضروري تشكيل محكمة “نورمبرغ” جديدة ولكن هذه المرة للاستماع إلى ضحايا التنظيم وتفكيك عقيدته.

وطوال العام الماضي، جال المحامي البريطاني، كريم خان، في العراق برفقة نحو 80 شخصًا من فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل تنظيم “الدولة” (يونيتاد) بهدف جمع الأدلة والشهادات.

وعملت الأمم المتحدة في هذه المهمة على تحليل نحو 12 ألف جثة استخرجت من ما يزيد على مئتي مقبرة جماعية، بالإضافة لـ 600 ألف شريط فيديو لجرائم تنظيم “الدولة”، و15 ألف وثيقة لبيروقراطية التنظيم نفسه، وهو ما دعا خان لوصف العمل الذي يقومون به بـ “جبل يجب تسلقه”.

وحذر خان من أن تبقى الأدلة التي جُمعت من مقابر جماعية أو خيام النازحين أو من محفوظات التنظيم “في مكتب للزينة”.

ومن مقر الأمم المتحدة في بغداد صرح خان لـ “فرانس برس” أن تنظيم “الدولة” “لم يكن عصابة أو جماعة متمردة متنقلة، كانت جانبًا غير معتاد” بالنسبة للعدالة الدولية.

وأضاف أنه لم يكن لدى التنظيم أي محرمات، “فمن كان يعتقد أنه سيرى في القرن الحادي والعشرين، عملية صلب، إحراق رجال أحياء في أقفاص، واستعباد جنسي، وإلقاء رجال من الأسطح وقطع رؤوس؟ وكل ذلك تحت أعين الكاميرات”.

ورأى خان أنه رغم ذلك الرعب فتلك الجرائم ليست جديدة، بل “الجديد مع التنظيم هو الأيديولوجيا التي تغذي الجماعة الإجرامية، مثل النازيين”.

وأشار خان إلى أنه كما عملت محكمة “نورمبرغ” على فصل “سم الفاشية عن الشعب الألماني”،  قد تساعد محكمة تنظيم “الدولة” على فصل “سم داعش عن الطائفة السنية” في العراق.

ولفت إلى أن هذه المحكمة تسهم أيضًا في “إزالة الغموض وتفكيك أيديولوجيا التنظيم، ويمكن للجمهور أن يدرك حقيقة واضحة وهي أنها الدولة الأقل إسلامية في الوجود، بينما يحاول فريق (يونيتاد) إثبات وقوع جريمة ضد الإنسانية أو جريمة حرب أو إبادة جماعية، وهي الجرائم الأخطر في القانون الدولي”.

وستسمح القضايا التي يرفعها فريق “يونيتاد” للدول  التي تمتلك ولاية قضائية عالمية، بالحكم في الجرائم، بغض النظر عن مكان ارتكابها وهوية الجناة والضحايا.

وقد أجريت محاكمات سابقة تحت هذه الولاية، في فرنسا لهجمات تبناها تنظيم “الدولة”، وفي ألمانيا حيث تمت إدانة مواطنة تركت فتاة أيزيدية تموت من العطش.

ومحكمة “نورمبرغ” هي أول محكمة دولية في التاريخ، تمت من خلالها في عامي 1945 و1946 محاكمة مجرمي الحرب النازيين المسؤولين عن عمليات قتل يهود بشكل ممنهج.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة