ماذا تعرف عن تأميم قناة السويس وحرب 1956

قناة السويس (بوابة المدار)

camera iconقناة السويس (بوابة المدار)

tag icon ع ع ع

يعد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أحد أكثر الحكام العرب إثارةً للجدل، ما بين فريق يتهمه بالديكتاتورية وإضاعة البلاد، وفريق آخر يرى فيه زعيمًا ملهمًا، حاول توحيد العرب في وجه القوى العالمية.

ويرى مؤرخون، أن أهم حدثين في حياة عبد الناصر السياسية كانا حرب 1956، أو ما يعرف بـ “العدوان الثلاثي” من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر، ونكسة 1967.

ويثار الجدل بين مؤيدي ومعارضي جمال عبد الناصر عن العدوان الثلاثي الناتح عن قرار تأميم قناة السويس، بين من يرى أن عبد الناصر خرج منه منتصرًا، بدعوى عدم تحقيق الحرب لأهدافها الأساسية، وهي إلغاء تأميم القناة وكسر شوكة عبد الناصر، وبين من يرى أن هزيمة مصر كانت كبيرة ومؤلمة وتعد إحدى مقدمات نكسة 1967، وبالتالي لم تؤثر على مصر فقط، بل على الدول العربية المحيطة بها على الأقل.

اتخذ عبد الناصر قراره بتأميم قناة السويس، وقال عبارته المشهورة من مدينة الإسكندرية، “تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس العالمية شركة مساهمة مصرية”، في 26 من تموز 1956.

تأميم القناة

بدأت أعمال حفر قناة السويس في عام 1856 بإشراف فرنسي، بالاستعانة بعمال مصريين، بلغ عددهم أكثر من مليون عامل وبطريقة السخرة، وسط ظروف صعبة، ما أدى لوفاة أكثر من 100 ألف عامل، بحسب دراسة أجراها كل من وليد فاروق محمد ومحمد شعبان، نشرت في موقع الأهرام الرقمي على الإنترنت في 1 من أيار 2014.

انتهت أعمال القناة في عام 1869، وتم الاتفاق على منح الامتياز لـ 100 عام للشركات الفرنسية.

واضطرت مصر لبيع حصتها في القناة إلى بريطانيا نتيجة مرور البلاد بأزمة مالية طاحنة، لتصبح القناة مملوكة بالكامل لبريطانيا وفرنسا، لتحاول بعدها الدول المالكة للقناة مد الامتياز 40 عامًا إضافية، وهو ما رفضته القوى المصرية المعارضة للحكومة التي وافقت على الاتفاق.

بعد قيام حركة الضباط الأحرار بالانقلاب على الملك فاروق، حاول عبد الناصر بناء السد العالي، بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والبنك الدولي، إلا أن المفاوضات فشلت بسبب شراء مصر للسلاح من الكتل الشرقية المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية، وطلب البنك الدولي مراجعة ميزانية مصر العامة، وتعهدت مصر بعدم إبرام أي اتفاقات مالية أو الحصول على قروض دون موافقة البنك الدولي بشكل مسبق.

رفضت مصر هذه الشروط  وقرر عبد الناصر تأميم قناة السويس في عام 1956 ردًا على القرارات الأمريكية والبريطانية.

ردود الفعل على تأميم القناة

أدى تأميم القناة إلى اتخاذ عدة خطوات من قبل كل من بريطانيا وفرنسا ردًا على قرار التأميم، كان أبرزها العدوان الثلاثي الذي قامت به كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، والتي قصفت خلاله عدة محافظات مصرية، منها مدينتا القاهرة والإسكندرية، كما قصفت القوات المهاجمة لمصر عام 1956، أجهزة الإرسال الخاصة بالإذاعة المصرية في منطقة “أبو زعبل”، قبيل خطاب عبد الناصر، وهو ما أدى لتعطل الإرسال.

وبحسب موقع “المجموعة 73 مؤرخين” فإن هدف الحرب كان إعادة احتلال منطقة القناة، وإسقاط عبد الناصر والقضاء على قواعد الفدائيين في سيناء وقطاع غزة، وهو ما لم يتحقق فعليًا.

يأخذ معارضو عبد الناصر عليه عدم الأخذ بالحسبان رد الفعل العسكري، ويقول المؤرخ عبد العظيم رمضان في كتابه “الحقيقة التاريخية وراء تأميم شركة قناة السويس”، إن قرار التأميم كان عملًا فرديًا، والحكومة المصرية لم تعلم بالقرار إلا قبل ساعتين من إعلانه، وكذلك الجيش المصري وقائده المشير عبد الحكيم عامر، معتقدًا أن الدول الغربية لن تهاجم مصر عسكريًا.

كيف ساعدت سوريا مصر في حرب 1956

نُسفت أنابيب النفط المتجهة إلى القارة الأوروبية والتي تعبر من الأراضي السورية باتجاه البحر المتوسط، ما أدى لخسائر مالية قدرت بـ 22 مليون ليرة سورية، بحسب ما ذكر الكاتب شمس الدين العجلاني، في صحيفة الوطن السورية بتاريخ 22 من آب عام 2016، وهو رقم “مهول” في ذلك الوقت.

واجتمع البرلمان السوري معلنًا تأييده الكامل للقرارات المصرية الخاصة بتأميم شركة قناة السويس.

كما قام جول جمال، الضابط السوري المنحدر من مدينة اللاذقية، والذي كان طالبًا في الكلية البحرية في مصر، بنسف بارجة فرنسية قتل بعدها، في تشرين الثاني 1956، وكان برفقته ضابط سوري آخر يدعى “نخلة سكاف”، إضافةً إلى ضابط مصري.

ما أهمية قناة السويس؟

تعتبر قناة السويس أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ تربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، وتشكل الطريق البحري الأقصر بين المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي مع أوروبا ما يجعلها توفر الكثير من الوقت للسفن الناقلة لشحنات النفط والبضائع، كما تقدم خدمات الصيانة وبناء السفن ومياه الشرب والإنقاذ.

يبلغ طول القناة 193 كم، وعرضها 205 مترًا، وعمقها 24 مترًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة