غمض عين وفتح عين.. على أوروبا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لنعترف جميعًا أن السوشال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي وثورة الإنترنت في العالم قد نظمت أمور عشاق الكرة الكالتشيو، والبريمر ليغ، والليغا، والبوندسليغا، وأصبحت قيمة التعاقدات في الميركاتو الصيفي والشتوي ونوعية اللاعبين النجوم المتنقلين بين الأندية الكبرى الشغل الشاغل لدى المتابعين والإعلاميين بما يسمى “صفقة الموسم”، وهات يا أخبار!

لا أقصد بالتنظيم ما يعرف بالتنظيم الكامل للحياة وإنما أول درجات “الهوس والجنون الكروي المحبب”، بكلمة أدق التنظيم بما يخص التحضير لمتابعة الموسم الجديد، وحالة الشوق والملل التي تنتاب المشجع من “البطولات الدولية للمنتخبات في القارات” على اعتبار أنها تأتي في استراحات المسابقات الأوروبية أو مع نهاية الموسم وعودة اللاعبين إلى بلدانهم للمشاركة مع المنتخبات.. والسؤال يكون دائمًا: متى تعود المسابقات الأوروبية؟

حتى إن هذه الظاهرة في الانتظار والملل على مبدأ “يالله غمض عين وفتح عين” بدأت تضرب كلاسيكية أقوى البطولات الدولية للمنتخبات، ككأس العالم، وكأس أمم أوروبا، وأصبح المرء يتابع البطولات الأوروبية أكثر من هذه البطولات القارية عكس الجيل السابق قبل نحو 20 عامًا.

الانتظار لبطولة أمم أوروبا كان غريبًا، التسمر والتجمع حول الشاشات لمتابعة كأس العالم كان أشد غرابة حتى الذين لا يهتمون بكرة القدم في أيامهم كانوا يتابعون وبشغف ويتناقلون الأسماء: رونالدو، روماريو، باجيو الذي أخفق بركلة الجزاء، سكيلاتشي، مارادونا، اللاعب الذي قتل لأنه سجل في مرمى بلاده، ويقصدون اسكوبار الكولومبي… هذا ما كان يشغل البال بالنسبة للمواطن في موسم يمتد لشهر كامل وينتهي فيشعر بأن المتعة ستغيب لأربعة أعوام مقبلة.

السنوات الأخيرة بدأت بالفعل تتمرد على كلاسيكية البطولات الرسمية القارية أو العالمية للمنتخبات، فعاشق ميسي منزعج من أدائه في المنتخب ويتمنى عودته سريعًا لبرشلونة، ومتابع رونالدو يطمح بألا يصاب مع المنتخب فيخسر المتعة عند بداية الموسم إن كان مع الريال أو اليوفي، والمهووس بأي نادٍ أوروبي بدأ يبتعد عن المنتخبات، أو لنكن منصفين، الحرارة للمنتخبات مفقودة منذ أول عهود عشق الكرة بالنسبة لهذا الجيل، حتى لو كانت البرازيل أو فرنسا أو إيطاليا.

والآن ومثل كل موسم وكل عام نقول “غمض عين وفتح عين”، اقترب الميركاتو الصيفي من إغلاق بابه، واللاعبون في نهاية إجازاتهم سيلتحقون بالأندية خلال الساعات المقبلة في اللقاءات الودية.

بقي أقل من شهر لضربة البداية في أول مسابقة محلية أوروبية استعدادًا لانطلاق الصافرة في بقية المسابقات.

النجوم قدموا أوراق اعتمادهم وشغلوا العالم بانتقالات وصفقات وعقود خيالية. غريزمان إلى برشلونة، دي ليخت إلى اليوفي، هازارد إلى الملكي.

الأسئلة تنفض الغبار عن إبر التخدير التي تحدثها بطولات المنتخبات في فترة التوقف والاستراحة ألا وهي “لمن الكرة الذهبية هذا الموسم؟ لمن دوري الأبطال؟ لمن ستكون هذه الصفقة؟ ما موعد الكلاسيكو؟ والأسئلة مستمرة والتحضيرات تستمر في البيوت كما في الملاعب بالنسبة لعشاق الأندية بعيدًا عن المنتخبات والفرق الوطنية.

موسم جديد يزورنا بكل أشكال الضجة والتشجيع والاستفزاز وعمليات الفرز والتقييم والتهديد والوعيد والريمونتادا.. وكل موسم وأنتم بألف خير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة