أمم إفريقيا تنسي العرب خلافاتهم.. عندما تكسر الرياضة الحدود السياسية

مشجعون من المغرب العربي 19 تموز 2019(صفحة Social Time على فيس بوك)

camera iconمشجعون من المغرب العربي 19 تموز 2019(صفحة Social Time على فيس بوك)

tag icon ع ع ع

فتحت نتائج بطولة أمم إفريقيا في مصر 2019، الباب أمام الجماهير العربية لنسيان خلافاتها والتفاعل وتشجيع المنتخب الجزائري تحديدًا، بعد وصوله إلى نهائي البطولة لملاقاة السنغال، في المباراة التي تقام مساء اليوم على استاد القاهرة الدولي في العاصمة المصرية.

هذا التفاعل الشعبي بين مصر والجزائر من جهة، والمغرب والجزائر من جهة أخرى كان مستغربًا عند متابعين للشؤون السياسية أو الرياضية، مع خلافات وصلت حد الدم بين هذه البلدان، خاصةً أن عشرات المشجعين من المغرب ومصر يتهمون الساسة والحكام بالإيقاع بين الشعوب العربية التي تجمعها صلات الدم واللغة والدين، بحسب تعبيرهم.

مصر والجزائر.. تصفيات كأس العالم والدم في السودان

ظهرت دعوات من ناشطين ومواطنين مصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المنتخب الجزائري في النهائي المرتقب ضد السنغال، ونسيان الماضي القريب والمشاكل الكروية الكثيرة.

واستذكر البعض وقوف الجزائر إلى جانب مصر في حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل.

بينما نشر شباب جزائريون أغنية دعوا فيها المصريين لنسيان الخلافات وتشجيع المنتخب الجزائري.

وشهد عام 2009 خلافات كبيرة بين مصر والجزائر كادت أن تتطور إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.

بدأت القصة بعد أن تعرضت حافلة المنتخب الجزائري للاعتداء من قبل مواطنين مصريين في شوارع القاهرة، وأصيب عدد من اللاعبين الجزائريين، قبل إقامة مباراة الإياب بين المنتخبين لتحديد المتأهل إلى بطولة كأس العالم 2010.

وانتهت المباراة بفوز المنتخب المصري بهدفين دون رد، ما استدعى إقامة مباراة فاصلة لتحديد المتأهل، وتقررت إقامة هذه المباراة في مدينة أم درمان السودانية، التي كانت مسرحًا لأعمال عنف بين الطرفين.

واستغل كل من النظامين الحاكمين في مصر والجزائر القضية لمصلحته وتم تضخيم القصة إعلاميًا في كلا البلدين، كذلك مع دخول فنانين على الخط لتأجيج المشاعر، وتبين عدم صحة ما قيل فيما بعد.

وانتصر المنتخب الجزائري بهدف عنتر يحيى آنذاك، وتأهل إلى كأس العالم الذي أقيم في جنوب إفريقيا 2010.

والتقى الفريقان في وقت لاحق من العام نفسه في بطولة أمم إفريقيا وربح المنتخب المصري المباراة برباعية نظيفة.

وتعود الخلافات المصرية- الجزائرية على صعيد كرة القدم إلى عقود مضت.

المغرب والجزائر.. الاحتفالات تكسر الحدود!

أطلق ناشطون مغاربة وجزائريون عدة وسوم تدعو لتشجيع المنتخب الجزائري والمغربي، في بطولة أمم إفريقيا، كان أبرزها “خاوة مش عداوة”، أي “إخوة لسنا أعداء”.

وتدعو الحملة التي بدأت بالتزامن مع بداية البطولة إلى تشجيع وحضور الجزائريين لمباريات المنتخب المغربي، والعكس بالعكس.

واحتفل مشجعون مغربيون عند الحدود الجزائرية بعد انتصارات المنتخب الجزائري في البطولة مؤخرًا، ما أدى إلى اختراق شاب جزائري للحدود المغلقة منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وتعود المشاكل السياسية بين البلدين إلى عقود، تطورت في بعض الأحيان إلى مواجهات عسكرية، كما حدث في عام 1963، لخلافات حدودية، بالإضافة إلى اختلاف التوجهات نحو المعسكرين الشرقي والغربي، إلى جانب اتهام المغرب للجزائر بدعم جبهة البوليساريو المنادية باستقلال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية.

وأغلقت الحدود بين البلدين بشكل كامل منذ تفجيرات مراكش عام 1994، التي اتخذت المملكة المغربية إثرها قرارًا بإغلاق الحدود وفرض تأشيرة دخول على الجزائريين وهو ما تعاملت معه الجزائر بالمثل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة