شيماء البوطي: دور المرأة هو بناء المجتمع وغايتها نهضته

شيماء البوطي في لقاء تلفزيوني

camera iconشيماء البوطي في لقاء تلفزيوني (أورينت)

tag icon ع ع ع

“أردنا أن ينهض مجتمعنا وأن تتوفر الحرية والكرامة للإنسان، كُتبت علينا الغربة، ولم يُقدر لنا أن نرى ذلك سريعًا، ولكن يمكن أن نرى ثمراته مستقبلًا”، بهذا وصفت رئيسة تجمع “سنا” للنساء السوريات في اسطنبول، شيماء البوطي، دافعها للمشاركة المجتمعية.

غادرت شيماء سوريا بعد اعتماد النظام السوري أسلوب القمع للرد على مطالب الحراك السلمي بالإصلاح وتوفير مساحة الحرية والكرامة للمواطن، لكن غربتها زادتها عزمًا بالعمل على تطوير الذات والإسهام ما أمكن في تطوير المجتمع.

أنشأت الناشطة السورية مع مجموعة من السيدات تجمعًا في مدينة اسطنبول استهدف المرأة بأنشطته التطوعية، “لأنها هي القادرة على بناء المجتمع”، حسبما قالت شيماء لعنب بلدي، استهدافًا فكريًا وثقافيًا وعمليًا.

دور المرأة كان دورًا بنائيًا من أقدم مراحل التاريخ، وفطرتها للاستقرار أدت إلى نشأة المدن والحضارات، على حد تعبير شيماء، لذلك سعت نساء التجمع لتقديم التدريب المهني لمساعدة المرأة على الحصول على عمل يغنيها عن الحاجة لمن قد يستغلها، وكذلك محاولة النهضة بفكرها ووعيها عن طريق الثقافة والقراءة ليكون دعمًا اجتماعيًا وتمكينًا ثقافيًا.

دور متبدل في الزمان والمكان

درست شيماء اللغة العربية ودرّستها منذ أن كانت في دمشق، وتابعت وظيفتها في اسطنبول لتأمين مصدر العيش ولتأدية دورها في تعويض العرب الذين حرموا من لغتهم جراء الغربة، ولإيصال علمها للأجانب الساعين للمعرفة.

شعرت شيماء بأهمية الثقافة وأهمية فكر المجتمع وأهمية تحرير العقل العربي والسوري من الرواسب الخاطئة التي علقت به، لأن تلك الخطوة هي الأولى لبناء الإنسان وقيمه، على حد قولها.

تحول نشاطها المجتمعي من المشاركة في المسابقات والمنتديات الثقافية في سوريا إلى شكل أكثر وعيًا لحاجات المجتمع وأهمية العمل الجماعي، واستشهدت بمقولة لساطع الحصري “نحن نبدع فرادى ونخيب جماعات”.

وأضافت، “الإنسان حينما يتحرر يبحث عن الحقيقة، التي نعاني من نقصانها بشكل كبير في مجتمعنا.. المهارات التي يفتقدها مجتمعنا (العمل الجماعي كمثال) هي سبب فشل كل محاولاتنا في البحث عن الحرية والكرامة”.

شيماء البوطي رئيسة تجمع سنا

شيماء البوطي رئيسة تجمع سنا (صفحة التجمع)

موازنة الأمومة والدور الاجتماعي

أنجبت شيماء طفلين وهي في سن صغيرة نسبيًا، حسبما قالت، وتمكنت من الموازنة بين نشاطها الثقافي وبين تنشئة أبنائها على قيم الحق والعدل، مع احترامها ذاتهم وكرامتهم، رغم ما عاناه ذلك الأسلوب من صعوبات مجتمعية لمخالفته السائد لدى الناس.

أن “يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه” كانت من أهم القواعد التي عملت على ترسيخها لدى أبنائها، معتبرة أنها اللبنة الأساسية لتنمية المجتمع ونهضته، متخلية عن أساليب العقاب والقسوة عند وقوعهم في الخطأ.

وقيّمت نسبة نجاحها بالجيدة، مع رضاها عما آلت إليه أخلاق ابنها وابنتها، إذ بذل ابنها حياته في صفوف الثائرين ضد النظام السوري، وواظبت ابنتها على متابعة الدراسة والسعي وراء العلم في بلدها الجديد.

كان السعي وراء العلم هو مطلب شيماء الأول في سوريا، فعملت على تطوير نفسها ما استطاعت معتبرة أن العلم أمانة وفريضة يأخذها الفرد من مكان ويودعها في مكان آخر.

ولحقت شيماء بشغفها بالشعر والأدب فشاركت بالمسابقات والمنتديات الثقافية وحصلت على جوائز وترشيحات بالشعر والقصة من جامعة دمشق واتحاد الكتاب العرب خلال الفترة ما بين عام 2000 و2007.

بلوغ ابنيها المرحلة الثانوية في المدرسة أدى إلى قلة تفرغها، مع موازنتها لاحتياجاتهما مكرسة لهما جل وقتها واختارت التفرغ لمتابعتهما، واكتفت بحضور الجلسات والمحاضرات الأدبية عند استطاعتها.

تترك المرأة أثرًا أينما ذهبت، بناؤها هو بناء للمجتمع، هكذا رأت شيماء وهكذا عملت وعلى ذلك مستمرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة