دراسة حديثة: نحو 50% من الألمان يعتبرون الإسلام “تهديدًا”

tag icon ع ع ع

انقسم الشارع الألماني في وصف نظرته للإسلام بألمانيا بين من يعتبره “تهديدًا” أو “مصدرًا للتنوع الثقافي”.

وخلصت نتائج دراسة حديثة أجرتها مؤسسة “بيرتلسمان” الألمانية، ونُشرت نتائجها أمس، الخميس 12 تموز، إلى أن نحو 50% من الألمان يعتبرون الإسلام “تهديدًا”، في حين يرى نحو ثلث المستطلع آراؤهم فيه مصدر غنى وتنوع ثقافي كما هو الأمر بالنسبة للأديان الأخرى الموجودة في البلاد كالمسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية.

ووفقًا للدراسة، أكد 46% من الألمان الذين لهم صلات مستمرة بالمسلمين أنهم يعتبرون الإسلام إغناء للمجتمع، وأنهم نادرًا ما يرونه كتهديد.

وأجريت الدراسة بمناسبة الذكرى السبعين لإقرار “القانون الأساسي” (الدستور الألماني).

وتوزع المشاركون في التصويت بين الولايات الشرقية والغربية في البلاد، وبيّنت النتائج أن الصورة الذهنية عن الإسلام في الولايات الغربية كانت أكثر إيجابية منها في الشرقية.

ومن جانب آخر اعتبر 89% من الألمان، من معتنقي الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، أن الديمقراطية في ألمانيا شكل جيد للحكم.

رئيس “المجلس الأعلى للمسلمين” في ألمانيا، أيمن مزيك، علّق على نتائج الدراسة بأنها إيجابية مشيرًا إلى أنه كان يتوقع الأسوأ.

وأشار مزيك إلى أن وراء النظرة السلبية إلى الإسلام تكمن “دعاية اليمين الشعبوي عنه، والخطاب السائد منذ أكثر من عقد عن الإسلام الذي يركز على أقلية صغيرة من الإرهابيين ويصدرهم كعناوين للصحف”.

ولفت مزيك إلى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في هذا الموضوع بعزو “الكثير من المشاكل المتعلقة بالمسلمين إلى الدين وحده”.

وأضاف أن الدين ممكن أن يكون له دور ولكنه ليس العامل الوحيد، إذ تضاف إليه أسباب اجتماعية وثقافية وسياسية.

ولتغيير الصورة السلبية عن الإسلام اقترح مزيك أن تتم مشاركة المسلمين بشكل أكبر في الحياة السياسية والأنشطة الداعمة للتعددية والديمقراطية، وتعزيز نشاط الجاليات المسلمة كيوم المسجد المفتوح، والتوجه بالخطاب أكثر تجاه الألمان.

وتُقدر نسبة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا بحوالي خمسة ملايين شخص، أي ما يعادل 6% من عدد السكان الكلي.

وغالبية المسلمين في ألمانيا هم من الأصول التركية، بينما يزيد عدد العرب على مليون، غالبيتهم من السوريين الذين وصل عددهم إلى نحو 750 ألفًا نهاية العام الماضي.

ويقيم المسلمون الألمان في العاصمة برلين والمناطق الغربية من البلاد، وتبلغ نسبة قاطني هذه المناطق تقريبًا 98% من العدد الإجمالي للمسلمين هناك، أما باقي النسبة فيسكنون المناطق الشرقية من البلاد.

وتشير بيانات وزارة الداخلية الألمانية إلى ازدياد عدد الهجمات على المسلمين والمساجد والمنشآت الإسلامية في ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها تراجعت عام 2018 بشكل ملحوظ، مقارنة بالعام الذي سبقه.

وبحسب بيانات الوزارة فإن هذه الهجمات بلغت بين شهري كانون الثاني وأيلول من عام 2018، 578 هجمة، بينما وصلت إلى 780 اعتداء في الأشهر التسعة الأولى من عام 2017.

أما عن شكل هذه الانتهاكات فتمثلت بحالات إكراه، وتوجيه إهانات وشتائم، والتسبب بأضرار في الممتلكات، وتلطيخ للجدران، وفق ما سجل موظفو الأمن الألماني.

وعلى الرغم من تراجع هذه الهجمات، أشارت البيانات إلى حدوث ارتفاع في أعداد الأشخاص الذين أُصيبوا جراءها.

ولفتت الداخلية الألمانية إلى أن الجناة في جميع هذه الجرائم تقريبًا ينتمون لأحزاب “اليمين المتطرف” المعادية للاجئين والمسلمين.

وشهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة ظهور حركات يمينية معادية للمسلمين مثل بغيدا (ضد أسلمة العالم الغربي) وجمعية الهوليغانس ضد السلفيين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة