كيف تتجنب الرائحة الكريهة للعرق

رائحة العرق
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

إن وجود رائحة للجسم أمر طبيعي، فكل شخص له رائحة تميّزه عن غيره، وتعود هذه الرائحة إلى التعرق، فعملية تعرق الجسم هي أمر طبيعي أيضًا، وتحدث نتيجة عملية تخلص الجسم من السوائل الزائدة والتي لا يحتاجها،  كذلك هي وسيلة بيولوجية يلجأ لها الجسم لخفض درجة حرارته.

وعلى الرغم من أن الرجال أكثر إفرازًا للعرق من النساء و كن من المؤكد أن مشكلة الرائحة الكريهة للعرق تزعج كلًا منهما بصورة كبيرة، والغريب أن العرق وحده لا يكون له أي رائحة كريهة، فعندما تكون رائحة الجسم زائدة عن حدها وكريهة ومزعجة للشخص نفسه ولمن حوله، هنا لا بدّ من البحث عن الأسباب والعلاج.

ما أسباب الرائحة الكريهة للعرق

يحتوي جسم الإنسان على ملايين الغدد العرقية التي تظهر من خلال نوعين رئيسيين، هما:

  1. غدد عرقية مفرزة: توجد في جميع أنحاء الجلد وتفرز في الأساس الماء والملح.
  2. غدد عرقية مفترزة: تظهر عند الوصول إلى سن البلوغ، وتوجد في بعض أماكن الجسم مثل الإبطي، ويحتوي العرق الذي يفرزه هذا النوع على البروتينات والدهون.

والسبب الرئيس لظهور الرائحة الكريهة للعرق هو اختلاط العرق المفرز مع الكائنات الحية الدقيقة والجراثيم: عندما تتغذى هذه الميكروبات على البروتينات والدهون في العرق المفرز،  تقوم بتكسير جزيئات العرق وتحويلها إلى أحماض دهنية عطرية هي السبب في الرائحة الكريهة للعرق.

ومما يسهم في ظهور الرائحة الكريهة عدم المحافظة على النظافة الشخصية كالاستحمام يوميًا أو كل يومين، وعدم غسل اليدين جيدًا بعد الخروج من الحمام أو قبل تناول الطعام، وعدم المحافظة على نظافة الملابس وتبديلها باستمرار ولا سيمّا الداخلية، وارتداء الأحذية المغلقة لفترة طويلة من الزمن، أو ارتداء الحذاء وهو رطب وعدم تهويته، واستخدام الملابس الصناعية بدلا من القطنية، لأنّها تسبب احتباس السوائل على الجلد وعدم امتصاصها.

من الأسباب الأخرى المسببة لرائحة العرق الكريهة: نقص في بعض العناصر الغذائية في الجسم، مشاكل صحيّة معينة كالإمساك، وفرط نشاط الغدة الدرقية، اضطراب في عملية التمثيل الغذائي، الإصابة بأمراض معينة مثل السكّري وأمراض الكبد، تناول بعض العقاقير كمضادات للاكتئاب، أكل الأطعمة التي تتميز بأنها ذات رائحة نفاذة مثل البصل والثوم، عدم تناول كميات كافية من الماء والسوائل، المشاكل والاضطرابات النفسية والعصبية إذ يزيد الأدرينالين نسبة الافرازات العرقية.

وقد ترتبط رائحة العرق الكريهة بعوامل وراثية، إذ تساعد الجينات في تحديد المركبات التي تُنتج مع العرق، وكذلك فإن بعض الأشخاص يعانون من فرط في إفراز العرق بشكل يفوق المستوى الطبيعي وهو يكون أمرًا متعلقًا بالجينات أيضًا.

كيف يمكن التخلص من الرائحة الكريهة للعرق؟

تتمثل عملية الحد من رائحة الجسم الكريهة في تقليل كمية العرق التي يتم إفرازها من الجسم أو التخلص من الميكروبات المتسببة في تلك الرائحة، و من أشهر طرق العلاج المستخدمة:

الإجراءات المحافظة:

الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام مرة واحدة على الأقل يوميًا، إزالة الشعر الزائد باستمرار والذى يساعد على زيادة التعرق ونمو الجراثيم، ارتداء الملابس القطنية التي تمتص العرق وتبديلها يوميًا، التغذية السليمة؛ فكلما كان الغذاء صحيًا كلما كانت رائحة العرق خفيفة، شُرب الكثير من الماء لطرد السموم من الجسم، استخدام مزيلات العرق ولا يمكن استبدالها بالعطور العادية فهي مضادة للروائح الكريهة وليست مصدرًا للروائح الجيدة، تطبيق مسحوق الشبَّة تحت الإبطين بعد الاستحمام مباشرة، فرك تحت الإبطين بخل التفاح الطبيعي أو مغلي الميرمية أو عصير الليمون المخفّف أو عصير اللفت كل صباح، تناول كوبين من عصير البندورة يوميًا أو مزجه مع ماء الاستحمام مرة يوميًا.

استخدام المحاليل المطهرة:

مثل محلول كلورهكسيدسن تركيز 0.05%، ومحلول كلوريد الألومنيوم تركيز 20%، حيث يوضع أي من المحلولين على القدم و منطقة الإبط قبل النوم مباشرة حيث أن إفراز العرق يقل كثيرًا في ثناء النوم و دهذا يعطي المحلول فاعلية أكبر ، فالغدد العرقية تخرج إفرازاتها عن طريق أنبوب يفتح على سطح الجلد لذلك تعمل هذه المحاليل على غلق تلك الفتحات، وبالتالي توقف انتقال العرق إلى الجلد، ثم يتم غسل مناطق الجسم التي تعرضت للمحلول في الصباح ولا تستعمل مرة أخرى إلا قبل الذهاب للنوم في اليوم التالي. في البداية يتم استعمال أي من هذين المحلولين يوميًا ولكن مع الاستمرار وبدء ظهور مفعول المحلول وملاحظة نقص كمية العرق يمكن تقليل عدد المرات ليصبح يومًا بعد الآخر أو مرتين أسبوعيُا.

التدخل جراحيًا:

يمكن أن يتم التدخل جراحيًا لتدمير الغدد العرقية في منطقة الإبط، أو التدخل جراحيًا لتدمير الأعصاب المتحكمة في إفراز العرق عن طريق استخدام تيار كهربائي.

حقن البوتكس:

يتم حقن تلك المادة في عدة مناطق في الإبط، حيث تعمل على وقف عمل الأعصاب المتحكمة في إفراز العرق ومن ثم تقليل إفراز الجسم للعرق، ولكن نتيجة هذه الطريقة لا تظهر إلا بعد مدة تتراوح من 4 إلى 9 أشهر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة