أسبوع الآلام.. أهم الطقوس المسيحية من الأيام الأخيرة للمسيح

أحد الشعانين في دمشق - 2015 (انترنيت)

camera iconأحد الشعانين في دمشق - 2015 (انترنيت)

tag icon ع ع ع

تحتفي الطوائف المسيحية حول العالم بأيام “أسبوع الآلام”، الأسبوع الأخير لحياة المسيح، ممارسين طقوسًا مختلفة تحمل كل منها معنىً مقدسًا خاصًا.

يمثل هذا الأسبوع أيضًا نهاية الصوم “الأربعيني الكبير”، والذي يستمر لخمسين يومًا حسب أغلب الكنائس، ودُعي بالأربعيني لما لهذا الرقم من أثر كبير في النصوص الدينية من دوام الطوفان، إلى ما ذكر عن صيام عدد من الأنبياء، وضياع اليهود في الصحراء لأربعين سنة.

ويختلف يوم البدء بهذا الصوم حسب الطوائف، واختلاف تقاويمها، مع اختلاف شكله أيضًا، ويقوم بشكل عام على حرمان النفس من الملذات، فلا يرتبط دومًا بالامتناع عن نوع محدد من الطعام، وإن كان الامتناع عن تناول اللحوم هو الأعم.

يبتدئ الأسبوع بسبت لعازر، وهو اليوم الذي يذكر فيه العهد الجديد إحياء المسيح لرجل يدعى لعازر بعد أربعة أيام من موته في بلدة بيت عنبا قرب القدس، والتي تحمل اسمه حتى اليوم وتدعى “العيزرية”.

يليه أحد “الشعانين”، ويعود أصل هذا المسمى إلى كلمة “شيعا نان” في العبرية أي “يا رب خلص”، وهو ذكرى دخول يسوع إلى بيت المقدس واستقبال أهلها له استقبال الملوك والفاتحين وهم يقولون “خلصنا خلصنا”، كما يدعى باسم “أحد السعف” لاستخدام سعف النخيل خلال الاستقبال، لما له من رمزية ولونه الأخضر الدال على النصر والخلود.

وتقوم العديد من الكنائس بإحياء أيام أسبوع الآلام عبر قراءة مقاطع من الإنجيل وترتيل بعض الأدعية وممارسة طقوس كنسية مختلفة.

ويسمى يوم الأربعاء باسم “أربعاء البصخة” أو “جاسوس الأربعاء”، ويصادف حسب معظم الأناجيل ذكرى خيانة “يهوذا الإسخريوطي” لمعلمه يسوع، وتآمره مع الكهنة اليهود لتسليمه.

خميس “العهد”، أو “الأسرار”، هو يوم مقدس يمثل ذكرى العشاء الأخير الذي تناوله المسيح مع تلاميذه، قبل أن يتم القبض عليه وتوجيه تهمة التجديف له.

جمعة الآلام، ولها من الأسماء الأخرى الكثير، تمثل ذكرى صلب المسيح وموته ودفنه بحسب الرواية المسيحية، وتمثل يوم صوم إلزامي لدى مختلف الطوائف، إذ يتم الانقطاع عن تناول الطعام والشراب ليلة الخميس وحتى ظهر أو مساء الجمعة.

سبت النور، أو السبت الأسود، يوم حزن تلاه يوم فرح، يتم إحياؤه إما بقداس في الليل أو في الصباح التالي، الذي ينتظر فيه انبثاق النور بعد قيام المسيح من قبره يوم الأحد.

عيد الفصح، أو عيد القيامة، وهو من أهم الأعياد المسيحية ويرمز إلى قيام يسوع من قبره حسب رواية العهد الجديد، ويمثل نهاية الصوم الكبير وخاتمة أسبوع الآلام.

ترتبط به عادات مختلفة، منها تزيين المنازل وتلوين البيض، والذي يرمز لبداية الحياة ويشبه كسر الفرخ للقشرة وخروجه بقيامة المسيح، إضافة إلى اعتقاد بعض الطوائف بأن القديسة “مريم المجدلية” حينما ذهبت إلى “قيصر” روما، وشرحت قصة صلب وقيامة المسيح، قال لها إن تحول لون البيض إلى الأحمر سأصدقك، وهذا ما حصل.

كما يرتبط الأرنب بهذا العيد فهو رمز للخصوبة من العصور القديمة، ويتم خلاله تناول لحم الضأن ويترافق مع الزيارات العائلية.

ويعود تأريخ هذا الأسبوع لما ذكر في الأناجيل الأربعة المقدسة: “إنجيل متى” والذي يُنسب غالبًا لعام 70 ميلادي، و”إنجيل مرقس” والذي يُنسب حسب أدنى تقدير عام 66 ميلادي، و”إنجيل لوقا” الذي يُنسب لعام 80 ميلادي، و”إنجيل يوحنا” الذي يُنسب لعام 85 ميلادي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة