تعرف إلى “الأربعاء الأحمر” الذي يحتفل به الإيزيديون

إيزيديات يحتفلن بعيد الأربعاء الأحمر في محافظة دهوك بالعراق - 2017 (رويترز)

camera iconإيزيديات يحتفلن بعيد الأربعاء الأحمر في محافظة دهوك بالعراق - 2017 (رويترز)

tag icon ع ع ع

يحتفل الإيزيديون بعيد رأس السنة الإيزيدية في الأربعاء الأول من شهر نيسان الشرقي من كل عام، حيث يتجمعون لممارسة طقوسهم الدينية المتنوعة، التي تعود أصولها إلى زمن الأكاديين والبابليين والآشوريين.

والتقويم الشرقي هو تقويم شمسي يختلف 13 يومًا عن التوقيت الميلادي السائد، واستنادًا لذلك يوافق يوم غد الأربعاء 17 من نيسان الحالي، عيد رأس السنة الإيزيدية “الأربعاء الاحمر”، الذي يحتفل فيه الإيزيديون في كل من: سوريا والعراق وتركيا وإيران، إلى جانب مناطق من أذربيجان وأفغانستان وروسيا وبعض الدول الأوروبية كألمانيا.

ويستقبل الإيزيديون “الأربعاء الأحمر” في الوقت الذي تخرج منه الإحصائيات عن الناجين من تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذين بلغ عددهم حتى اليوم 1000 ناج، بينما لا يزال أكثر من ثلاثة آلاف إيزيدي في عداد المفقودين، بحسب ما أعلن عنه مؤخرًا “البيت الإيزيدي” العامل في منطقة الجزيرة السورية.

وحددت “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، اليوم، يوم غد عطلة رسمية، احتفالًا بعيد الجلاء من جهة وبمناسبة حلول “الأربعاء الأحمر” عيد رأس السنة الإيزيدية.

لكن ما هو “الأربعاء الأحمر”؟

“الأربعاء الأحمر” أو كما يسمى بالكردية “جارشمبا سور”، يأتي في فصل الربيع، في وقت تنمو فيه الزهور والورود بكل الألوان والأشكال، وخاصةً شقائق النعمان المعروفة بلونها الأحمر القانئ.

ويقول الإيزيديون إنه “الأربعاء الأحمر” هو “يوم بعث الخليقة”، بدءًا من تكوين الأرض وما يحيا فيها من كائنات، إذ يعتبر العيد أحد الأعياد المباركة والفاضلة في الديانة الإيزيدية.

وبحسب الكتاب المسمى “السبقة”، وهو أحد أهم المراجع الإيزيدية، فإن “الأربعاء الأحمر” سمي بهذا الاسم لأنه في مثل هذا اليوم ضخ الدم “الأحمر” في جسم أول إنسان “آدم”، وفيما بعد “شرب آدم من ذلك الكأس للحياة، فارتجف في مكانه، واكتمل لحمه، وجرى الدم في جسده”.

وتجري في يوم الأربعاء طقوس خاصة، حيث ينهض الإيزيديون باكرًا، ويرتدون أفضل ما لديهم من ثياب، ويضحّون بأضحية كل حسب وضعه الاقتصادي، ويُزينون مداخل بيوتهم بالورود وشقائق النعمان.

ويأتي ربط شقائق النعمان بالعيد، كونها ازدهرت في صباح يوم الأربعاء الذي بعثت الخليقة فيه، لذلك يتزينون بها، ويطلق عليها اسم “زهرة نيسان”.

قبل يوم من “الأربعاء الأحمر”، أي يوم الثلاثاء، يزور الناس قبور موتاهم وتأخذ النسوة معهن بعض البيض والحلوى والفواكه ويتم توزيعها فيما بينهم وعلى الفقراء.

وتوجد تقاليد أخرى تتم في العيد، وهي الامتناع عن نبش التربة والحراثة، لأن المزروعات والزهور والورود ومعظم النباتات تتفتح في شهر نيسان، وكذلك لا يسمح للإيزيديين بالتزاوج في نيسان، لأن ذلك سيجلب لأصحاب البيت الويلات.

يتوزع الإيزيديون في سوريا في مدينة الحسكة وقراها وحلب وريفها وكذلك عفرين، ويعانون، بحسب ما قال مدير مؤسسة “ايزدينا” ومدير مجلة “زهرة الزيتون”، علي عيسو في وقت سابق لعنب بلدي، “من مصادرة حقوقهم المدنية والاجتماعية ومن السياسات العنصرية المطبقة بحقهم من قبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في سوريا، إذ اعتمدت هذه الأنظمة سياسة عدم الاعتراف الدستوري بوجود الإيزيديين على أرضهم التاريخية”.

إضافة إلى حرمانهم من قانون للأحوال الشخصية أسوة ببقية الأديان في سوريا، وعدم الاعتراف بشهادتهم في المحاكم والدوائر الرسمية، كما يمنعون من أداء شعائرهم الدينية وإقامة دور عبادة خاصة بهم.

أربعة أعياد

“الأربعاء الأحمر” عبارة عن أربعة أعياد دينية متقاربة، وهي انفجار الذرة البيضاء من صرخة الرب، وتكون منها التراب والماء والهواء والنار المقدسة لبدء الكون، والثاني هو غليان الأرض ثم تجمدها وتكوينها واخضرارها، وهذا ما تظهره عملية غليان البيضة ثم تبريدها ثم تلوينها.

أما العيد الثالث فهو عيد الخليقة، وذلك عندما خلق أول كائن حي “آدم”، وضخ الدم الأحمر بجسده، والعيد الرابع هو عيد الخصوبة، عندما تخصبت أول بيضة لإعادة تكوين أول كائن حي.

“الأربعاء يوم فاضل، خلقه الملك فخر الدين من العشق والقلب، لم يعرف للراحة والغفلة معنى حينها، الأربعاء يوم دون حساب، وهذا الجواب جاء من الملائكة، تفتح فيه أبواب الخير من الشروق إلى الغروب”.

ما سبق يقال في ترانيم الديانة الإيزيدية عن “الأربعاء الأحمر”، بحسب ما ذكره كادار إبراهيم في تقرير له في وكالة “هاوار”، عام 2018.

وقال إبراهيم إنه وبما أن الإيزيديين، وبعد أن فقدوا معظم تراثهم الديني نتيجة تعرضهم للغزوات المستمرة فإنهم يستمدون معلوماتهم الدينية من الأحاديث الدينية، فقد جاء فيما يسمى “حديث التكوين”، “ربنا بدأ بخلق الكون يوم الجمعة، ويوم السبت بدأ بتفصيل الثوب ترتيب كل شيء بنظام، وانتهى من عمله يوم الأربعاء”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة