اليرقان.. يضرب وادي بردى وينتقل إلى العاصمة

اليرقان.. يضرب وادي بردى وينتقل إلى العاصمة
tag icon ع ع ع

كانت الأحداث الميدانية والمجازر اليومية التي ترتكبها قوات الأسد أبرز ما تناولته وسائل الإعلام المحلية والعالمية، إلا أن انتشار الأوبئة خلال الأعوام القليلة الماضية أدى إلى موت آلاف المدنيين والأطفال على وجه الخصوص؛ ويأتي ظهور اليرقان (التهاب الكبد الوبائي) في دمشق وضواحيها كخطر حقيقي يهدد آلاف السوريين نظرًا لسرعة انتشاره في الآونة الأخيرة.

550 حالة في الوادي

بدأ الانتشار الفعلي لمرض اليرقان في قرى وادي بردى منذ 40 يومًا، وكانت أكثر الإصابات من نصيب الأطفال، ويوضح أبو محمد البرداوي مدير المركز الإعلامي في وادي بردى لعنب بلدي حول انتشار المرض «حتى اليوم حالات التهاب الكبد في تزايد وأصبح لدينا حوالي 550 حالة غالبيتهم من قريتي عين الفيجة ودير مقرن، بينما سجلت وفاة طفل عمره سبع سنوات وحالات لدى رجال في الثلاثينيات من العمر».

في بداية انتشار الظاهرة، ظن الأهالي أن سبب التلوث هو خزانات مياه عين الفيجة التي تسقي المنطقة، إلا أن الفحص المخبري ومعاينة المياه من قبل لجنة مختصة من مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي، أكد أن المياه سليمة 100 بالمئة.

وقال البرداوي «إن المركز الإعلامي أجرى لقاءً مع الدكتور حسام رجب رئيس الهيئة الطبية في وادي بردى، وأفاد أن السبب قد يكون هو الخضراوات التي تزرع في الريف الدمشقي المحاصر وسقاية هذه المحاصيل بمياه ملوثة أو مياه مالحة وسط غياب الرقابة».

كما نوه رئيس الهيئة الطبية بحسب البرداوي إلى أن «انتشار المرض قد يكون عن طريق الوافدين الذين يدخلون للمنطقة بشكل يومي ودوري، وقد يكون أحدهم حاملًا للفيروس دون علمه»، لكنه أقرّ أن  “بعض مصادر المياه قد تكون سببًا وراء ذلك”.

وناشد مدير المركز الإعلامي جميع منظمات وهيئات حقوق الإنسان بالمساعدة في الحصول على اللقاحات والمصول والتجهيزات الطبية اللازمة لمكافحة الوباء، وأضاف «تستقبل الهيئة الطبية بشكل يومي العديد من حالات اليرقان المتزايدة وتعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكادر في ظل الحصار المفروض علينا من أربع جهات، ولم يستجب أحد لنداءاتنا».

الوباء ينتقل إلى العاصمة

وانتشر المرض خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة دمشق حيث سجلت بسببه 5 وفيات، بحسب ما أكده مصدر طبي لمكتب دمشق الإعلامي، كان آخرها الطفل سامي جبري (15 عامًا) الذي توفي يوم الجمعة 13 آذار، بعد تأزم حالته وتطور التهاب الكبد A.

ويحاول أهالي العاصمة تفادي الإصابات عن طريق الترويج لحملات النظافة ومراقبة سلوكيات الأطفال وحضهم على الالتزام بالتعليمات والإرشادات الطبية في المدارس.

معلومات وإرشادات طبية

ويندرج التهاب الكبد الوبائي من ضمن الأمراض ذي الانتشار السريع (فموي برازي) وفق الدكتور أكرم خولاني، وهو أخصائي أمراض داخلية، وأضاف “الوقاية منه صعبة بسبب سهولة العدوى، كما لا يمكن السيطرة عليه بشكل جيد إلا من خلال اللقاح، وثمنه مرتفع لأنه لا يوزع عن طريق منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة”.

ونوه مأمون إلى أن «المرض ينتشر عن طريق الخضار والفواكه غير المغسولة، أو في المياه الملوثة، أو عن طريق دورات المياه المشتركة في المدارس، والمشكلة الأساسية تكمن في أن فترة العدوى تكون قبل ظهور الأعراض بأسبوعين أحيانًا”.

وأضاف أن «الوقاية تكمن أولًا باللقاح وثانيًا بالنظافة وتشمل تعقيم المياه بالكلور، وغسل اليدين جيدًا بعد استخدام دورات المياه، ولاسيما المشتركة منها، كذلك شرب المياه المعقمة»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضرورة تأمين اللقاح لأصحاب الخطورة العالية، أي الأشخاص المصابين بمشاكل كبدية سابقة ومزمنة، وأردف «هؤلاء هم عرضة للموت لأنه يتحول لما يسمى التهاب كبد صاعق».

واعتبر الدكتور أكرم خولاني في نهاية حديثه أن «حالات الإصابة العادية بالتهاب الكبد لا تعاني عادة من الخطورة، ويمر المرض عليهم بفترة معينة ثم يشفون منه كحال مرض الإنفلونزا، وبدون آثار جانبية».

يذكر أن أمراضًا وأوبئة عدة بدأت بالظهور خلال الأعوام الأربعة الماضية في سوريا، بعد اختفائها لعقود وأبرزها شلل الأطفال الذي ضرب المنطقة الشمالية والشرقية، بالإضافة إلى الجدري وأمراض جلدية أخرى.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة