مكاسب حصلت عليها إسرائيل بالسياسة

camera iconرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو- 23 كانون الثاني 2019 (أوفرجندلمان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)

tag icon ع ع ع

أثار تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم السبت 6 من نيسان، بضم الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل في حال فوزه بالانتخابات الإسرائيلية الجارية اليوم الثلاثاء 9 من نيسان، استياءً وإدانة عالمية لما يمثله بالنسبة لعملية السلام مع الدولة الفلسطينية ولمخالفته للقانون الدولي الذي لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على المناطق التي حازتها عام 1967.

إلا أن هذا الإعلان لم يكن مفاجئًا بعد اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالسيادة الإسرائيلية على الجولان في 25 من آذار الماضي، مع تجاهله الإدانة والرفض الدولي لهذا القرار.

ما لم تحققه إسرائيل بالسلاح عام 1967 ومن بعدها عام 1973 تمكنت منه بأساليب سياسية عن طريق توطيد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي أمنت ذلك الاعتراف، وهو ما أكد عليه نتنياهو بقوله “أبدًا أبدًا لم تكن هناك علاقة كهذه بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس أمريكي. إنها ذات قيمة كبيرة جدًا جدًا لدولة إسرائيل، ومن المهم أن تستمر (هذه العلاقة) لخدمتنا”.

دعم عالمي

آخر المنجزات الإسرائيلية التي تغنى بها نتنياهو كانت التصنيف الأمريكي للحرس الثوري الإيراني بـ”الإرهابي” يوم أمس، إذ نشر عبر حسابه شكرًا خاصًا بالرئيس الأمريكي زاعمًا أن تلك الخطوة كانت تلبية لطلب “هام آخر” منه.

طلباته الأخرى التي أشار إليها، والتي أمنها ترامب تباعًا منذ استلامه منصبه في كانون الثاني من عام 2017، شملت الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية ذلك العام.

وإعلانه عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في أيار من عام 2018، وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران. مع اتهامه إيران بالكذب حول ملفها النووي، وسعيها لفرض نفوذها وسيطرتها في منطقة الشرق الأوسط ودعمها “الإرهاب”.

وإيقافه الدعم المالي الأمريكي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأنروا)، في أيلول من العام الماضي، الذي كان يشكل خمس ميزانية الوكالة، وكان بقيمة 300 مليون دولار سنويًا.

ولم تكن أمريكا الدولة الوحيدة التي سعت لتلبية الطلبات الإسرائيلية، إذ أن روسيا أعلنت الأسبوع الفائت عن تعاونها مع إسرائيل لإعادة رفات، زخاريا باومل، الذي قتل في معركة السلطان يعقوب التي جرت بين القوات الإسرائيلية والجيش السوري في أثناء اجتياح لبنان في 1982. وكانت جثة العريف الإسرائيلي قد وجدت مدفونة في سوريا.

التطبيع العربي

رغم احتلال إسرائيل لأرض عربية وسعيها لطمس لمعالمها الإسلامية مع انتهاكها للأعراف والقوانين الدولية وارتكابها المجازر بحق الفلسطينيين والعرب، إلا أن عددًا من البلاد العربية بدأت تتقارب مع إسرائيل خلال العام الماضي.

وتعود العلاقات العربية الإسرائيلية الرسمية إلى اتفاق (كامب ديفيد) عام 1978 الذي أعلن السلام بين مصر وإسرائيل، ثم “وادي عربة” عام 1994 والذي حققت فيه إسرائيل السلام مع الأردن.

وفي نهاية تشرين الأول من العام الماضي زار نتنياهو سلطنة عمان، وتبعها ترويج وزير النقل الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لمشروع سكك حديدية تربط البحر المتوسط بالخليج العربي عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وضمن سلسلة من الزيارات الرسمية للدول العربية، قام وزير الثقافة ووزير الاتصالات الإسرائيليان بزيارة للإمارات العربية، في تشرين الأول الماضي.

كما أخذت أوجه التطبيع العربي الإسرائيلي منحًا رياضيًا، إذ شهدت بطولة العالم للجمباز التي نظمتها قطر، في تشرين الأول من العام الماضي، مشاركة الفريق الإسرائيلي، وتم عزف نشيده الوطني، ورفع علمه، لكن من دون طباعة اسم “إسرائيل” أو العلم على قمصان الفريق.

وزارت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا إمارة أبو ظبي، نهاية تشرين الأول على رأس وفد رياضي للمشاركة في بطولة العالم للجودو، وانتشر فيديو يظهر الوزيرة وهي متأثرة بعزف النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتكفا) ورفع العلم الإسرائيلي، بعد فوز أحد أعضاء الفريق بميدالية ذهبية.

ما بين الأمس واليوم

حينما أعلنت إسرائيل عن قيام دولتها في 14 أيار عام 1948، لم تلق سوى اعتراف عدد قليل من الدول بشرعيتها، إلا أنها اليوم وبعد ما يزيد عن الـ70 عامًا تلقى اعترافًا من 163 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة.

مع تعامي المجتمع الدولي عن كافة الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين والاكتفاء بإطلاق التنديد وراء الآخر كلما انتشرت صور القتلى والجرحى وعلا صوت المقهورين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة