خيبات ودماء.. ذكرى تأسيس حزب “البعث”

مقاتلون يرفعون صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد السيطرة على تل العدس بريف دمشق - 10 شباط 2015 (روتيزر)

camera iconمقاتلون يرفعون صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد السيطرة على تل العدس بريف دمشق - 10 شباط 2015 (روتيزر)

tag icon ع ع ع

“7 نيسان يا رفاق.. ميلاد الحزب العملاق”، لطالما سُمعت هذه الشعارات في شوارع سوريا ومدارسها، بذكرى تأسيس حزب “البعث العربي الاشتراكي”، الذي أسس عام 1947.

قام الحزب بانقلاب قاده صلاح جديد وحافظ الأسد عام 1963، للاستيلاء على السلطة في سوريا، قبل أن يقوم الأسد نفسه بالانقلاب على رفيق دربه في عام 1970، وإلقائه في سجن “المزة العسكري” حتى وفاته عام 1993.

في ذكرى ميلاد حزب “البعث” على يدي كل من ميشيل عفلق وصلاح البيطار في مدرسة “التجهيز” بدمشق، عشرات الحوادث الدموية، وكأن هذا اليوم بات تاريخًا يجب على السوريين أن يذكروه إلى الأبد، في ظل الخيبات والدم وخسارة الأراضي وتشريد السوريين.

بداية الاندماج

قام كل من زكي الأرسوزي وميشيل عفلق وصلاح البيطار بدمج الحزبين اللذين حملا نفس الاسم (البعث) في حزب واحد تحت اسم حزب “البعث العربي” في دمشق عام 1947، قبل أن يكمل اندماجه مع الحزب “العربي الاشتراكي” بقيادة أكرم حوراني في عام 1952، ليصبح اسمه حزب “البعث العربي الاشتراكي”.

وبذلك صار الحزب ثاني أكبر كتلة نيابية في البرلمان، بعد انتخابات عام 1954.

بعد الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958، وتنحي الرئيس شكري القوتلي عن الحكم لمصلحة جمال عبد الناصر، صدر قرار بحل الأحزاب في سوريا، ومن ضمنها حزب “البعث”.

ما قبل الانقلاب

في عام 1961، قام العقيد عبد الكريم النحلاوي بقيادة انقلاب عسكري أطاح بالوحدة بين سوريا ومصر، وانتخب البرلمان السوري ناظم القدسي رئيسًا للجمهورية، بعد انسحاب خالد العظم من السباق، وعادت الأحزاب السياسية إلى الحياة من جديد ومن ضمنها حزب “البعث”.

وفي عام 1963، قام الحزب بانقلاب عسكري على ناظم القدسي رئيس الجمهورية، وخالد العظم رئيس الوزراء.

نظمت الانقلاب ما يُعرف بـ”اللجنة العسكرية”، وهي مجموعة من الضباط “البعثيين” في صفوف الجيش السوري، خططوا للأمر مذ كانوا في مصر خلال الوحدة، وكان من ضمنهم صلاح جديد وحافظ الأسد ومحمد عمران.

وتم استبعاد البيطار وعفلق لاحقًا، ليتسلّم العسكر مقاليد الأمور في عام 1966، قبل أن يقوم حافظ الأسد بما سماه “الحركة التصحيحية” في عام 1971، ويعتقل رفاق الدرب ويتسلّم السلطة بشكل منفرد.

الدم والتاريخ

يحمل تاريخ اليوم، 7 من نيسان، عديدًا من الأحداث الدامية والسياسية المؤثرة في ذاكرة السوريين:

مواجهات سورية- إسرائيلية في عام 1967

سبقت نكسة عام 1967، مواجهات مستمرة بين الجيشين السوري والإسرائيلي، وكانت هذه المواجهات أحد أسباب قيام الحرب لاحقًا.

وأسقطت إسرائيل، في 7 من نيسان من نفس العام، ست طائرات “ميغ” سورية، ودارت اشتباكات عنيفة وحلقت الطائرات الإسرائيلية فوق دمشق.

إعدامات ميدانية في حماة

لا تزال “أحداث حماة” عالقة في ذاكرة السوريين، وسط اتهامات وتجاذبات تاريخية عما حصل، بين من يتهم النظام السوري ببدء المعركة سعيًا منه لإنهاء أي معارضة داخلية، وبين من يتهم حركة “الإخوان المسلمين” بالقيام بتفجيرات واغتيالات (منها ما اعترفت به الحركة، وبعضها نفته كليًا واتهمت به النظام) لإنهاء حكم حافظ الأسد.

في 7 من نيسان عام 1980، تم الإعلان عن حظر للتجول في مدينة حماة، ورافقته حملات إعدام ميداني للعشرات، عدا عن الاعتقالات بحق المدنيين.

وذكر حساب “ذاكرة سوريا” في “تويتر”، أن السلطات السورية اعتقلت في هذا اليوم عمر وخضر الشيشكلي، والأول كان نقيب أطباء العيون، والثاني أحد قادة الكتلة الوطنية في عهد الانتداب الفرنسي.

الكيماوي.. الهواء الأصفر وصواريخ أمريكية

أطلقت قوات النظام السوري، في 7 من نيسان 2018، صواريخ تحمل مواد كيماوية سامة على مدينة دوما في ريف دمشق، من خلال هجومين، الأول في الساعة الثالثة عصرًا، والثاني في الثامنة مساء.

ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل 41 مدنيًا خنقًا بينهم 12 طفلًا و15 سيدة إثر الهجوم، إضافة إلى إصابة قرابة 550 شخصًا.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام المواد الكيماوية، إذ استخدمها سابقًا في خان شيخون، وعدة مناطق أخرى.

وقامت القوات الأمريكية في 7 من نيسان 2017 بقصف مطار “الشعيرات العسكري” قرب حمص بأكثر من 50 صاروخ “توماهوك”، ردًا على الضربة الكيماوية على خان شيخون، ما أدى إلى مقتل جنود للنظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة