اغتيال الملك فيصل ومسيرته بين التهويل والحقائق

camera iconالأمير فيصل (يسار) والأمير خالد (يمين) أولاد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1943 (مكتبة الكونغرس)

tag icon ع ع ع

في صباح الخامس من آذار 1975،  اغتيل الملك فيصل بن عبد العزيز، ثالث ملوك المملكة العربية السعودية على يد ابن أخيه.

تمت عملية الاغتيال، بعد عامين على قطع الملك فيصل النفط عن القوى الغربية عام 1973 في أثناء حرب تشرين، في مكتب الملك في الديوان الملكي، خلال استقباله لوزير النفط الكويتي عبد الملك الكاظمي.

أطلق الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز ثلاث رصاصات على عمه الملك، أصابت الأولى وجهه والثانية رأسه وأخطأته الطلقة الثالثة، ونقل إلى المستشفى وفارق الحياة هناك.

أسباب الاغتيال

تتضارب الأقاويل عن الأسباب المباشرة لقتل الملك فيصل على يد ابن اخيه.

فالبعض يُرجع أسباب الاغتيال لمحاولة الأمير الثأر لأخيه الذي قُتل على يد قوات الأمن السعودية بعد اقتحامه لمبنى التلفزيون في العاصمة الرياض، بدعوى حرمانية التلفزيون، ويقول آخرون إن الأمير القاتل تربطه صلة قرابة من أمه مع “آل الرشيد”.

وكان آل الرشيد المنافس الأول لآل سعود على حكم الجزيرة العربية قبل هزيمتهم.

بينما يقول الأمير السعودي المعارض تركي بن بندر، في فيديو منشور على “يوتيوب”، إن القوى الغربية هي المسؤولة عن اغتياله بسبب مواقفه من إسرائيل، وتصريحه بأنه سيصلي في القدس قريبًا.

نُفذ حكم الإعدام بالسيف بالأمير فيصل بن مساعد آل سعود بعد 82 يومًا من اغتياله الملك فيصل بالرياض.

خلافاته مع مصر

بدأت الخلافات بين الملك فيصل وبين أخيه الأكبر الملك سعود بن عبد العزيز بعد محاولة الأخير اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

وقام عبد الناصر بدوره بفضح المحاولة على الهواء مباشرة، وفي عام 1960 سحب الملك سعود الوزارات التي يتولاها الأمير فيصل وحصر مهماته في رئاسة مجلسها فقط.

وفي نهاية المطاف، اجتمع علماء الدين والقضاة واتفقوا على عزل الملك سعود وتنصيب الملك فيصل بدلًا عنه في الأول من تشرين الثاني عام 1964.

تسبب دعم الملك فيصل لإمام اليمن لاحقًا، في أثناء الثورة اليمنية، إضافةً إلى محاولة إنشائه ما عرف “بحلف بغداد” الموالي للغرب بشكل مباشر، بمواجهة بينه وبين جمال عبد الناصر على الأراضي اليمنية، وذلك خوفًا من وصول الأفكار الاشتراكية المنتشرة في تلك الحقبة إلى السعودية، خاصة مع وجود تحركات في المنطقة الشرقية قادها المعارض ناصر السعيد، طالبت بوضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات برلمانية وإنهاء الوجود الأمريكي في شبه الجزيرة العربية.

وبعد نكسة عام 1967 زار الملك فيصل مصر، ووعد بتقديم ما يلزم لمساعدة مصر بعد الحرب.

ومع قيام الحرب في عام 1973 ضد إسرائيل أوقف الملك فيصل إمدادات النفط عن الدول الغربية في محاولة للضغط عليها للتوقف عن دعم إسرائيل، إلا أن وثائق ويكيليكس المسربة، أكدت أن قطع النفط لم يكن خيارًا سعوديًا بالكامل وأن أحد أهم أسباب قطعه بحسب “ويكيليكس” هو استغلال الموقف ورفع سعر النفط.

 

من هو الملك فيصل

ولد الملك فبصل في عام 1906 وتوفيت أمه وعمره خمسة أشهر، ونشأ في بيت جده لأمه، عبد اللطيف آل الشيخ الذي علمه أصول الدين.

وترتيبه الثالث بين أولاد الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية.

تولى قيادة القوات السعودية في منطقة عسير في عام 1922 وقاد الجيش الذي سيطر على منطقة الحجاز في عام 1925.

وفي عام 1926 أرسله والده إلى بريطانيا وفرنسا لشرح التطورات السياسية في الجزيرة العربية بعد ضم الحجاز.

عينه والده كأول وزير للخارجية في تاريخ المملكة عام 1930، إضافة لتوليه عدة مناصب منها والي الحجاز.

كما كان رئيس الوفد السعودي الموقع على ميثاق هيئة الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام في تشرين الاول 1945.

أسس الملك فيصل عام 1965 رابطة العالم الإسلامي، وأنشئت في عهده الشركة العامة للبترول والمعادن، واهتم بالتعليم العام وعلماء الدين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة