أولمبياد الأمل .. أصحاب الهمم

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

ليس سهلًا أن تقرر اعتماد نظام للمسابقات الرياضية داخل الأراضي السورية المحررة، وليس سهلًا أيضًا إذا ما اعتمدت نظام البطولة وشكلها واسمها أن تضمن الالتزام بالأنشطة والأيام المقترحة للعمل الرياضي من قبل المشاركين والمتابعين، وكل هذا لأن أيام الأهل في سوريا لا تعرف السكينة والاطمئنان بفعل غارات الطيران الوحشية وقصف نظام الأسد وحلفائه.

وهنا عندما نقول بطولة أو مسابقة فلربما تكون لكرة القدم أو السلة أو تنس الطاولة والشطرنج والجري، أي أنها لأصحاب الجسد السليم وهواة الإبداع في المسابقات الرياضية، ومع ذلك يمكن أن لا تحصل على كل ما تريد من نجاح هذه المسابقة أو إلغاء متكرر لموعدها وتأجيل مفروض لبعض منافساتها، فما بالك وأنت تشاهد مهرجانًا رياضيًا لذوي الإعاقة ومبتوري الأطراف وذوي الاحتياجات الخاصة  لأسبوعين وأكثر في داخل سوريا بريف حلب الغربي.

المهرجان الذي أطلق عليه أصحاب الفكرة الرائدة “أولمبياد الأمل”جاء تتويجًا لجهود جبارة بين عدة أطراف في العمل المدني، منها سنابل الأمل كجمعية مختصة بهذه الشريحة المظلومة في مناطق الثورة، واتحاد الرياضات الخاصة الذي يضم في قوائمه مدربين ولاعبين من ذات الشريحة.

الأولمبياد، الذي تم تأجيله عدة أشهر بسبب القصف والغارات والظروف الصعبة، انتهى اليوم بعد إعلان اللجنة المنظمة نهاية الأولمبياد الأول من نوعه بعد أن اكتملت ألعابه الخمس، واكتملت المشاركة الرياضية والإنسانية من خلال عنوان  أولمبياد “أصحاب الهمم”.

فرصة جديدة تعطيها الرياضة ومن آمن بوجودها إلى ذوي الاحتياجات الخاصة في طريق مليء بالصعوبات، وسط الصراع مع الظلم والاستبداد خلال السنوات الماضية، إذ تعتبر الرياضة اليوم شريكًا أساسيًا في زمن الثورة، ومشاركًا فعالًا في إنجازات العمل المدني، بهمة عالية وبرغبة لزيادة هذا النمط من المسابقات والفعاليات التي تبعث بالروح أصالة وعزيمة بعدما ساد الحزن فيها لأيام طويلة .

حدثني أحد القائمين على دور اللجنة المنظمة للأولمبياد عن استعداد اللاعبين لبطولات رياضية داخل الأولمبياد، مثل كرة الجرس للمكفوفين، وكرة الطاولة وكرة القدم لمبتوري الأطراف، سألته: كيف يكون تعاملهم مع الوقت في المباريات، هل يتعبون، هل يشعرون بأن دورهم شرفي فقط في المسابقة؟

أجابني، على العكس تمامًا يشعرون بأن المسابقة وجدت لهم بالأصل وأنهم أصحابها ويجب على كل متنافس فيها الفوز وتقديم أفضل ما لديه، يعترضون على النتائج أحيانًا، يبتهجون بالفوز مثل أي رياضي مبدع في هذا العالم، وهذا يكفي لأنهم أصحاب همة، ولا تعيق الإصابة أو البتر روحهم أو عزيمتهم.

هذه الكلمات أيضًا سمعتها من السباح السوري، إبراهيم الحسين، الذي حمل الشعلة الأولمبية في اليونان وشارك ضمن فريق اللاجئين في دورة الألعاب البارالمبية في ريو دي جانيرو، وسمعت العبارات نفسها من ديمة الداهوك، لاعبة كرة الطاولة والمقيمة مع عائلتها في كندا وتحلم كغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمشاركة في الألعاب البارالمبية.

كلماتهم كانت الحياة بحد ذاتها .. والحياة تليق بهؤلاء الأبطال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة