التهاب اللثة.. إهماله قد يؤدي إلى سقوط الأسنان

التهاب اللثة
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

التهاب اللثة (Gingivitis) هو أحد الأمراض الشائعة التي تصيب الكثيرين من الناس، ويعتبر المؤشر المبدئي على وجود إهمال أو خلل في العناية باللثة والأسنان.

وعلى الرغم من أنه لا يدمر أنسجة اللثة في البداية، ولكنه إذا ترك دون علاج فإنه غالبًا ما يتطور إلى مرض لثوي آخر أكثر خطورة يدعى التهاب دواعم السن، والذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأسنان، لذلك من المهم أخذ التهاب اللثة بجدية ومعالجته دون إبطاء.

ما هو التهاب اللثة

هو حدوث تهيج واحمرار وتورم اللثة في الجزء المحيط بجذور الأسنان، وينتج عن سوء نظافة الفم والتي تشجع تكون البلاك أو القلح على الأسنان، ما يؤدي إلى حدوث التهاب في أنسجة اللثة المحيطة، فالقلح عبارة عن غشاء غير مرئي ودبق يتشكل أساسًا من الجراثيم التي تتكون على الأسنان عند تفاعل السكريات والنشويات الموجودة في الطعام مع الجراثيم الموجودة داخل الفم بشكل طبيعي.

وتجب إزالة القلح بشكل يومي حتى لا يتصلب ويتحول إلى جير، فإذا ما تشكل الجير السني فإن هذا يصعِّب إزالة القلح، ويحتاج المريض إلى متخصص محترف في الأسنان لإزالة الجير، ويكون الجير طبقة واقية للجراثيم فيسبب التهيج على طول خط اللثة.

وكلما طال بقاء القلح والجير على الأسنان زاد تهييجهما للثة، في المنطقة المحيطة بقاعدة الأسنان ما يتسبب في الالتهاب، فتنتفخ لثة المريض وتنزف بسهولة، كما قد ينتج عن ذلك أيضًا تسوس الأسنان، وفي حال إهمال معالجة التهاب اللثة فإن الالتهاب قد يتطور ليصيب دواعم السن، إلا أن هذا الأمر ليس حتمي الحدوث.

ويجب التفريق بين التهاب اللثة وبين التهاب دواعم الأسنان، فالتهاب اللثة يصيب اللثة المحيطة بالأسنان فقط، في حين أن التهاب دواعم الأسنان يصيب أيضًا العظم المحيط بالأسنان ما يؤدي الى عدم استقرار السن وسقوطه، لذلك يعد التهاب دواعم الأسنان أهم أسباب فقدان الأسنان عند البالغين.

ما أسباب التهاب اللثة؟

  • عادات العناية السيئة بصحة الفم، مثل إهمال تنظيف الأسنان بشكل يومي.
  • التدخين أو مضغ التبغ، حيث يقوم كلاهما على تقليل قدرة اللثة على الالتئام.
  • التغيرات الهرمونية مثل التي تحدث في سن البلوغ وفي فترة الحمل وفي فترة سن اليأس أو في أثناء فترة الحيض الشهرية أو بسبب استخدام حبوب منع الحمل، إذ إن تلك التغيرات الهرمونية ترفع من حساسية الأسنان وتزيد من احتمال حدوث التهابات اللثة.
  • العادات الغذائية السيئة مثل تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات، وقليلة المحتوى المائي، والتي من شأنها أن تزيد فرصة تكوّن طبقة البلاك، أو قلة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C.
  • صعوبة تنظيف الأسنان بسبب ترميم الأسنان بشكل لا يلائم الفم جيدًا، أو عدم انتظام ترتيب الأسنان، أو الأسنان المعوجة أو المائلة التي يكون من الصعب تنظيفها.
  • أدوية معينة، مثل بعض أدوية الصرع كالفينيتوئين، وبعض الأدوية القلبية كحاصرات قنوات الكالسيوم، وأدوية السرطان.
  • العوامل الوراثية، فعند وجود أمراض التهابات اللثة في العائلة يزيد احتمال حدوث التهاب اللثة ستة أضعاف.
  • الأمراض التي تؤدي إلى خفض مناعة الجسم مثل الإيدز واللوكيميا، وبعض الإنتانات الفيروسية والفطرية، والسرطانات، ومرض السكري، وذلك بسبب إضعاف السكري للدورة الدموية ما يُقلّل من قدرة اللثة على الالتئام.
  • التنفس عن طريق الفم وجفاف الفم.
  • التوتر النفسي.
  • التقدم بالسن.

ما الأعراض والعلامات المشخصة لالتهاب اللثة؟

في المراحل الأولية يحدث التهاب اللثة دون أن تظهر علامات أو أعراض معينة، ولكن في المراحل اللاحقة يتظاهر بما يلي:

  • نزف اللثة بسهولة عند فرك الأسنان بالفرشاة أو بخيط الأسنان.
  • احمرار اللثة، وتورمها وحساسيتها الزائدة.
  • انبعاث رائحة كريهة، أو طعم كريه، من الفم بشكل دائم.
  • تراجع (انسحاب) اللثة، بحيث يظهر الجزء المخفي من السن.
  • ظهور فجوات (جيوب) عميقة بين اللثة وسطح السن.
  • تغيرات في مواقع الأسنان وفي شكل التقائها عند إحكام إغلاق الفكين، أو تغيرات في مكان البدلات السنية.
  • تحرك الأسنان أو فقدها.

كيف يتم علاج التهاب اللثة؟

  • المضمضة بمحلول الملح: بإضافة كمية من الملح لكأس من الماء الدافئ ومن ثم تذوبيه جيدًا وإجراء المضمضة به لمدة 30 ثانية لأنه يقلل من تورم اللثة ويعالج الأمراض المعدية.
  • تقليح الأسنان وكشط الجذر: لا بد من إزالة طبقة البلاك والجير التي تسبب تهيج اللثة، ويتم ذلك في عيادة الرعاية السنية إما باستخدام الأدوات اليدوية، أو جهاز الموجات فوق الصوتية، أو الليزر.
  • استخدام الأدوية: وتشمل الأدوية المستخدمة الغسولات الفموية المحتوية على مادة الكلورهكسيدين، والرقاقات المعقمة الحاوية على مادة الكلورهكسيدين التي يتم إطلاقها من الرقاقة إلى اللثة مع مرور الوقت بعد وضعها داخل الجيب اللثوي بعد كشط الجذر، والمضادات الحيوية لعلاج المناطق الملتهبة لفترة طويلة، ومن هذه المضادات الحيوية الدوكسيسيكلن.
  • الجراحة: في بعض الحالات يتم إجراء الجراحة السديلية، ويتم فيها رفع اللثة جراحيًا حتى تتسنى إزالة ما تحتها من الجير، ثم تتم تسوية الحواف العظمية في حال وجودها غير منتظمة الشكل، ويساعد ذلك على إلغاء الأماكن التي تعطي للجراثيم فرصة للاختباء فيها، ويتم بعد ذلك إرجاع اللثة لتحيط السن وتلغي الفراغ المتكون بين اللثة والسن، وتسمى هذه العملية أيضًا عملية اختزال الجيب اللّثوي. كما يمكن إجراء التطعيمات العظمية وتطعيمات الأنسجة الرخوة في الأماكن التي تدمرت بسبب التهاب اللثة.

ما سبل الوقاية من الإصابة بالتهاب اللثة؟

  • نظافة الفم: عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة لمدة دقيقتين مرتين يوميًا (في الصباح وقبل النوم)، واستخدام الخيط السني مرة يوميًا للتخلص من بقايا الطعام ومن الجراثيم وإزالتها من الفراغات التي بين الأسنان ومن تحت خط اللثة.
  • غسول الفم: يمكن لمنتجات غسول الفم المضادة للجراثيم أن تساعد على التقليل من كمية الجراثيم في الفم، والتي تؤدي بدورها إلى حدوث التهابات اللثة.
  • العادات الصحية: قد يكون تغيير العادات اليومية والصحية مفيدًا في التقليل من خطر الإصابة بالتهاب اللثة، أو من درجة حدته وخطورته، ومن بين هذه العادات: التوقف عن التدخين، عدم التعرض إلى ضغوطات نفسية، المحافظة على نظام غذائي متوازن، الامتناع عن الشد على الأسنان بقوة.
  • زيارة طبيب الأسنان: تنظيف الأسنان عند طبيب الأسنان بانتظام كل ستة أشهر إلى 12 شهرًا، ويجب أن تكون الزيارات أقرب من ذلك عند وجود عوامل خطورة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة