تركيا تحسم خيارها: نخطط لاستلام أول دفعة من “S-400” تموز المقبل

أردوغان وترامب وبوتين (تعديل عنب بلدي)

camera iconأردوغان وترامب وبوتين (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

حسمت تركيا أمرها تجاه الضغوط الأمريكية لتختار بين منظومة “S-400” الروسية وطائرات “F35” الأمريكية.

وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي اليوم، الخميس 7 من آذار، إن بلاده تخطط لاستلام الدفعة الأولى من منظومة الدفاع الصاروخي “S-400” الروسية في تموز المقبل.

وأضاف أقطاي في تصريحات لوكالة الأناضول، أن شراء تركيا لمنظومة “S-400” الروسية، لا يعني أنها لن تشتري “باتريوت”، موضحًا “نحن بحاجة لها، وإذا تحققت شروطنا يمكننا التفاوض لشرائها”.

ويأتي حديث أقطاي بعد أيام من تحذير الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا من أن استلام “S-400” سيعرضها لعقوبات منها إعادة النظر في صفقة استلام طائرات “F35”.

وكان رئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، صرح بأن بلاده تتوقع بدء تسلم منظومة صواريخ “S-400” في تموز المقبل، وفقًا لوكالة رويترز.

وأضاف أنه من المستحيل أن تقبل تركيا عرضًا قدمته لها الولايات المتحدة لشراء أنظمة باتريوت الدفاعية بصيغته الحالية، مضيفًا أن المحادثات مستمرة بهذا الشأن.

مناورة سابقة

وفي كانون الأول الماضي أقرت وزارة الخارجية الأمريكية بصفقة صواريخ “باتريوت” لتركيا بقيمة 3.5 مليار دولار، في خطوة ترجمت بمناورة لإجبار تركيا على وقف شراء منظومة “S-400” الروسية.

وقالت الخارجية في بيان نشرته، حينها، إنها أخطرت الكونغرس بموافقتها على صفقة محتملة لبيع أنظمة “باتريوت” للدفاع الجوي والصاروخي إلى تركيا بقيمة 3.5 مليار دولار.

وكان مسؤولون في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حذروا أنقرة من أن النظام الروسي لا يمكن دمجه في أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي لحلف شمال الأطلسي.

وكانت تركيا أعلنت، في حزيران الماضي، تسلم الدفعة الأولى من مقاتلات “F35” أمريكية الصنع، رغم تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على حظر تنفيذ الصفقة.

لماذا تتخوف أمريكا من “S-400″؟

وتعتبر تركيا عضوًا في حلف الأطلسي الذي انضمت له عام 1952.

وقالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير لها ترجمته عنب بلدي، كانون الأول الماضي، إن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن تكنولوجيا “F35” الحساسة يمكن أن تتعرض للضرر من منظومة “S-400” أو تستخدم في تحسين نظام الدفاع الجوي الروسي إذا استولت تركيا على كلا النظامين (باتريوت، S-400).

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في تصريحات سابقة إن بلاده أرادت شراء صواريخ “باتريوت” لكنها لم تكن قادرة على الحصول على التزام من واشنطن.

وأضاف أنه لم يعد هناك أي عودة عن صفقة “S-400” مع موسكو، لكنه ترك الباب مفتوحًا لشراء أجهزة أمريكية في المستقبل.

ولا تسعى الحكومة التركية أبدًا لخسارة تحالفها التاريخي والاستراتيجي مع الولايات المتحدة في حلف “الناتو”، ومن جانب آخر تتمسك بقوة بتحالفها التكتيكي مع روسيا.

وفي حديث مع الصحفي والمحلل السياسي التركي، إسماعيل كايا، قال إن أنقرة نجحت إلى حد ما في خلق توازن معين مستغلة رغبة الجانبين الأمريكي والروسي في عدم خسارة دولة محورية تتمتع بقوة سياسية واقتصادية وموقع جغرافي محوري في المنطقة.

ورأى كايا أن أنقرة أمام تحد كبير، وتسعى لفرض نفسها كحليف استراتيجي تخشى القوى الكبرى خسارته، بعد أن كانت حليفًا ضعيفًا يخشى التخلي عنه، وهذه معادلة كبيرة وتحول جوهري والنجاح به يحتاج لفترة طويلة من العمل الدقيق ستكشفه السنوات المقبلة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة