منظومة “S-300” غائبة عن التصدي للغارات الجوية على سوريا

camera iconمنظومة صواريخ س300 الروسية (سبوتيك)

tag icon ع ع ع

قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري تصدت لأهداف معادية فوق المنطقة الجنوبية وأسقطت صواريخ معادية فوق منطقة الكسوة بريف دمشق الغربي.

ولكن الوكالة الرسمية لم تتحدث عن الجهة التي تقف وراء الاستهداف وغرضها منه وحجم الأضرار التي تضررت بها المنطقة المستهدفة.

الاستهداف جاء بعد قرابة الشهرين من تسليم روسيا لنظام “S-300”  للدفاع الجوي لقوات الأسد.

وعلى الرغم من عدم وجود اتهامات رسمية للجهة الضالعة بالهجوم، ليلة أمس الخميس 29 من تشرين الثاني، فإن إسرائيل لم تنفذ أي طلعة جوية أو استهدافًا بالصواريخ منذ وصول الدفاعات الجوية الروسية إلى سوريا.

“S-300” خارج عمليات التصدي.. هل تم التصدي للصواريخ فعلًا؟

نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر عسكري رفيع، لم تسمه، أن الدفاعات الجوية أسقطت غالبية الأهداف الجوية المعادية التي اخترقت الأجواء السورية دون استخدام منظومة “S-300”.

وقال المصدر، وفق ما نقلت الوكالة، إنه “تم إسقاط الأهداف المعادية بالوسائط التقليدية التي تمتلكها قوات الدفاع الجوي السوري، من مضادات جوية وصواريخ سام المطورة التي تعاملت مع الموقف وأسقطت الأهداف المعادية بدقة متناهية”.

ولكن وبالعودة إلى تاريخ 17 من شهر أيلول الماضي، حينما أسقطت المضادات الجوية السورية طائرة “إيل 20” الروسية عن طريق الخطأ، تبين أن المضادات الجوية السورية والتي يعود منشأها للاتحاد السوفيتي، غير مجهزة ومتطورة بالمستوى المطلوب، واعتبر محللون عسكريون أن خللًا أصاب نظام “عدو- صديق” الذي يميز أهداف العدو عن الصديق، قبل أن تنفي موسكو وتعترف بأنها لم تزود المضادات الجوية السورية بذلك النظام.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، لوسائل إعلام روسيا، في 20 من أيلول الماضي، إن “نظام صديق- عدو هو نظام خاص لكل دولة وحدها، ونحن لا نجهز به أبدًا نماذج الطائرات والمعدات العسكرية المصدّرة من روسيا في إطار التعاون العسكري الفني”، مشيرًا إلى أن هذا “ينطبق تمامًا على أنظمة الدفاع الجوي الموردة إلى سوريا”.

وأضاف المسؤول الروسي أن نظام “صديق- عدو” المستخدم في روسيا يوحد الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي الروسية فقط، ولم يكن هناك أي سوابق لنقل مثل هذا النظام مع رموز التعرّف الروسية لدولة أخرى، و”هذا غير ممكن”.

ولكن سقوط الطائرة الروسية عن طريق الخطأ سرع من عملية تزويد روسيا للنظام السوري بالمضادات الجوية الروسية المتطورة، والتي نشرت في وادي الموت في مصياف بالقرب من القواعد الجوية الروسية، فيما يبدو أنه زيادة من حماية القواعد الروسية بيد النظام السوري، حتى لا تكون أي مواجهة مباشرة بين إسرائيل وروسيا في عمليات الجانبين على الأراضي السورية وفي الأجواء.

جس نبض أم استهداف

قالت شبكات موالية للنظام السوري، من ضمنها شبكة “دمشق الآن”، إن القصف الصاروخي استهدف مواقع في محافظة القنيطرة، كما طال القصف الصاروخي أيضًا منطقة الديماس بمحيط العاصمة دمشق، وفق ما قالت إذاعة “شام إف إم”.

وقال مراسل عنب بلدي في درعا إن القصف الصاروخي استهدف “اللواء 90” في محافظة القنيطرة، مضيفًا أن الحديث يدور عن استهداف مواقع إيرانية في الكسوة والمنطقة الجنوبية.

وسائل الإعلام السورية الرسمية لم توضح مصدر القصف الصاروخي، كما أن إسرائيل لم تعلق على القصف ولم تتبنَ العملية، كما هي العادة المتبعة لديها منذ سنوات.

واكتفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بنفي التقارير الواردة عن إصابة طائرة إسرائيلية في الهجوم، ولم يلمح في تغريدة كتبها على موقع “تويتر” عن أي تفاصيل حول ضلوع إسرائيل خلف الهجوم الصاروخي.

إسرائيل طالما هددت التواجد الإيراني في سوريا معتبرةً ذلك دفاع عن نفسها، ولا سيما في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب تسليم روسيا منظومة الدفاع الجوي للنظام السوري، في 4 من تشرين الأول الماضي.

وبدأ مسؤولون إسرائيليون يروجون لمقاتلات “الشبح” بأنها قادرة على التغلب على نظام “S-300” الصاروخي الذي حصلت عليه سوريا، كما أن إسرائيل لا تعتبر امتلاك سوريا للنظام من شأنه أن يقيد عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة.

وتكررت الاستهدافات الإسرائيلة على مواقع عسكرية في سوريا منذ مطلع العام الحالي، وتركزت في الجنوب السوري، ومحيط العاصمة دمشق في الكسوة ونجها.

وكانت إسرائيل هددت سابقًا بالقضاء على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في حال حدث أي تحرك إيراني ضدها من الأراضي السورية، بحسب مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وفي تصريح سابق للمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيي، في آب الماضي، قال إن القوات الإيرانية انسحبت من مواقعها جنوبي سوريا لمسافة 85 كيلومترًا بناء على طلب إسرائيل، وبغية عدم إزعاج القيادة الإسرائيلية.

لكن تقارير إعلامية من درعا أكدت في الأشهر الماضية بقاء القواعد الإيرانية في الجنوب، رغم الاتفاق على انسحاب إيران من الجنوب بشكل كامل.

وفي حديث سابق لعنب بلدي قال المحلل العسكري العميد أحمد رحال، إن الوجود الإيراني في الجنوب “كبير”، فهناك “اللواء 313″، الذي يضم مقاتلين من بصرى الشام، إضافة إلى قاعدة عسكرية في منطقة اللجاة.

وأضاف لعنب بلدي أن معبر نصيب الحدودي مع الأردن تحت تصرف الإيرانيين، عبر وجود مفرزة يشرف عليها ضابط من الأمن العسكري تابع لإيران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة