نازحو المخيمات في الجنوب … ظلم التهجير وقسوة البرد

tag icon ع ع ع

جمال ابراهيم – درعا

تسكن أم محمد، وهي زوجة شهيد خرجت من منزلها بعد تعرضه للقصف ومقتل زوجها، في خيمة ضمن مخيم زيزون مع عائلتين بينهم 6 أطفال، وتقول لعنب بلدي “أسكن الخيمة التي نصبت على التراب مباشرة، منذ 6 أشهر بلا نوافذ ولا أية وسيلة للتدفئة… حتى الطعام لا يتوفر هنا في معظم الأحيان ولا يوجد مكان لأذهب إليه مع أطفالي”.

وتشهد محافظة درعا حركة نزوح داخلي لمعظم عائلاتها بحثًا عن مناطق أكثر أمنًا، بسبب المعارك في مناطقهم وتدمير معظم البنية التحتية، خصوصًا بعد تكثيف الطيران والطلعات الجوية واستخدام البراميل المتفجرة.

واتخذت 407 عائلات من قرى حوران من مخيم زيزون، الذي كان معسكرًا للطلائع ومجهزًا لاستقبال الطلاب مؤقتًا، ملجأ بعد أن تعرضت منازلهمم للقصف في إبطع والشيخ مسكن ونوى وغيرها.

ورغم صعوبة الوصول إلى المخيمات بسبب القصف، ازدادت التحديات أمام النازحين مع موجات الصقيع ودرجات الحرارة المنخفضة، كما يقول أبو عدنان، وهو من أبناء مدينة درعا “بعد أن دُمر منزلي بقي لدي خياران؛ اللجوء إلى الأردن عن طريق رويشد، وهو طريق مقنوص لقوات الأسد، أو السفر إلى تركيا عبر الصحراء وصولًا إلى الشمال، أو النزوح إلى مخيمات الداخل البعيدة عن خطوط النار مثل مخيم زيزون أو مزيريب”.

أبو خالد، مرابط على الجبهات في الشيخ مسكين ولديه ثلاثة أطفال معوقين، انتقلت عائلته للعيش في إحدى الخيم في مخيم الطلائع، ولا يزال أكبر همومه اليوم هو  “الحصول على بعض النقود لشراء ألبسة شتوية للأطفال تقيهم جور البرد”.

وفي القنيطرة ناشدت العائلات التي تقيم في مخيم الأمل الواقع على الحدود مع فلسطين ومخيم بريقة قبل عدة أيام على صفحات التواصل الاجتماعي الجهات الإغاثية والمنظمات الإنسانية لإنقاذ العائلات قبل تكرار حالات الوفاة التي حصلت في مخيمات لبنان، حيث وصلت سماكة الثلج إلى أكثر من 40 سنتيمترًا.ورغم المحاولات «اليائسة» من الهيئات والمنظمات الإغاثية لمساعدة النازحين، إلا أن حجم المشكلة وتزايد أعداد النازحين كل يوم “جعل من ملف النازحين أعقد الملفات السورية”، وفق الدكتور معاذ قطيفان، رئيس المجلس الإغاثي في مدينة درعا، الذي قال “وضع المخيمات في المحافظة مأساوي جدًا ويحاول مجلس المحافظة جاهدًا مساعدة النازحين في المخيمات بإمكانياته البسيطة، حيث قدم بذور زيتون للتدفئة لأكثر العائلات فقرًا في مخيم زيزون”.

يذكر أن التهجير الداخلي أجبر النازحين على السكن في مخيمات بنوها بأنفسهم من الأقمشة ومما تبقى من منازلهم في محاولات لتأمين أبسط سبل العيش بعيدًا عن آلة الموت التي حصدت أرواح عدد كبير من السوريين، في حين توجه عدد كبير منهم إلى مخيم الزعتري في الأردن والذي يضم 350 ألف لاجئ 60 بالمئة منهم أطفال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة