جهات حاصرت مخيم الركبان.. ثم تبنت إدخال المساعدات

دخول قافلة مساعدات أممية إلى مخيم الركبان الحدودي مع الأردن 3 تشرين الثاني 2018 (حمزة بطلنا على فيس بوك)

camera iconدخول قافلة مساعدات أممية إلى مخيم الركبان الحدودي مع الأردن 3 تشرين الثاني 2018 (حمزة بطلنا على فيس بوك)

tag icon ع ع ع

نسبت الأطراف المسؤولة عن حصار مخيم الركبان الحدودي مع الأردن الفضل لها بإدخال المساعدات إلى المخيم يوم أمس، رغم أنها هي من تحاصر المخيم منذ تسعة أشهر.

ويخضع مخيم الركبان لحصار خانق، منذ حزيران الماضي، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات الأسد، لتزيد معاناته بإغلاق منظمة “يونيسف” للنقطة الطبية، دون توضيح الأسباب.

ودخلت قوافل المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان أمس السبت، بعد اتهامات متبادلة بين روسيا والولايات المتحدة حول المسؤولية عن حصاره، إلى جانب تنصل الأردن من مسؤوليته تجاه ذلك.

ويقع المخيم في منطقة صحراوية على الحدود السورية- الأردنية قرب منطقة التنف، أنشئ في 2014، ويخضع لحصار من قوات الأسد وحلفائها، سعيًا للضغط على النازحين للانتقال إلى مناطق سيطرة النظام السوري.

روسيا تتبنى حماية القافلة

وتزامنًا مع دخول المساعدات أمس، أعلنت روسيا الحليف الأول للنظام السوري، أن الشرطة العسكرية الروسية “قامت بتأمين طريق القافلة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من دمشق إلى مخيم الركبان”.

وقال رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، فلاديمير سافتشينكو، “قمنا من جانبنا بتنفيذ جميع المهام، بشأن ضمان أمن القافلة الإنسانية”.

وقال سافتشينكو إن موسكو ودمشق “ناشدتا مرارًا السلطات الأمريكية للمساعدة في تقديم المساعدة للاجئين في المخيم”.

واتهمت الحكومة الروسية مرارًا الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تتخذ من منطقة الركبان منطلقًا لتدريب فصائل المعارضة، والتي تسميها موسكو “الجماعات الإرهابية”، وزاد حصارها على المخيم قبل أشهر بحجة الضغط على واشنطن للخروج من المنطقة.

لكن التصريحات الروسية تبدو متناقضة حيال ملف المخيم، وكان آخرها تصريح وزير الخارجية، سيرغي لافروف، في أيلول الماضي، إذ قال “في سياق اتصالاتنا الأخيرة مع الأمريكيين، يبدو أن هناك تفاهمًا حول ضرورة فتح مخيم الركبان في أقرب وقت ممكن، وبرعاية الأمم المتحدة، لسحب اللاجئين من هناك حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم”.

 

النظام محاصِر ومحايد في آن معًا

من جهته، قدم النظام السوري نفسه بدور المسهم والمسهل لدخول المساعدات، رغم أنه أغلق الطرقات الواصلة إليه ومنع جميع المساعدات الغذائية والطبية عن النازحين.

وصنفت حكومة النظام دورها في مقام منظمة الأمم المتحدة بقولها “بتسهيلات من الحكومة السورية قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة اليوم بتسيير قافلة إنسانية إلى آلاف المهجرين السوريين المقيمين في مخيم الركبان، حيث تنتشر قوات احتلال أمريكية تعيق وصول المساعدات وتمنع المهجرين من المغادرة”.

لكن خريطة السيطرة في المنطقة توضح بأن النظام وحلفاءه الروس، يحاصران المنطقة من كل جوانبها، وخاصة إغلاق طريق الضمير قبل أشهر.

وكان وجهاء مخيم الركبان في منطقة التنف الحدودية توصلوا إلى اتفاق مع النظام السوري من تسعة بنود، في 30 من أيلول الماضي، على رأسها علاج الحالات المرضية في دمشق، لكن الأخير انقلب على الاتفاق وتسبب ذلك بموت 14 مدنيًا لسوء التغذية وغياب الرعاية الطبية.

الأردن أغلق حدوده.. و”انتصر” بدخول المساعدات

اعتبر الأردن أن دخول المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان على حدوده، يوم أمس، بمثابة انتصار له، بحسب المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات.

وقالت غنيمات أمس، إن “دخول المساعدات من الجانب السوري، هو عمليًا انتصار كبير للأردن بعد سنة من المفاوضات حول موضوع الركبان”.

ويتهم الأردن بالمسؤولية وراء منع وصول المساعدات من أراضيه، وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في 27 من الشهر الماضي، إن تأمين احتياجات المخيم مسؤولية سورية- أممية لا أردنية.

وأغلق الأردن المنفذ الحدودي مع المخيم ورفض استقبال الحالات الصحية من أطفال ونساء وحالات حرجة.

واتهمت “الإدارة المدنية للمخيم” الأردن بمنع النقطة الطبية التابعة لـ “يونيسف” والوحيدة في المخيم من استقبال الحالات المرضية، إضافة إلى توجيه اللوم على الأردن الذي يرفض دخول المرضى إلى أراضيه.

ويعتبر الأردن أن مشاكل المخيم مسألة سورية وليست أردنية، كونه واقعًا على الأراضي السورية، ورفض أكثر من مرة إدخال مساعدات إليه، خوفًا من دخول لاجئين منه إلى المملكة.

واشنطن ترحب وتنسب الفضل الأكبر لها

وقالت المتحدة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، اليوم، الأحد 4 من تشرين الأول، إن دخول المساعدات إلى مخيم الركبان، جاء بعد ضغط من واشنطن ومجلس الأمن والمتجمع الدولي على النظام للسماح بدخولها.

وأوضحت نويرت، عبر حساب الخارجية في “تويتر”، “ننوه بدور روسيا في إقناع النظام بالامتثال أخيرًا لتفويض مجلس الأمن الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية عبر إصدار الموافقات الإدارية اللازمة لهذه القافلة للتحرك”.

وتؤمّن القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة التنف السلاح والذخائر لفصائل المعارضة في المنطقة لتأمين حدودها، لكنها لم تدخل مساعدات إلى المخيم، ولم تضغط على حليفها الأردني لإخلاء الحالات المرضية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة