ردود فعل متباينة حول خطاب أردوغان بشأن خاشقجي

camera iconالرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الاناضول)

tag icon ع ع ع

أثار خطاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ردود فعل متباينة بين محللين وصحفيين عرب وأتراك.

وألقى أردوغان كلمة في مقر حزب “العدالة والتنمية” في أنقرة اليوم، الثلاثاء 23 من تشرين الأول، وكان من المفترض أن يكشف ملابسات ما جرى مع خاشقجي داخل القنصلية السعودية.

لكن الرئيس التركي اكتفى بسرد معلومات مسربة سابقًا عبر وسائل إعلام تركية محلية وعالمية حول مقتل خاشقجي.

وكان مناصرو قضية خاشقجي يأملون بالكشف عن المسؤول الحقيقي عن عملية الاغتيال، لكن الإعلامي القطري، عبد العزيز آل إسحاق، اعتبر أنه “من كان يتوقع أن يعلن أردوغان عن اسم القاتل أو ينشر فيديو أو مكالمات لا يفقه في السياسة ولا القانون”.

وقال آل إسحاق، عبر “تويتر” إن “الأتراك يديرون العملية القانونية بدهاء كبير وسيلقنون ابن سلمان وغيره درسًا تاريخيًا”.

وكرر الرئيس التركي اسم الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، أكثر من مرة، شاكرًا تعاونه في القضية، لكنه لم يذكر اسم ولي العهد، محمد بن سلمان، أبدًا، وهو الذي تشار إليه أصابع الاتهام بالمسؤولية عن العملية.

وكان خاشقجي اختفى بعد ساعات على دخوله مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول، مطلع الشهر الحالي، للحصول على أوراق رسمية خاصة به.

واعترفت السعودية بوفاة خاشقجي إلا انها أرجعت السبب إلى مشاجرة، وأعلنت تسليم الجثة إلى متعاون محلي بحسب ما وصفت، الأسبوع الماضي، قبل إعلانها عن إلقاء القبض على مسؤولين متهمين بالقضية.

لكن أردوغان طالب السلطات السعودية بكشف المتورطين في الجريمة من أسفل السلم إلى أعلاه، مطالبًا بمعاقبة كل الذين لعبوا دورًا في قتل خاشقجي.

من جهته قال الكاتب والمفكر الموريتاني، محمد مختار الشنقيطي، عبر حسابه في “تويتر” أن إردوغان لم يقدم في خطابه أي تفاصيل جديدة عن قضية اغتيال خاشقجي.

واعتبر أن توقيت الخطاب كان أهم من مضمون الخطاب، مشيرًا إلى أن “تركيا مستمرة في الحرب النفسية والإعلامية ضد القتلة، لكنها لم تقرر كشف كل المعلومات التي بيدها حتى الآن”.

في حين اعتبرت الكاتبة الأردنية، إحسان الفقيه، أن خطاب أردوغان اشتمل ثلاثة أمور، الأول رفض الراوية السعودية من حيث حصر المسؤولية في 18 متهمًا.

والأمر الثاني توجيه أصابع الاتهام إلى شخص أعلى في السلطة، والأمر الثالث تبرئة الملك سلمان من إصدار أمر القتل.

https://twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1054673456833482752

أما الصحفي التركي، حمزة تكين، فاعتبر أن مرحلة جديدة بدأت عقب تصريح أردوغان، وهي مرحلة تتمثل بملاحقة الرؤوس الكبيرة.

وقال تكين إن “المعلومات اللوجستية التي ذكرها أردوغان شبه معروفة، لكن هي كانت مجرد تسريبات إعلامية لا غير، لا يبنى عليها. من اليوم أصبحت معلومات أكيد برواية تركية رسمية”، مشيرًا إلى أن الجديد في خطاب أردوغان هو “التأكيد التركي على طلب رأس من أمر بالجريمة”.

وفي المقابل، اعتبر الخبير القانوني الباحث في الجرائم المعلوماتية، السعودي أصيل الجعيد، أنه لا يحق لأردوغان اقتراح المحاكمة فهذا يعتبر تدخلًا صارخًا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية.

وكان أردوغان طالب بسوق المتهمين الـ 18، الذين تحتجزهم السعودية إلى اسطنبول، كون الجريمة حصلت في اسطنبول.

أما نائب رئيس شرطة دبي السابق، ضاحي خلفان، فقال إن “اختيار أردوغان إذاعة كلمته مع الإعلان عن انعقاد مؤتمر الاستثمار في السعودية، واضح الهدف، هدف المملكة شيء وهدفك شيء مضاد”.

واتبعت تركيا منذ اليوم الأول لاختفاء خاشقجي سياسة اعتمدت على نشر التسريبات الخاصة بتفاصيل اختفاء خاشقجي لوسائل الإعلام التركية، بعيدًا عن التصريحات الرسمية.

وأعطت التسريبات المعتمدة بمجملها على “مصادر أمنية” مشهدًا أرادت من خلاله تركيا الضغط على الجانب السعودي للتوصل إلى غايات سياسية لم تتضح ماهيتها حتى اليوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة