من بينها الموت.. خمس نتائج كارثية لقلة النوم على الصحة

camera iconقلة النوم تسبب بأعراض صحية وأمراض مختلفة (إنترنت)

tag icon ع ع ع

ينسى كثير من العاملين بدوام كامل حول العالم أوقات راحتهم بين زحمة المواصلات والمواعيد والواجبات التي من المفترض إنجازها بشكل يومي.

نتيجة ذلك أصبحت الحياة السريعة والضغوطات اليومية ميزة للعاملين في القرن الحادي والعشرين، وبداية لزيارة العيادات الطبية.

وربط باحثون كثر بين التفوق في ساعات العمل على حساب ساعات الراحة، والأمراض العقلية والجسدية، وأكد متخصصون أن عدم الحصول على الحصة اللازمة من النوم (من 7 إلى 9 ساعات في فترة الظلام) يؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة.

فما المشاكل التي تنتظرنا إذا خسرنا ساعات نومنا؟

زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة

أشارت “جمعية القلب” الأمريكية في تقرير نشرته دورية “سيركوليشين” عام 2016 إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ومشاكل في ضغط الدم يرتبطان بشكل كبير باضطرابات النوم.

فمن عوارض النوم في ساعة متأخرة من الليل، أو لساعات قليلة (أقل من 6) حدوث اضطرابات في النظام الصحي، والابتعاد عن الغذاء السليم، مثل زيادة في استهلاك السكريات والسعرات الحرارية بعد الساعة الثامنة مساءً.

وبحسب دراسة لمجلة “The America Journal of Human Biology” التي تُعنى بالدراسات التجريبية فإن الحرمان من النوم يؤدي إلى تعطيل الهرمونات التي تنظم الشهية وتخبر الدماغ بامتلاء المعدة.

نتائج الدراسة التي تابعت 51 شخصًا، أكدت أهمية الوقت المنظم في النوم والوجبات، إذ يكون مؤشر كتلة الجسم أعلى لدى من يعني سوء إدارة الوقت.

ويوضح بعض الخبراء الطبيين في دراسة أشرف عليها باحث من جامعة “أوبسالا” السويدية نشرت العام صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن الأكل بعد حلول الظلام يعطل فترة الصوم الطبيعية للجسم في ساعات الليل، ما يُؤثر في قدرات الجسم على ضبط تكوين الشحوم وتقليل تراكمها في الجسم.

ضعف المناعة وتأثير اللقاحات

يتم تصميم اللقاحات لخداع الجسم ودفعه لتكوين أجسام مضادة توفر المناعة ضد مرض معين أو عدوى، لكن الاستنزاف يقوض الجهاز المناعي، لذلك لا ينتج الجسم أجسامًا مضادة كافية.

توصل باحثون من مركز “طب النوم” بجامعة “سياتل” في ولاية واشنطن الأمريكية، إلى طريقة متقدمة في إثبات العلاقة بين قلة النوم وضعف نظام جهاز مناعي لتلقي لقاح التهاب الكبد B، وقياس أضداد المرضى قبل وبعد العلاج. إذ كان الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة هم الأقل عرضة للرد على اللقاح، وكانوا أكثر عرضة بنسبة 11.5% للظهور دون حماية.

وعندما لا يحصل الشخص على قسط كافٍ من النوم ترتفع مستويات الإجهاد ويستجيب الجسم عن طريق إنتاج المزيد من هرمون “الجلوكوكورتيكويد” وذلك يعطل بنية البشرة، مما يجعلك أكثر عرضة لحب الشباب، كما يؤدي نقص النوم إلى التهابات ما يجعل العيوب الصغيرة تنفجر.

خطر الإجهاد والتعب على التركيز

عندما لا يستريح الدماغ بشكل جيد، فإنه لا يستجيب للمعلومات ويعالجها بالسرعة المعتادة.

تقول الدكتورة شاليني باروتي، مديرة مركز “الأطفال للنوم والأبحاث” في مركز “إس إس إم الكاردينال جلينون” الطبي للأطفال في سانت لويس الأمريكية، إن قلة النوم تفقد الشخص “السرعة قبل الدقة”.

وتشير دراسات التصوير العصبي إلى أن الدماغ يقوم تلقائيًا بإعادة تنظيم المعلومات عند الراحة، وهو ما قد يفسر صعوبة التركيز والخروج بأفكار عندما لا ينام الشخص.

وقد كشفت دراسة صدرت مؤخرًا عن جامعة “بريجام يونج” الأمريكية، أن النوم أقل من ست ساعات يوميًّا، يرفع معدلات قلّة التركيز خمسة أضعاف المستوى الطبيعي، ويعيق القدرة على أداء المهام، بغض النظر عما إذا كان الشخص يشعر بالإرهاق أم لا.

تحول حياتك بعيدًا عن التآلف الاجتماعي

في دراسة استمرت عامين، تم خلالها تتبع 78 شخصًا يعانون من النوم المتقطع لفترة من الزمن، ونشرت مراجعة لها في مجلة “sleep” الطبية، وجد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص يعانون من ضعف استجاباتهم العاطفية لمختلف المحفزات، وأن التعب زاد من مشاعر المشاركين السلبية. إذ يؤثر الحرمان من النوم فعليًا على المزاج أكثر من تأثيره الحركي والإدراكي.

ووفق بحث طبي نُشر عام 2014 في مجلة “cosmopolitan” المتخصصة بشؤون النساء، شارك فيه 114 طالبًا جامعيًا يعانون مشاكل في النوم، أظهرت النتائج أن المشاركين كانوا أكثر عرضة لزيادة استهلاكهم الغذائي استجابة لمشاعر قوية عندما كانوا متعبين بشكل خاص، وبالتالي يكونون بعيدًا عن الاندماج العاطفي للحصول على الراحة النفسية.

علاقة بمسببات الموت

الأشخاص الذين ينامون أقل من خمس ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للموت بنسبة 15%، وفق ما نقلته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن دراسة منشورة في مجلة العلاج السلوكي والطب النفسي التجريبي في شباط 2013.

الدراسة التي أجريت على 52 من الأشخاص البالغين، أظهرت أن عدم النوم الجيد ليلًا يتسبب في “التفكير السلبي المتكرر والوسواس القهري والتركيز على الأفكار التي تسبب الحزن والقلق والإجهاد، وبالتالي زيادة الطاقة السلبية في المراكز الذهنية والوصول الى حالة الاكتئاب”.

وكانت دراسات عدة أشارت إلى علاقة الموت المبكر بالاكتئاب، ومنها الدراسة التي أجراها فريق كندي على مدى 48 عامًا، ونشرت في صحيفة الجمعية الطبية الكندية، والتي ربطت الاكتئاب بالخطر المتزايد للموت عند الرجال، ثم ارتفعت النسبة عند النساء المعرضات لخطر الموت من المصابات بالاكتئاب بدأ من العام 1990 بنسبة 50% وحتى 2011.

 

أعدت هذه المادة في إطار برنامج “مارس” التدريبي في مؤسسة عنب بلدي

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة