السياسية والرياضة في مونديال روسيا

دعوات “خجولة” لمقاطعة كأس العالم

camera iconالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحمل كأس العالم (AFP)

tag icon ع ع ع

تتجه أنظار عشاق كرة القدم، الخميس المقبل، إلى ملعب “لوزنيكي” في العاصمة الروسية (موسكو) الذي سيشهد انطلاق صافرة بداية النسخة 21 من كأس العالم بلقاء صاحب الأرض المنتخب الروسي ضد نظيره السعودي.

ومع اقتراب أي حدث رياضي تاريخي وعالمي، تبدأ الأصوات بالمطالبة بإبعاد المشاكل السياسية بين الدول عن المسابقة، وضرورة فصل السياسة عن الرياضة باعتبارها حقًا لكل الشعوب في ممارستها، ولا يجب لأي طرف التدخل بها إن كان سياسيًا أو دينيًا.

أجواء ساخنة سبقت المونديال

وسبقت المونديال أجواء سياسية ساخنة، خاصة بين موسكو وبعض دول الاتحاد الأوروبي، التي دعت إلى مقاطعة المونديال عقب اتهام لندن لروسيا بمحاولة اغتيال العميل الروسي السابق في بريطانيا، سيرغي سكريبال، مع ابنته بغاز الأعصاب، في 5 من آذار الماضي.

وأعلنت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، أن الوزراء البريطانيين وأفراد العائلة الملكية لن يحضروا مباريات في كأس العالم، في حين تضامنت آيسلندا مع بريطانيا وقاطعت المونديال دبلوماسيًا، وقالت الخارجية الآيسلندية في بيان لها، في 26 من آذار، إنه “من ضمن الإجراءات المتخذة من قبل أيسلندا تعليق جميع المحادثات الثنائية على المستوى الرفيع مع السلطات الروسية، وبالتالي فإن المسؤولين الآيسلنديين لن يشاركوا في كأس العالم في روسيا خلال هذا الصيف”.

كما دار حديث عن مساندة كل من بولندا والدنمارك والسويد وأستراليا واليابان لبريطانيا في مقاطعة المونديال، لكن لم يصدر أي بيان حول ذلك من قبل الدول هذه الدول.

في حين قدم 60 عضوًا من أعضاء الاتحاد الأوروبي، في 22 من نيسان، عريضة طالبوا فيها بالاحتجاج على تنظيم المونديال في روسيا، اعتراضًا على سياسة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والذي يستخف بالقيم الأوروبية، بحسب البيان.

لكن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، طلب عدم المقاطعة وقال، عبر حسابه في “تويتر”، “دعونا نلعب اللعبة في سلام ومن أجل السلام”.

القصف في سوريا والعرس في موسكو

الدعوة إلى المقاطعة لم تنحصر في أوروبا، بل بدأها ناشطون سوريون في تشرين الأول 2016، عندما أطلقوا حملة “مقاطعة روسيا 2018”، والتي لاقت صدى أوروبيًا بسبب تدخل موسكو عسكريًا إلى جانب النظام السوري وقصف طائراتها لأحياء حلب الشرقية ما أوقع مئات القتلى والجرحى.

كما دعا ناشطون من خلال حملة أطلقوها عبر موقع “آفاز”، في آذار الماضي، وشارك فيها مئات آلاف الناشطين، إلى مقاطعة كأس العالم، وحثوا المنتخبات وحكومات الدول على عدم المشاركة “حتى تتوقف روسيا عن قصف أطفال سوريا”.

وطالبت الحملة، وعنوانها “جحيم على الأرض.. أنقذوا أطفال سوريا”، بضمان استغلال الرياضة من أجل السلام، لا من أجل تمويل الحرب ودعمها.

كما نشرت هيئة التفاوض العليا المعارضة تسجيلًا عبر معرفاتها دعت فيه إلى مقاطعة كأس العالم بسبب “قتل موسكو لأطفال وشعب سوريا”، وخاصة في الغوطة الشرقية في آذار الماضي.

في حين أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا، في 21 من أيار، بعنوان “كأس العالم في روسيا ممزوج بدماء 6133 مدنيًا سوريًا قتلتهم روسيا”، في إشارة إلى الانتهاكات التي نفذتها روسيا منذ تدخلها في أيلول 2015.

وقالت الشبكة إنه “في الوقت الذي كانت فيه روسيا تشيد الملاعب والفنادق والمشافي في تنظيم كأس العالم، كانت طائراتها تدمر وتطحن عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري”.

أما منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فطالبت زعماء دول العالم بالامتناع عن حضور حفل الافتتاح، و قالت  في بيان لها حمل اسم “كأس العالم ليس مناسبة للتعتيم على محنة السوريين”، إن على العالم مقاطعة الحفل ما لم يتخذ “الكرملين” خطوات حقيقية لحماية المدنيين في إدلب ودرعا في سوريا من الهجمات الكيميائية والتقليدية.

إيران ضحية اللقاءات الودية

إيران، حليفة روسيا في سوريا، لم تكن بعيدة عن متلازمة السياسة والرياضة، فقد كان المنتخب الإيراني أول فريق يصل إلى روسيا للمشاركة في النهائيات بسبب عدم تمكنه من لعب مباريات ودية، كبقية المنتخبات، بسبب العقوبات ضد برنامج طهران النووي.

وألغت كل من اليونان وكوسوفو مباراتين وديتين أمام إيران، وقال المدير الفني للمنتخب الإيراني، كارلوس كيروش، “لا أحد يريد اللعب معنا. لدى إيران مشاكل”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة