معلمون يمارسون العنف ضد الأطفال في مخيمات لبنان

tag icon ع ع ع

أسماء رشدي | منال شخاشيرو

يعتبر العنف ضد الأطفال السوريين أحد المشاكل والظواهر التي تتخذ أبعادًا خطيرة في بلاد اللجوء، سواء العنف الممارس من قبل الأسرة، لجهلها بطرق التعامل المناسبة مع أطفالها أو حتى العنف الممارس من قبل المدرّسين أو المشرفين المتطوعين لتعليمهم.

والأطفال، من أكثر الفئات التي تتعرض للعنف بشتى أشكاله ودرجاته، سواء عنف مباشر كالعنف الجسدي، أو عنف غير مباشر كالعنف اللفظي، النفسي، والاجتماعي.

تقول إحدى المتطوعات في مخيمات السوريين في لبنان (م ش)، أنها شهدت الكثير من ظواهر العنف، كحال أستاذ متطوع لتعليم الأطفال اللغة العربية والقرآن في مسجد أحد المخيمات، «إذ يضرب الطلاب ويعاقبهم بواسطة فرك الحصى في آذانهم، كما أنه يقوم بوضع القلم بين أصابعهم ويضربهم بالعصا، ناهيك عن النعت بالكلمات السلبية».

أما عن موقف الأهل، فتضيف المتطوعة «موقف الأهالي سلبي حيث لم يعترض أحد من الأهل على تصرفات الأستاذ وسلوكه، ظنًا منهم أن هذا التصرف طبيعي وأن أبناءهم يستحقون هذه المعاملة السيئة لأنهم عادة ما يقومون بتصرفات سيئة مع الأهل، وهم بالتالي يستحقون العقاب».

كما أن الأهل لم يقدموا شكوى على ذلك الأستاذ ولم يأخذوا أي موقف يساهم في توقفه عن مثل هذا السلوك، ولدى سؤال الأستاذ من قبل المتطوعة، ردّ بأن «الأطفال أغبياء وغير قادرين على فهم شيء».

في نفس المخيم هناك معلمة أخرى تقوم بضرب الأطفال بالعصا، إضافة إلى نعتهم بالصفات المسيئة إلى شخصهم.

وتجاوزت المسألة ذلك في أحد المدارس السورية الخاصة إذ أحضر موجه المدرسة حزمة من العصي الخشبية، لكي يستخدمها الكادر التدريسي في معاقبة الأطفال.

وتضيف المتطوعة «لم يتوان الكادر عن إخراج المصابين بالقمل أمام جميع زملائهم ووضعهم في باحة المدرسة، إضافة إلى أن إدارة هذه المدرسة ومعلميها ما يزالون يقومون بترديد شعارات نظام البعث الصباحية استرح، استعد…».

ولدى نقاشنا مع إحدى المعلمات عن أسلوب التعامل الممارس من قبلهم، كان الرد التالي باللغة العامية «عطيتون وجه شهر كامل وهدايا وحبيبي وعيني، تمايعوا وتمادوا كتير، ما بيمشي هالأسلوب معن بنوب».

وعلى ضوء ذلك سألنا المعلمة عن الفائدة المحققة لدى القيام بالصراخ عليهم وضربهم، وكان ردّها: «بيكفيني إنه بيكّنوا، بلحظتها برتاح شوي».

حتى طلاب المرحلة الإعدادية، الأكبر سنًا، لا زالوا أيضًا يتعرضون للمعاملة القاسية ابتداءً بالإهانات والتجريح وانتهاءً بالوقوف على الحائط عقابًا لهم والتهديد المستمر بأنهم مراقبون بالكاميرات.

ولدى عرض إحدى الجهات للمساعدة في تدريب الكادر التعليمي على آليات التعامل وتقديم الإرشادات والنصائح المناسبة لهم، رفض الممول قائلًا بأن الكادر قادر على التعامل مع الأطفال وأنهم غير محتاجين لمثل هذه التدريبات.

في مخيم آخر للاجئين ، هنالك مدرسة تعمل فيها معلمات يعتمدن أسلوب الترهيب والصراخ المتواصل؛ ولكن اللافت في هذه المدرسة أن المعلمات يعتمدن أسلوب التمييز غير العادل بين التلاميذ.

ولدى سؤالنا الفتيات عما يعانينه، تحدثن عن أكثر المشاكل التي تواجههن وهي «سوء معاملة المعلمات، عبر النبذ المستمر وعدم الوفاء بالوعود».

تعتبر المدرسة المؤسسة التربوية الثانية بعد الأسرة، وتتشكل فيها شخصية الطفل، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا عن هؤلاء الأطفال المشردين الذين مروا بطفولة قاسية تعرضوا خلالها لمعاملة مسيئة في سن مبكرة، وأجبروا على العيش في ظل هذه الظروف غير الطبيعية، أليس من واجبنا أن نعتني بهم وهم الذين يعقد الأمل عليهم لإعادة بناء بلادهم بعد انتهاء الحرب، ليكونوا جيل البناء في سوريا المستقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة