“أبناء السنديان”.. مبادرة أهلية لتشجير السويداء

camera iconمن حملة تنظيف الطرقات ضمن "أبناء السنديان" في السويداء - 2017 (صفحة المبادرة في فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

“رأيت مجموعة تعمل بطريقة إيجابية بعيدًا عن الدين والسياسة فأحببت المشاركة”، تقول أم عمر (اسم وهمي لأسباب أمنية) الوافدة إلى مدينة السويداء، متحدثة عن مبادرة “أبناء السنديان” التي دخلت عامها الثاني بعدما بدأت بزراعة الأشجار ومواجهة قطعها.

وجدت أم عمر أن المبادرات، التي تضم فئات عمرية متفاوتة، من بينها كبار في السن، تزرع بنفسها قيمًا إيجابية، وخاصة مع مشاركة طفلها في بعض النشاطات، وترى أنه يمكن تعميمها للرد على أي شيء خاطئ، من مبدأ “رد الإساءة بابتسامة”.

ويواجه ناشطون في السويداء قطع الأشجار ويبادرون لزراعة أحراج جديدة، منذ مطلع عام 2017، مخصصين عيدًا سنويًا للاحتفال، في 20 كانون الأول، تحت شعار “أبناء السنديان هم دون استثناء، جميع من أحبوا الأرض السورية، بما عليها من بشر وشجر وحجر، ووضعوا خلف ظهورهم كل الإيديولوجيات والتيارات والتصنيفات والأحزاب والأديان والمهن والفئات الاجتماعية ليتوحدوا على حب الوطن”.

تقول الخمسينية أم جواد إنها مرت بفترة إحساس بالعجز تجاه ما يجري مع تحول الحراك السوري باتجاه العنف، ورفض أي ظاهرة محسوبة على جهة معينة، وتضيف لعنب بلدي أنها “وسط الجمود والضياع وجدت في (أبناء السنديان) ما يساعدها لتكون فاعلة في المجتمع بعيدًا عن الاصطفاف إلى جانب أي طرف”.

كيف نشأت المبادرات

مع بداية القطع العشوائي للأشجار قبل سنوات، بسبب الأزمة الاقتصادية، تحرك مواطنون لمواجهة القضية وطلبوا من مؤسسات الحكومة حماية الغطاء النباتي، إلا أنهم لم ينجحوا، في ظل ازدياد القطع بهدف التجارة.

تأسست بعد ذلك المبادرة بالعمل على تشجير منتظم وهادف ومدروس، من خلال حملات متكررة شارك فيها مسنون وشباب ويافعون وأطفال.

وتعاونت المبادرة مع مديرية الزراعة ودائرة الحراج في السويداء، “لأنها تملك الخطط وتستطيع رعاية الأشجار المقرر زراعتها لضمان بقائها”، إلى أن منحتهم الدائرة نسخًا عن خطتها السنوية والغراس وخريطة المناطق في المحافظة.

بين 50 و200 شخص خرجوا خلال موسم الزراعة الحالي، الذي استهدف منطقة سد العين، ليزرعوا الأشتال على نفقتهم الخاصة.

وعقب ازدياد الأعداد، تطورت الأفكار لتتوسع إلى المشاركة في تنظيف الطرقات، لتسهم المبادرة في تنظيف طريق قنوات السياحي وطريق دمشق- السويداء على مدار ثمانية أسابيع متتالية، العام الماضي.

وتستمر عمليات التنظيف داخل المدينة ودهان الجزر المنصّفة للطرقات، بالتعاون مع مجلس البلدية، على أن تتوجه في الفترة المقبلة لتنظيف الأماكن الأثرية في المحافظة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة