رمضان دخل الطاحون واللواء انتصر

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

“سأقدم استقالتي، بحرقة قلب مجبر على تقديم هذه الاستقالة، لن يتم تجميد عضويتنا ولن نسمح بهذا تقديرًا وحبًا لما قدمناه للكرة السورية”.

بهذه الجمل الفقيرة التي تقطر خوفًا ورعبًا، الشديدة الولاء والانتماء إلى إرث الباقي في قلوبهم، حافظ الأسد، ودع أبو الطيب اتحاد كرة القدم وخرج من مكتبه مع أعضائه بأقل الخسائر، بعد حفلة من التوبيخ والشتم التي تلقاها على لسان اللواء العسكري المنتصر موفق جمعة، ولجان القيادة القطرية الأمنية الطابع والعمل.

صلاح رمضان الذي وقع في فخ محبة القيادة الحكيمة، صاحب اليد النظيفة والعقل المنفتح على كل مايخدم ويبجل سادة الوطن الذي يحب، أبو المبادرات الخلاقة في تدجين الكرة السورية بشعارات وعبارات المرحلة التي تؤكد صمود أوراقه وأقلامه ونكاشات أسنانه، إلى جانب ابن صانع التشرينين في صد المؤامرة ولو كان على حساب كرامته، التي مسح بها موفق جمعة ومن معه الأرض والرصيف ومدخل مكتب الاتحاد الرياضي العام.

طبعًا ولم لا.. بعد أن ابتلع طعم من حوله ونفذ قرار توقيع الاتفاقية مع الاتحاد القطري لكرة القدم وشرح وانشرح وسرد وانسرد ودمع ودمعوا، وحاص ولاص ليأتي بأفضل الشروط والتفاهمات على أنه خدم الوطن والقيادة بقرارهم وبحكمة ملهمهم، يأتي الصباح حاملًا خبر النواح على ماضي أبو الطيب.

و”استرجي” قول غدروني يا أستاذ صلاح، إذا أنت “زلمي”.. قلها مرة واحدة فقط.

لقد هرب موفق جمعة بأزماته الداخلية وبتعفيساته المتكررة، والتي بدأت تطرق أبواب الاعلام “النص كم”، الذي طالبه مرارًا وتكرارًا بالرحيل، وحمله مسؤولية إخفاقات ماتبقى من رياضة نظام الأسد، هرب بعد أن أدخل رمضان إلى الطاحونة، الطاحونة الملعونة، التي سبقه إليها فيصل البصري وكمال طه ومروان عرفات وأحمد جبان.

ضمن اللواء لنفسه سنة جديدة فوق جراح الملاعب والصالات والأندية والجماهير، قدم لهم القربان الشهي ورفع على أكتافه التي اعتادت فداء البعث مصائب ومستندات فساد وفاسدين.

ليست المرة الأولى التي نسمع بها عن إبداعات الهمينة السياسية والعسكرية على مفاصل الرياضة السورية، ومنها كرة القدم، وللعام 2012 نكهة خاصة “بالبهارات والفلفل”، عندما حسمت سليلة الحسب والنسب شهناز فاكوش أمرها وتطاولت على الاتحاد ووزعت عليهم أوراقًا وأقلامًا ليكتبوا استقالاتهم. البعض وافق فورًا، على شاكلة أبو الطيب، والبعض الآخر كسب شرف محاولة التمرد، فقال لا، على مبدأ “المجد لمن قال لا”.

ساعة واحدة وكانت أوامر النقل الى المناطق الساخنة في البلاد قد صدرت بحق الأعضاء المتمردين، ليعودوا الى المربع الأول حفاظًا على حياتهم مع إجابة “نعم” الفاصلة والنهائية.

وأخيرًا، مكاتب الاتحاد لمن يعرف ويحرف، لمن يعرف ويغرف، لمن يعرف ويسرف، للأبناء النجباء في عهد القتل والتدمير، لكاتبي الحواشي والتقارير، للغايب والبسمة والدباس وعلى مسمع كل الناس.

وأنت “زلمي” قل لا.. قلها مرة واحدة فقط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة