لماذا يسجل السوريون ميلاد أبنائهم في أول يوم من السنة

طبيب تركي يشرف على توأم سيامي ولد في سوريا (عنب بلدي)

camera iconطبيب تركي يشرف على توأم سيامي ولد في سوريا (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يشعرنا “فيس بوك” بأعياد ميلاد أصدقائنا ليتسنى لنا معايدتهم، بصورة قالب حلوى وبعض الكلمات والأمنيات بحياة سعيدة.

ولكن عدد من يعرض “فيس بوك” مساعدته في معايدتهم بأعياد ميلادهم في 1 كانون الثاني، كثير جدًا في سوريا، وأحيانًا يصل لأكثر من نصف عدد الأصدقاء.

فما هو سر ارتفاع عدد مواليد بداية العام، ولماذا يوجد كثير من الأشخاص الذين نعرفهم، تصادف أعياد ميلادهم 1 كانون الثاني؟

يشرح عبدو وهو من مواليد 1 كانون الثاني 1991، أنه ولد حقيقة في أيلول من نفس العام، ولكن والده سجل واقعة ولادته بتاريخ آخر، ويقول “لست أنا الوحيد، فلدي ثلاثة إخوة سجلوا في أول يوم من سنة ميلاد كل واحد منهم”.

ويضيف عبدو أن والده كان موظفًا في مديرية الأفران والمطاحن، في محافظة إدلب، ولكنه لا يعرف إذا كان لتقديم تسجيل ولادته فائدة وظيفية، أو أنها لسبب آخر.

بينما يعزو عبد الهادي تسجيل ميلاده في أول كانون الثاني، إلى اعتياد النساء قديمًا على الولادة على يد القابلة القانونية، فيقول “ولدت في منتصف تشرين الأول من عام 1987، وفي تلك الأيام كانت أغلب النساء تلد على يد القابلة القانونية، ما يعطي الأهل مجالًا غير محدد من الوقت لتسجيل المولود فيأخرونه حتى مطلع العام”.

بالرغم من وجود غرامة قدرها ثلاثة آلاف ليرة سورية، يفرضها القانون على الأب الذي يتأخر في تسجيل واقعة الولادة لمدة 30 يومًا.

وفي حال تأخر الأب في التسجيل لمدة سنة فتزيد الغرامة إلى 10 آلاف ليرة.

وربما ساعد هذا الوضع عبد الهادي كي لا تضيع السنة الدراسية عليه، لأن وزارة التربية لا تقبل بتسجيل الأطفال الذين لم يتموا ست سنوات قبل بداية العام.

وهذا ما أكدته مصادر حقوقية لعنب بلدي، إذ كان بعض الأهالي غالبًا يقدمون تسجيل أبنائهم إلى مطلع العام الذي ولدوا فيه، ليكسبوا الدخول إلى المدرسة في سن مبكرة.

 

وازدادت في السنوات السبع الأخيرة حالات التأخر في تسجيل المواليد، بسبب سوء الأوضاع الأمنية من جهة، وتهجير أهالي المناطق الساخنة وخاصة التي خرجت عن سيطرة النظام، وعدم رغبة الأهالي بتسجيل مواليدهم خارج المناطق التي ولدوا فيها.

كما أن السوريين الموجودين في دول اللجوء، والذين تزوجوا خارج سوريا ولم يسجلوا زواجهم على السجلات السورية، ويأتيهم مولود، فالطريقة الوحيدة هي تسجيل واقعة الولادة في تلك الدول، دون أن تسجل على قيد الأب في سوريا، فيبقى الطفل بدون قيد داخل سوريا.

يقول عبد الهادي إن أغلب النساء في الوقت الحالي يلدن في المشافي، ولذلك يسجل المولود في نفس يوم ولادته، ولا يكون هناك مجال للتأخير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة