الأنظار إلى اللطامنة من بوابة مورك

قوات الأسد تكسر الخط الدفاعي للمعارضة جنوب إدلب

camera iconعنصر من هيئة تحرير الشام في مدينة أريحا بريف إدلب بعد السيطرة عليها - أيار 2015 (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

مالت الكفة العسكرية لصالح قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في ريف حماة، بعد فرض السيطرة على مساحات واسعة في مدة زمنية لم تتجاوز أسبوعًا.

واتبعت قوات الأسد سياسية الأرض المحروقة من الطيران الحربي الروسي بغارات جوية بشكل يومي على الخطوط الأولى للاشتباكات، عدا عن التمهيد الصاروخي والمدفعي من القوات العسكرية المتمركزة في الخطوط الخلفية.

وتوغلت بذلك القوات المهاجمة في ريف حماة الشرقي بالسيطرة على قرى “استراتيجية” أبرزها أبو دالي، الحمدانية، تل مرق، الدجاج، أم حارتين وصولًا إلى قرية سكيك، لتكسر الخط الدفاعي للفصائل العسكرية جنوب إدلب، وتهدد مدينة مورك وبلدة التمانعة.

وتأتي هذه المعارك ضمن خطة من قبل قوات الأسد للوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري في الريف الشرقي من إدلب، والسيطرة على القرى والبلدات الواقعة شرقي سكة القطار والمحددة ضمن اتفاق “أستانة7”، الموقّع في تشرين الأول الماضي.

الأنظار إلى اللطامنة من مورك

وحصلت عنب بلدي على معلومات من مصادر متطابقة تفيد بأن قوات الأسد تحاول السيطرة على مدينة اللطامنة شمالي حماة من بوابة مورك، والتي تشكل السيطرة عليها حصارًا للطامنة من ثلاث جهات.

وأضافت المصادر أن هدف قوات الأسد بعد السيطرة على قرية عطشان الوصول إلى مدينة مورك، مع احتمالية وصول المعارك إلى مدينة التمانعة جنوب شرقي إدلب.

وجاءت المعلومات بعد سيطرة قوات الأسد على قرية عطشان، التي خسرتها في تشرين الأول 2015، وسط الحديث عن وصولها إلى تل سكيك بدعم جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي.

وبحسب خريطة السيطرة، تكمن أهمية قرية عطشان بأنها الخط الدفاعي عن مدينة التمانعة جنوبي إدلب، كما تشكل السيطرة عليها تهديدًا لمدينة مورك من الخاصرة الشرقية.

وبالرجوع إلى معلومات سابقة، في 20 كانون الأول الجاري، علمت عنب بلدي أن قوات الأسد تحشد في منطقتين شمالي حماة، لفتح محور عسكري جديد نحو مدينة اللطامنة.

وقالت مصادر عنب بلدي إن قوات الأسد استقدمت تعزيزات عسكرية إلى مدينتي طيبة الإمام وصوران في الريف الشمالي لحماة، كخطوة للتقدم باتجاه مدينة اللطامنة.

ويلعب الطيران الحربي الروسي الدور الأكبر في تقدم قوات الأسد من خلال تغطية جوية على طول خط المواجهات شمالي وشرقي حماة، بدءًا من أبو دالي ووصولًا إلى مدينة اللطامنة.

وتقع مدينة مورك على أوتوستراد حماة- حلب الدولي وتبعد عن مركز مدينة حماة حوالي 25 كيلومترًا، وتجاور عدة مدن خاضعة لسيطرة المعارضة أبرزها كفرزيتا واللطامنة وخان شيخون، وتخلو المدينة من السكان الذين نزحوا عنها قبل عامين، وسط دمار طال معظم مرافقها.

أما مدينة اللطامنة فتعرف بوعورة تضاريسها المؤلفة من جبال ومغاور، من الصعب أن تحرز قوات الأسد والميليشيات المساندة لها تقدمًا فيها.

وحاولت قوات الأسد أكثر من مرة في السنوات الماضية اقتحامها، كان آخرها في الأيام الأولى للتدخل الروسي في سوريا، رغم دخول الطيران الروسي في المواجهات.

مشاركة غير جدية من الفصائل

إلى جانب سياسية الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الأسد في المنطقة، تعتبر المشاركة غير الجدية من قبل الفصائل العسكرية من أبرز أسباب التراجع السريع، إلى جانب الثقل العسكري “الجزئي” الذي وضعته “هيئة تحرير الشام” على الجبهات العسكرية.

وتقاتل “هيئة تحرير الشام” في المنطقة، إلى جانب فصائل “الجيش الحر”، المتمثلة بـ “جيش النصر”، “جيش العزة”، “جيش إدلب الحر”، والتي أعلنت انضمامها في الأيام الأولى للمعارك.

وبحسب معلومات عنب بلدي لم تضع “تحرير الشام” ثقلها العسكري الكامل في معارك الريف الشرقي حتى الآن، على خلفية الانقسام الذي تشهده في جسمها الداخلي.

وتنحصر مواجهاتها شرقي حماة بـ “التيار القاعدي” فيها فقط، وهو ما أكده التسجيل المصور الأخير أثناء قتل الطيار باسم غانم بعد إسقاط طائرته.

بينما تشارك “أحرار الشام” بعشرات العناصر على محور عطشان في ريف حماة الشمالي، والذين ينضوون في كتيبة “سرايا الشام”، إضافةً إلى عدد محدود من مقاتلي “حركة نور الدين الزنكي”، والتي أعلنت المشاركة في المعارك، السبت 30 كانون الأول.

وتحظى معارك قوات الأسد باتجاه مدينة إدلب بدعم إيراني على الأرض وخاصة جبهة خناصر في ريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى التغطية الجوية المقدمة من الطيران الروسي.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة