تعا تفرج

عليكم بالعشائرية لإنقاذ سوريا

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

عُقِدَ المؤتمرُ الأول للعشائر السورية في اسطنبول، يوم العاشر من كانون الأول 2017، ثم انطلق أولُ مؤتمر عشائري في الداخل السوري يومَ الخامس والعشرين من الشهر نفسه، بعد اجتماع بين ممثلي العشائر وحكومة الإنقاذ. (المصدر: عنب بلدي).

أقول: وأنا أخوكم، إن الزخمَ العشائري الذي ورد ذكرُه في خبر المُؤْتَمَرَيْن قَدَّمَ لي خدمة أحمدُ الله تعالى على أنه لم يقصفْ عمري كالعود اليابس قبل أن أحصلَ عليها، فأنا، منذ أن وَضَعْنا نحن السوريين دماءَنا على أكفنا وخرجنا لنُسقط نظام الاستبداد، أبحثُ عن سبب، أو تفسير، أو علة منطقية للإخفاق الذي حالفنا منذ البداية، ولماذا نَصَب النحسُ حول ثورتنا دَبْكة، على حد تعبير أهل قرية “حَرْبَنُوش”، ولم أحر جوابًا.

من علائم الإخفاق التي لاحظتُها أن دول العالم كَفَّت، بالتدريج، عن التعاطف مع قضيتنا، فتظاهرتْ، في البداية، أنها “مو طالع بيدها شي” أمام إجرام بشار الأسد، والفيتو الروسي، والدعم الإيراني، ومشاركة ميليشيا حزب الله، والميليشيات الشيعية الأخرى بالقتال إلى جانب النظام، ثم أخذت تلك الدولُ تلومُنا لأن معارضتنا متشرذمة لم تقدم للمجتمع الدولي صورة مشرقة عن البديل المقترح لتولي الحكم مكان الأسد، ثم أخذت تغمغمُ وتبربر قائلة إن بشار الأسد صحيح مجرم، وحقير، وسافل، ولكنه يقتل شعبه ولا يقتلنا نحن، لذلك يجدرُ بكم، أيها المعارضون، أن توافقوا على بقائه في السلطة إلى بداية المرحلة الانتقالية، والأحسن إلى منتصف المرحلة الانتقالية، والأفضل إلى نهاية المرحلة الانتقالية، أو، لماذا لا تتركونه في السلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية الطبيعي في سنة 2021 دون أن يحق له أن يترشح؟ أو لماذا لا يحق له أن يترشح؟ أليس مواطنًا سوريًا يؤدي ما عليه من ضرائب والتزامات قانونية؟ يا أخي رشحوه وسقطوه! ثم ما المانع أن يبقى رئيسًا عليكم إلى الأبد، ويورث الحكم لابنه المختص بالهندسة الوصفية، والرياضيات الإكتوارية، والماتريسات المصفوفة؟

الحقيقة هي أننا لم نترك وسيلة تؤدي إلى رحيل بشار الأسد وإقامة دولة ديمقراطية متحضرة إلا واتبعناها؟ ألم نترك السياسة والأحزاب ونحتمي بطوائفنا ومذاهبنا؟ ألم نشكل الكتائب العسكرية ونطلق عليها أسماء الأولياء الصالحين؟ ألم نمنع النساء من العمل والترشح للمناصب ونلبسهن الثياب السوداء التي تتجاوز الكاحلين، ونفرض عليهن العيش بجوار المُحْرَم؟

لم نفعل هذا وحسب، بل لجأنا إلى “التَجْويل”، وألغينا المحاكم المدنية، وقتلنا القضاة، وحرقنا الباصات، وعطلنا سكك الحديد، وكتبنا على الحيطان “الديمقراطية كفر”، ولم نكتفِ بمحاربة النظام وحلفائه، فحاربنا كلابَ النار وخوارجَ العصر، وقتلنا منهم ما فتح ورزق..  يا سيدي، حتى معارضتنا السياسية لم تقصر، فقد بقيت تقدم الغطاء السياسي لجبهة النصرة حتى تمكن إخوتُنا في الجبهة، بفضل الله، من السيطرة على معظم المناطق التي لا يسيطر عليها النظام أو تنظيم الدولة أو قسد.

ولَكْ حتى العشائرية جربناها، وخصصنا جمعة للعشائر، ولكننا لم نسعَ إلى تأصيل التجربة قبل اليوم، لهذا أنا الآن في قمة التفاؤل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة