مصير مجهول يلاحق حمص بعد الهدنة

camera iconIn this photograph made on a government-led media tour, Syrian civilians fill a city square as they return to Homs, Syria on Friday, May 9, 2014. Bulldozers cleared rubble Friday from the streets of battle-scarred districts in the central Syrian city after government troops entered the last rebel-held neighborhoods as part of an agreement that also granted opposition fighters safe exit from the city. (AP Photo)

tag icon ع ع ع

حسن مطلق

بعد أن كانت حمص العقدة الأكبر للمواصلات قبل الثورة نظرًا لموقعها الاستراتيجي وسط سوريا، وأصبحت العقدة الأكبر للنظام خلالها، تعود اليوم إلى سيطرة الأسد.

  • حمص مأساة وتاريخ ثوري عريق

انتفضت مدينة حمص منذ بداية الثورة السورية، مطالبة بإسقاط حكم الأسد وشاركت بأعداد ضخمة قدرت بعشرات الآلاف، في تظاهرات ساحة «الساعة» المشهورة، والتي تغيّر اسمها إلى ساحة الحرية بعد أن فضت قوات الأسد الاعتصام الذي شارك فيه الآلاف في 18 نيسان 2011، أقيل بعدها محافظ حمص واستبدل بآخر أملًا باحتواء المظاهرات إلا أن «العديّة» أكملت ما بدأته ليطلق عليها اللقب «عاصمة الثورة».

اقتحمت قوات الأسد أحياء حمص في السادس من أيار 2011، بحجة ترويع الأهالي من قبل جماعات وصفتها بـ «المسلحة» وسقط على إثر الاقتحام أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، لترتكب بعدها مجزرة الخالدية في الثالث من شباط 2012.

ثم ما لبثت أن بدأت بقصف أحياء حمص مخلِّفة دمارًا كبيرًا في بنية المدينة التحتيّة ومرافقها العامة، ما أفضى إلى حركة نزوح واسعة منها، لتتوالى بعدها المجازر بحق أهالي حمص، ويتحرر قسم كبير من أحيائها بما فيها حمص القديمة.

وتبدأ معارك الكر والفر في الأحياء القديمة بين مقاتلي حمص وقوات الأسد التي اتبعت منهج التجويع والحصار الخانق، والذي عاش على إثره الأهالي حالة إنسانية كارثية دامت أكثر من عامين ما اضطرهم إلى النزوح نحو المدارس والجوامع والكنائس في حي الوعر.

وبعد عامين من «الصمود»، توصل الجانبان برعاية الأمم المتحدة إلى إيقاف مؤقت لإطلاق النار من الطرفين والتعهد بنقل مقاتلي المعارضة وإجلاء مئات المدنيين باتجاه بلدة الدارة الكبيرة في الريف الشمالي للمدينة، مقابل إفراج المعارضة عن أسير روسي وإيرانيين كانوا يقاتلون في صفوف حزب الله اللبناني، وإدخال المساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين في ريف حلب من قبل المعارضة.

  • احتلال إيراني

وتتجلى عمليّات التهجير القسري وطمس الهويّة واضحة في حمص، من خلال التطهير العنصري للأهالي على أساس طائفي، كما لا تخفى تبعية نظام الأسد لإيران منذ عهد الأسد الأب، وجاء تأكيد هذه الوقائع من خلال تصريحات على لسان «حسين همداني» قائد الحرس الثوري الإيراني عن أهمية سوريا بالنسبة لإيران، والتي تعتبرها «المحافظة الخامسة والثلاثين» لها، موضحًا أن الأسد يقاتل فيها نيابة عن إيران فقط، على اعتبارها «مهمة جدًا للحفاظ على طهران».

من جهة أخرى يأتي كشف «همداني» عن استعداد بلاده لإرسال مئة وثلاثين ألفًا من عناصر الباسيج (قوات التعبئة الشعبية العسكرية) للقتال في سوريا، في إشارة منه إلى أن سوريا تشكل ركيزة رئيسية للنظام الإيراني، ولابد من السيطرة عليها سواء من خلال نظام الأسد أو غيره.

وفي أول تقارير تلفزيون المنار إثر اتفاق حمص، يشرح أهمية السيطرة على حمص في الصراع الدائر في سوريا، اعتبر «سقوط حمص هو سقوط الثورة»، مؤكدًا على تحقيق الأسد وحلفائه بتأمين «خط طهران-البحر المتوسط».

  • آراء وتحليلات

تداولت العديد من الصحف الغربية والعربية موضوع الهدنة في حمص على أنها تصب في مصلحة النظام ولاسيما توقيتها الذي جاء بين يدي الانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث من حزيران هذا العام، في حين استنكر الآلاف من رواد صفحات التواصل الاجتماعي «تسليم حمص للأسد» على حد قولهم.

لكن آخرين يقولون إنه لا يمكن توجيه اللوم لمدينة صمدت بشيوخها وأطفالها ومقاتليها، في وجه حصار استمر أكثر من عامين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة