قوات الأسد تدخل دير الزور بترحيب من “التحالف”

عناصر من قوات الأسد على الجبهات العسكرية في ريف حمص الشرقي - كانون الثاني 2017 - (سبوتنيك)

camera iconعناصر من قوات الأسد على الجبهات العسكرية في ريف حمص الشرقي - كانون الثاني 2017 - (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

لم تتوقف العمليات العسكرية لقوات الأسد والميليشيات المساندة له عند الحدود السورية العراقية، بل استمرت لتدخل الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة دير الزور بعد خمس سنوات من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها.

وجاء التقدم العسكري بعد السيطرة على كل من أرض الوشواش، وسد الوعر، ووادي الوعر على الشريط الحدودي مع العراق، بمساندة جوية من قبل الطيران الروسي، والعنصر الإيراني على الأرض.

80 كيلومترًا عن البوكمال

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، غدت قوات الأسد على مسافة 80 كيلومترًا عن مدينة البوكمال الحدودية في ريف دير الزور الجنوبي.

ووصلت إلى مشارف خط محطة الضخ “T2”، على بعد 12 كيلومترًا منها، والممتد من العراق إلى مدينة حمص، وتتركز المعارك حاليًا في الجهة الجنوبية الغربية من الخط.

ويسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على مساحات كبيرة من مدينة دير الزور وريفها منذ عام 2014، وحاولت قوات الأسد في الأشهر الماضية التقدم باتجاه ريف المدينة.

وبوصولها إلى الحدود العراقية قطعت الطريق أمام فصائل “الجيش الحر” إلى مدينة دير الزور، لتنفرد بالمعارك ضد تنظيم “الدولة” في المحافظة.

ويتزامن زحف قوات الأسد تجاه دير الزور وريفها، مع تقدم مماثل لميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي على الجانب العراقي، قبالة معبر القائم الحدودي في مدينة البوكمال جنوب دير الزور.

ثلاثة محاور تجاه دير الزور

ويتركز هجوم قوات الأسد على المدينة من ثلاثة محاور، الأول من جنوب مدينة الرقة بعد وصولها في الأيام القليلة الماضية إلى منطقة الرصافة الأثرية.

في حين ينطلق المحور الثاني من ريف حمص الشرقي، وسيطرت من خلاله حتى الآن على منطقة حقول “آراك” النفطية، وغدت على مسافة خمسة كيلومترات عن مدينة السخنة بوابة الدخول إلى ريف دير الزور الغربي.

كما تزحف شمالًا باتجاه المدينة على الحدود السورية العراقية، وذلك بمشاركة عدة ميليشيات إيرانية أبرزها “الحرس الثوري الإيراني”.

وكانت وسائل إعلام إيرانية نشرت صورًا تظهر قائد “الحرس الثوري” الإيراني، قاسم سليماني برفقة عناصر من “لواء فاطميون” الأفغاني، وقالت إنها في البادية السورية على الحدود العراقية.

وقالت مصادر عراقية إن “سليماني وصل إلى الحدود مع الآلاف من مسلحي الحرس الثوري الإيراني، وميليشيا فاطميون، كخطوة لفتح طريق دمشق- طهران”.

وترافقت هذه التطورات العسكرية المتسارعة مع زيارة وفد عسكري للنظام السوري إلى العاصمة العراقية بغداد، من أجل مناقشة “أمن الحدود”، كأول زيارة علنية منذ سنوات تهدف لتنسيق المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”

التحالف الدولي يرحّب

بعد ساعات من إعلان دخول حدود المحافظة، رحب التحالف الدولي في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” بالتقدم الملحوظ لقوات الأسد.

وقال العقيد ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف، للصحفيين في مؤتمر صحفي عقده في بغداد، الجمعة 23 حزيران، إن “هدفنا هو هزيمة تنظيم الدولة أينما وجد. نحن ليس لدينا أي مشكلة إذا كان الآخرون، بما في ذلك الحكومة السورية وحلفاؤها الروس والإيرانيون، يريدون محاربة المتطرفين أيضًا”.

وأضاف العقيد الأمريكي، أنه “إذا بدا أنهم يبذلون جهدًا منسقًا لقتال التنظيم في مناطق سيطرته، وإذا ظهر فعلًا أنهم يريدون ذلك بالفعل، فإن هذا ليس مؤشرًا سيئًا (…) ليس لدينا على الإطلاق أي مشكلة في ذلك”.

وحول نية قوات الأسد والميليشيات الأجنبية التقدم باتجاه البوكمال في ريف دير الزور، قال ديلون “إذا كانوا يريدون محاربة تنظيم الدولة في البوكمال، ولديهم القدرة على القيام بذلك، فإن ذلك سيكون موضع ترحيب”.

وتمثل التصريحات الأخيرة للتحالف ضوءًا أخضر لقوات الأسد والميليشيات الأجنبية، بالتقدم باتجاه دير الزور عوضًا عن “الجيش الحر” في منطقة التنف الممثل بـ “جيش مغاوير الثورة”، وهو ما قد يكون نتاج تفاهم روسي- أمريكي، بحسب محللين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة