حبرٌ على ورق.. أبرز “الوعود” الروسية للمعارضة السورية

camera iconالرئيس الروسي فلاديمير بوتين (انترنت)

tag icon ع ع ع

قدمت روسيا عقب تدخلها في سوريا بشكل علني، في أيلول 2015، وعودًا للمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري.

الوعود الروسية انقسمت، على مر العامين الماضيين، بين سياسية تتعلق بالتسوية ومصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وبين عسكرية حول إيقاف القصف وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق المعارضة.

إلا أن استمرار القصف وحصار المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة دفعت محللين لاعتبار أن الوعود الروسية عبارة عن “حبر على ورق” ومحاولة منها لكسب مزيد من الوقت.

أبرز الوعود الروسية

بعد تدخل روسيا بشهر واحد وتحديدًا، في 26 تشرين الأول، نشرت صحيفة “القدس العربي” مبادرة روسية طرحتها على أمريكا للحل في سوريا، ولاقت قبولًا من الجانب الأمريكي.

وتضمنت المبادرة وقف جميع المعارك على الخطوط الأمامية بين فصائل المعارضة وقوات الأسد.

كما تضمنت إصدار عفو عام عن كل أفراد المعارضة وناشطيها ومقاتليها، إضافة إلى ضمان عدم ترشح الأسد إلى الانتخابات مع إمكانية ترشيح شخصيات من عائلة الأسد أو علوية للانتخابات.

الوعود بقيت حبيسة المؤتمرات الصحفية وطاولات المفاوضات، فاستمرت الطائرات الروسية بقصف المناطق موقعة آلاف الضحايا ومخلفة دمار كبير.

تل رفعت ومنغ في ريف حلب

في آب العام الماضي كشف رئيس المكتب السياسي في لواء “المعتصم”، التابع لـ “الجيش الحر”، مصطفى سيجري، لعنب بلدي تفاصيل عرضٍ قدمته روسيا للفصيل.

ويتضمن العرض إيقاف روسيا دعمها للقوات الكردية، وإعادة تل رفعت ومنغ في ريف حلب الشمالي إلى أهلها “الأصليين”.

وأوضح سيجري لعنب بلدي حينها أن موسكو أبدت استعدادها لدعم الأعمال العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

لكنه اعتبر أن “روسيا غير جادة في تغيير نهجها تجاه الشعب السوري، كما أنها غير صادقة في طرحها”، مشيرًا إلى أن اللواء يقرأ ما وصفها بـ “المناورة الروسية” على أنها “محاولة لشق الصف لا أكثر”.

وبعد مرور ثمانية أشهر من العرض الروسي ماتزال تل رفعت ومنغ تحت سيطرة “وحدات حماية الشعب الكردية”.

أستانة والوعود الروسية

بعد السيطرة على أحياء ريف حلب الشرقية وخروج فصائل المعارضة السورية إلى إدلب أواخر العام الماضي، دعت روسيا إلى اجتماع في العاصمة الكازاخستانية (أستانة) يضم ممثلين عن تركيا وإيران إلى جانب النظام السوري وفصائل المعارضة.

ثلاثة اجتماعات على مدى ثلاثة أشهر ماضية، شهدت وعودًا روسية جديدة لكن كسابقاتها بقيت دون تنفيذ.

أبرز الوعود في “أستانة 1” كانت إعلان تهدئة تشمل كافة الأراضي السورية، إلا أن النظام السوري واصل قصفه لمناطق وادي بردى بالقرب من دمشق انتهت بإجلاء مقاتليها إلى إدلب.

وفي “أستانة 2” قال رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات آستانة، محمد علوش، “تلقينا وعودًا من موسكو بإيقاف القصف على مناطق المعارضة، وأنهم سيرسلون لنا جدول أعمال لفك الحصار عن الغوطة الشرقية، على أن تصلنا عبر الضامن التركي، كما طرحوا آلية سريعة للإفراج عن المعتقلين تبدأ بتسليمهم لائحة من 100 اسم، وهو ما سنعمل على دراسته”.

في “أستانة 3” ولعدم تنفيذ روسيا وعودها، قررت فصائل المعارضة عدم المشاركة واكتفت بوفد مصغر من القوى العسكرية لفصائل المعارضة لتثبيت وقف إطلاق النار.

واتفقت الدول الضامنة، في 15 آذار الماضي، على تشكيل لجان لمراقبة الهدنة والخروقات، وأخرى لمتابعة ملف المساعدات وملفي الأسرى والمعتقلين، لكن دون تنفيذ.

“أستانة 4” ووعود جديدة

المعارضة السورية وضعت شرطًا، على لسان مستشار “الهيئة العليا” للمفاوضات، يحيى العريضي، للمشاركة في “أستانة 4” الذي ينطلق غدًا الأربعاء 3 أيار.

وقال العريضي لعنب بلدي، الشهر الماضي، إن المعارضة من الممكن أن تُشارك في الجولة الرابعة في حال التزام قوات الأسد والميليشيات الرديفة بالهدنة، ووقف قصف المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.

لكن فصائل المعارضة وافقت على الحضور بالرغم من عدم تنفيذ الوعود، بسبب مقترحات روسية جديدة قد تقدمها خلال الاجتماع.

وتحدثت تقارير عن مقترح روسي جديد يتضمن إنشاء مناطق “آمنة” في أربع نقاط: محافظة إدلب، شمال حمص، الغوطة الشرقية، وجنوب سوريا.

كما تضمن إرسال وحدات عسكرية من الدول الضامنة للاتفاق، للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، إضافة إلى إنشاء خطوط فاصلة على حدود المناطق الأربع، ووضع حواجز لتأمين المساعدات الإنسانية، إضافة إلى “تأمين مرور المدنيين بين المناطق المختلفة وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة تهيئة البنى التحتية، وتوفير متطلبات الحياة اليومية للناس”.

لماذا تفعل روسيا ذلك؟

الكاتب السعودي، عبد الرحمن الراشد، اعتبر في مقالة لصحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، أن الوعود الروسية هي “حيلة حلفاء الأسد”.

وقال الراشد “تعلمنا ألا نصدق شيئًا من المشاريع السياسية الروسية والإيرانية، هي تكتيك تفاوضي يهدف إلى تهدئة الاحتجاجات الدولية، وتمييع المطالب، وامتصاص الحماس، ومع الوقت لا يحصل أحد على شيء”.

وأضاف الراشد معلقًا على تصريحات حول استعداد روسيا التخلي عن الأسد والبحث عن بدائل أن “السنوات الماضية علمتني أن الوعود أكاذيب وأكبرها أكذبها، هي وسائد للنوم ونسيان الطالب، لتعقبها البراميل المتفجرة والتشريد وتوسيع دائرة الفوضى في الجوار”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة