مشروعان لإنماء البذار

مشاتل زراعية توفّر الجهد والتكلفة على فلاحي الغوطة

camera iconمشاتل مؤسسة "عدالة" في الغوطة الشرقية - نيسان 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

يبحث فلاحو الغوطة الشرقية عمّا يُعينهم في زراعة أراضيهم، وسط صعوبات متعددة تقف عائقًا أمام عملهم، وخاصة بعد أن سلخت قوات الأسد الجزء الأكبر من القطاع الجنوبي للغوطة، الذي يعتبر السلة الغذائية للمنطقة.

تضرّر كثيرٌ من الفلاحين في الغوطة الشرقية لدمشق على مدار السنوات الماضية، إلا أنهم وجدوا اليوم موردًا يمنحهم شتلات جاهزة، توفّر عليهم جهدًا وتكلفةً، وتضمن الحصول على إنتاج أكبر، عن طريق مشتلين لمؤسسة “عدالة”، التي بدأت موسمها الأول نهاية العام الماضي، وتستمر حتى اليوم.

توفيرٌ للجهد وزيادة في الإنتاج

حصل المزارع من مدينة دوما، خلدون الأجوة، على شتلات البندورة والخيار، ويقول لعنب بلدي، إنها وفّرت عليه عملًا “مضنيًا”، وتكلفة سقايتها على مدار أشهر، مقدرًا نسبة التوفير بأكثر من النصف.

يملك الأجوة أرضًا تمتد على مساحة عشرة دونمات (كل دونم حوالي ألف متر مربع)، ويرى أن الشتلات التي يشتريها “بسعر مناسب”، ستجعل موسمه الزراعي “جيدًا”، بعد أن كان يتضرر بفعل عوامل مختلفة أبرزها الصقيع.

ويقول المزارع خالد حمود، من بلدة سقبا، إنه اشترى 22 ألف شتلة شوندر سكري، بعد أن عانى كثيرًا “تضرر نصف الشتل في أرضي العام الماضي، في ظل زيادة الرطوبة والحشرات، أما اليوم فأحصل على شتلات معقمة”.

ووفق المزارع، فإن زراعة ألفي بذرة في الأرض سابقًا، كان ينتج عنها 800 شتلة، “أما اليوم فنضع الشتلات ونحصل على إنتاجها كاملًا”، مؤكدًا “وجدت فرقًا واضحًا وأستفيد اليوم من الدونمات العشرة التي أملكها كاملة، وبشتلات سعرها أرخص من السوق”.

بدأت مؤسسة “عدالة” عملها عام 2012، ولها مكتبان في الغوطة الشرقية وبلدة الريحانية في تركيا، وتُعنى بالمشاريع الإغاثية والتنموية في الزراعة والثروة الحيوانية، ومشاريع الدعم النفسي والطبي.

آلاف الشتلات في صوانيمن الفلين

عند دخولك إلى المشتل، يمتد نظرك إلى مساحات خضراء واسعة، داخل “صواني” بيضاء من الفلين، بعد انقضاء فترة زراعة البذور، ويوضح مدير مشروع مشاتل “عدالة”، عامر الخنشور، أن “الصواني معظمها يُصنّع محليًا، وتملأ بتراب زراعي عضوي”.

ويشرح الخنشور لعنب بلدي، مراحل إنتاج الشتلات، التي تنتج عن بذور جاهزة أجنبية الصنع، وتُحضّن لمدة خمسة إلى سبعة أيام، داخل بيوت بلاستيكية، ثم تفرد على طاولات المشتل وتسقى داخل “الصواني” على مدار 45 يومًا، لتغدو شتلةً قابلة للزراعة.

يستفيد اليوم 150 فلاحًا في الغوطة من مشتلي “عدالة”، ويرى مديرها أنها “توفر تسع شرب (سقايات) بموتورات الضخ، التي تحتاج كميات من المازوت مرتفع السعر”، بينما يشير إلى صعوبات تتجلى بتأمين البذار والأتربة و”صواني” الفلين، التي تُشترى بمعظمها من خارج الغوطة.

لتحسين البذور وكسر الاحتكار

طرح مجلس إدارة “عدالة” فكرة المشاتل، ضمن مشاريع أخرى تديرها المؤسسة في الغوطة، وفق مؤيد محيي الدين، مدير العلاقات العامة فيها، ويقول في حديثٍ إلى عنب بلدي إنها تهدف كمشاريع تنموية لتحسين القدرات الزراعية والبذور وكسر الاحتكار، “الذي ينتهجه التجار لبيع الشتل للمزارعين”.

يمتد المشتل الواحد على مساحة 750 مترًا مربعًا، وأنجز المشروع حتى اليوم 400 ألف شتلة صيفية، تزرع قرابة 200 دونم، بحسب محيي الدين، ويشير إلى أنها تتنوع بين البندورة والخيار والباذنجان والشمام (البطيخ الأصفر).

رغم أن المشروع عمل في وقت سابق على إنتاج الشتلات الشتوية، إلا أن التركيز على الصيفية أكبر، “باعتبار أن الأهالي يستهلكونها أكثر”، بينما يُلاحظ الداخل إلى المشتل أنه مُجهّزٌ بشكل كامل كالتدفئة الضرورية لنمو الشتلات، وغيرها من المسلتزمات.

يحصل الفلاحون على الشتلات بعد تسجيل أسمائهم في مقر المؤسسة، بعد تقييم احتياجاتهم للموسم الزراعي، ويشير مدير العلاقات في “عدالة” إلى أن المؤسسة، ستعمل حاليًا بالتعاون مع المجالس المحلية، لتسجيل الأسماء عن طريقها وتحديد المستفيدين.

“نبيع الفلاح الشتلات بسعر التكلفة، مع وجود بعض الاستثناءات بحسب وضعه”، يلفت محيي الدين، مقدرًا سعر “الصينية” الواحدة، وتحتوي بين 200 و220 شتلة، بين خمسة وتسعة آلاف ليرة سورية، بعد أن كان سعرها سابقًا 19 إلى 20 ألفًا.

بينما يحوي المشتل الواحد، على مساحات صغيرة تزرع فيها شتلات للتوزيع المجاني، ويختار كادر المؤسسة الفلاحين، “عن طريق مندوبينا في البلدات أو بالاعتماد على سجلات المجالس المحلية بعد التأكد من أوضاعهم”.

وتختلف سرعة وكمية الإنتاج، إذ ربما تصل إلى ثلاثة أضعاف، باعتبار أن الشتلات “مهجّنة”، ويرى محيي الدين أن نجاح المشروع ظهر من بدايته “ليس بتقييم المؤسسة بل بشدة الإقبال عليه من الفلاحين”، مبديًا سعي “عدالة” لتطويره العام المقبل، بعد الانتهاء من المرحلة الصيفية الثانية والشتوية بعدها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة