ديلي تلغراف: بوتين ذهب بعيدًا بمساعدة الأسد

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إنترنت)

camera iconالرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إنترنت)

tag icon ع ع ع

بدأت آراء دولية تتشكل حول مواقف زعماء العالم في ظل الاضطراب الدولي الذي ولده الهجوم الكيماوي على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، والذي أودى بحياة قرابة 100 شخص بين نساء وأطفال وإصابة ما يزيد عن 500 آخرين.

“جريمة حرب”

واعتبرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “ذهب بعيدًا بمساعدته للأسد”، وذلك في عنوان مقالة للكاتب “كون كوهلين”، اليوم الخميس، 6 نيسان، وفق ترجمة عنب بلدي.

وقالت الصحيفة إنه مهما حاول الأسد وحلفاؤه إنكار تورطهم في هجوم كيماوي على إدلب، فإن جميع المعلومات الاستخبارية المتاحة تبين أنهم مسؤولون مباشرة عن ارتكاب “جريمة حرب” أودت بحياة 70 شخصًا وجرح مئات آخرين.

وأفاد الكاتب أن المعلومات التي حصل عليها وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بأن نظام “الأسد” نفذ “الهجوم الهمجي” على شعبه، كان مبنيًا على معلومات استخبارية مفصلة حصل عليها من كبار ضباط المخابرات البريطانية صباح أمس، أثناء استعداده للسفر إلى مؤتمر  “المانحين السوريين” في بروكسل.

“يمكن لوم الأسد والروس”

واعتبر الكاتب أنه من الصعب الحصول على أدلة قاطعة لإدانة الفاعل، في منطقة تشهد حربًا نشطة كسوريا، لكن مسؤولي المخابرات في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا يذهبون للاعتقاد بأنه توجد بالأساس أدلة كافية لإلقاء اللوم مباشرة على نظام “الأسد” والروس، إذ تعرفوا على طائرة حربية تابعة للنظام في المنطقة وقت وقوع الهجوم.

وعلاوة على ذلك، أشار الكاتب إلى أن الطائرة التي تسببت بالهجوم “المشين”، كانت تحوم في مجال جوي يسيطر عليه الجيش الروسي، الذي كان له دور فعال في تحويل تيار الصراع السوري لصالح “الأسد” منذ تدخله أواخر عام 2015.

“مؤشر آخر على تورط النظام”

كما أضاف الكاتب أن “الهجوم المنفذ على منطقة خان شيخون نفذ عن طريق إسقاط قنبلة تحتوي على غاز الأعصاب، وهو مؤشر آخر على تورط النظام، لأن الفصائل المقاتلة لا تستطيع الولوج إلى الطائرات”.

وتابعت الصحيفة أن الأعراض التي أظهرها ضحايا الهجوم تتفق مع تلك التي يسببها غاز السارين.

وأضافت أن تأكيد طبيعة الهجوم تستغرق أسابيع من قبل المختصين، ليتمكنوا من تعزيز اللوم، لأنهم بحاجة إلى إجراء فحوصات شاملة للضحايا، فضلًا عن جمع عينات التربة التي يمكن إخضاعها لفحص الطب الشرعي.

غياب المساءلة

كما ترى الصحيفة أنه “مازال بإمكان نظام (الأسد) الإفلات من هذه الهجمات، بفضل الصعوبات العديدة التي يواجهها المحققون في محاولتهم لجمع آثار جريمة حرب من هذا النوع”.

وتعتقد الصحيفة أن “الأسد يستمد شجاعته لشن هجوم كيماوي على شعبه، بفضل فشل إدارة إوباما السابقة في متابعة تهديداتها لشن هجوم عسكري، بعد تنفيذ (النظام) لهجوم كيماوي في غوطة دمشق عام 2013”.

لماذا سمح بوتين للأسد؟

ولكن من وجهة نظر الكاتب فالسؤال “المثير للاهتمام” هو: لماذا سمح بوتين لنظام “الأسد” بتنفيذ الهجوم في المقام الأول.

وأشار إلى أنه “يوجد لدى الروس معرفة مفصلة بمخزون (النظام) من الأسلحة الكيميائية، لأن الجيش الروسي أمضى السنوات الثلاثين الماضية في مساعدة النظام على تطوير أسلحة الدمار الشامل”.

وترى الصحيفة أن “بوتين أقدم على مقامرة كبيرة من خلال دعمه لهجوم النظام على إدلب”.

وفي الوقت الذي أظهر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته لتحسين العلاقات مع الكرملين، ما أعطى بوتين فرصة طيبة لتحسين علاقته مع البيت الأبيض، “اختار الزعيم الروسي دعم قرار نظام (الأسد) بتكثيف الأعمال العدائية في سوريا، مما لا شك فيه أن طريقة بوتين لاختبار إدارة ترامب، ولمعرفة ما إذا كان لديه العزم على التعامل مع الدول المتهمة بارتكاب جرائم حرب”.

ولكن بوتين “قد يجد أنه بالغ قليلًا هذه المرة في استخدامه لأساليبه هذه”، وفق الكاتب.

وربما يكون ترامب قد أعطى إشارات متضاربة حول نوع العلاقة التي يريدها مع “الكرملين”.

كما يعتقد الكاتب أنه “من غير المرجح أن تمر ازدواجية الروس في التعامل، على قدامى محاربي الحرب الباردة المتشددين أمثال وزير الدفاع  الأمريكي جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومى الجنرال اتش آر ماكماستر”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة