القطاع مهدّد

تجار السوق يتحكمون بإمداد مشافي ريف حمص الشمالي

no image
tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حمص

هل تعرف أحدًا يمكنه تأمين أكياس دم أو دواء لقرى ريف حمص الشمالي؟

تكررت هذه الأسئلة بكثرة مؤخرًا، بعد توجّه أنظار قوات الأسد إلى الريف الحمصي، عقب إتمام اتفاق إفراغ حي الوعر من المعارضة المسلحة.

ووسط عوز مشافي المنطقة بسبب الحصار، يؤمِّن تجهيزاتها والأدوية مهربون وتجار، أصبحت العملية حكرًا عليهم وارتبط تأمينها بهم.

يضمّ ريف حمص الشمالي مشافي ميدانية عدة من بينها مشفى تير معلة، ومشفى الزعفرانة، ومشفى الغنطو، ومشفى الحولة، إضافةً إلى تلبيسة والرستن.

كوادر محدودة

الطبيب جمال بحبوح، مدير المكتب الطبي في مشفى الرستن، أشار إلى نقصٍ “حادٍ” في الكوادر المتخصصة، موضحًا لعنب بلدي “لا يوجد اختصاصي عصبية ولا عينية. يوجد اختصاصي أذنية واحد في مدينة الحولة فقط ويغطي كافة الريف”.

ويسدّ الأطباء النقص إما بالعمل لساعات طويلة، أو بالعمل خارج اختصاصهم، فطبيب الجراحة العامة يتولى العمليات القيصرية والجراحات النسائية، ليساند الطبيبة النسائية الواحدة المتخصصة في الريف الشمالي.

ويقدم مشفى الرستن الخدمات لأكثر من 65 ألف مدني، معظمها إسعافات يومية ناتجة عن الغارات الجوية على الأحياء السكنية.

الصعوبات أكدها الدكتور أحمد جمعة، عضو الكادر الطبي في مشفى تلبيسة، وعزاها إلى الحصار المفروض منذ سنوات على مدن الريف الشمالي، والتي كان له الأثر الكبير للحالة الحالية.

مواد محكومة بالتجار والمهربين

علاوة على نقص الكوادر، تُشكّل عملية الحصول على المواد الطبية والأدوية المرافقة لكافة العمليات والإسعافات الطبية، معوّقات رئيسية تؤثر بشكل كبير على العمل الطبي اليومي.

لا قدرة على إدخال الدواء من خلال الطرق النظامية عبر مناطق سيطرة قوات الأسد، ففي مدينة الحولة يوجد معبر واحد فقط ويمنع إدخال أي مواد طبية عبره، وبحسب الطبيب جمال بحبوح فإن “القوافل التي يشاع إعلاميًا أنها تحمل مواد دوائية وتمريضية، يتبّين أنها مقتصرة على أملاح معدنية تعطى للأطفال… لا وجود للسيرومات أو الحبوب أو الأدوية الوريدية”.

وبحسب الطبيب “تستخدم الأملاح المقدمة من قبل الأمم المتحدة في حالات الإسهال الشديد عند الأطفال… الريف الشمالي حاجته 100 ألف عبوة تدخل خلال القوافل ثلاثة آلاف”.

ونظرًا لهذه “الظروف الصعبة” كان لا بدّ من اللجوء إلى المهربين وتجار السوق السوداء للحصول على المواد الطبية، والتي تكون محدودة بكميات قليلة وبأسعار باهظة جدًا، وعلى سبيل المثال يعتمد مشفى الرستن بشكل أساسي على تجار السوق السوداء، وفق بحبوح.

آخر الطب البتر

تتعرض كثيرٌ من الحالات الإسعافية القادمة من الجبهات العسكرية إلى بتر الأطراف، وعن ذلك أفاد الطبيب أحمد جمعة أن البتر يقتصر على الإصابات الصعبة فقط، أو الإنتانات التي لا تستجيب إلى العلاج.

الطبيب بحبوح أكد أن الحل في الحالات المستعصية، التي لا يوجد لها علاج، يكون إما بإرسال المصاب إلى مناطق سيطرة النظام بمرافقة الهلال الأحمر، في ظلّ خطر الاعتقال من النظام السوري، أو بتهريبه إلى المناطق المحررة، الأمر الذي يشكل خطورة الإيقاف على الحواجز أيضًا.

وأضاف أن حالات الإصابة لدى العسكريين لا يمكن التعامل معها سوى بإخراجها إلى المناطق المحررة الشمالية، عن طريق المهربين أيضًا وباحتمال لمواجهة الخطر بنسبة 70%.

جملة عوائق تشكل تحديًا يحول دون الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية، فبالإضافة إلى انقطاع الطريق بين ريف حمص الشمالي والمناطق الأخرى، توجد أيضًا مشكلة انقطاع الكهرباء منذ أكثر من عام، والتي دفعت المشافي للاعتماد على المولدات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة