أربعة أسباب ممكنة لبدء معركة درعا جنوب سوريا

مقاتلين من الجبهة الجنوبية في مدينة درعا_كانون الأول 2016_(AFP)

camera iconمقاتلين من الجبهة الجنوبية في مدينة درعا_كانون الأول 2016_(AFP)

tag icon ع ع ع

شهدت الأيام الثلاثة الماضية معارك عنيفة بدأتها غرفة عمليات “البنيان المرصوص” ضد قوات الأسد والميليشيات المساندة له، تحت اسم “الموت ولا المذلة”، بهدف طردها من أحياء درعا البلد، والسيطرة على مواقعهم العسكرية في حي المنشية الاستراتيجي.

ثلاثة قطاعات رئيسية في أطراف المنشية، سيطرت عليها قوات المعارضة خلال اليومين الماضيين، وهي حواجز “أبو نجيب، الدادا، الهنداوي”، إذ تعد الخطوط الدفاعية الأولى لحي المنشية في المدينة.

ووفق المعطيات الحالية تبقى أمام المعارضة منطقة الوحدة الإنشائية، إلى جانب حي سجنة القريب، لتتمكن من السيطرة على “المنشية” وتعزز دفاعاتها هناك.

تساؤلات وشكوك أُطلقت بالتزامن مع المعركة الحالية في درعا البلد، عن الهدف وراء هذه المعركة بعد التوقف وركود المعارك الجزئي على الجبهات مع النظام السوري في مدينة درعا.

وتعرض عنب بلدي فرضيات وأسباب ممكنة للمعركة الحالية ضد قوات الأسد والميليشيات الداعمة له.

رسالة أمريكية إلى روسيا

السيناريو الأول للمعركة في مدينة درعا، بحسب عدد من المتابعين، هو “تغير بسيط بدور غرفة الموك”، إذ تعتبر هذه المعركة “رسالة أمريكية للروس أننا مازلنا لاعبين في الساحة السورية، وقادرين على قلب الموازين السياسية والعسكرية في المنطقة”.

وتعمل الجبهة الجنوبية مع غرفة “الموك” لتنسيق الدعم في الأردن، وهي المنبثقة عن مجموعة دول “أصدقاء سوريا”، وأبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية وتركيا، إذ وجهت عدة اتهامات لفصائل المعارضة في درعا بالتبعية الكاملة لقرارت هذه الغرفة، والتي كان إيقاف المعارك في المنطقة السبب الأول لها.

محللون رأوا أن النفوذ الروسي في سوريا امتد في الأشهر القليلة الماضية تزامنًا مع الانتخابات الأمريكية، لذلك تحاول الولايات المتحدة أن تفرض نفسها من جديد في خطوة للظهور بموقف “اللاعب الأساسي” في المنطقة، الأمر الذي دفعها لتحريك ملف المنطقة الجنوبية التي تدعمها.

الأردن تمهد للدخول في المنطقة

ضمن تزاحم التحليلات السياسية والعسكرية عن المعركة الحالية في المدينة، اعتبر فريق من المحللين أن الأردن تمهد لعملية بالاتفاق مع روسيا وأمريكا، من أجل مرحلة جديدة تقوم باستلامها في مدينة درعا.

العملية المفترضة ترتكز على تسريبات نشرتها صحيفة الحياة اللندينة، تشير إلى أن “الأردن يسعى إلى نسخ تجربة درع الفرات في ريف درعا عبر دعم فصائل الجبهة الجنوبية في الجيش الحر، لمطاردة تنظيم جيش خالد بن الوليد المتهم بمبايعته لداعش، والدخول عبر بوابة نصيب الحدودية إلى ريف درعا كما دخلت درع الفرات والجيش التركي عبر بوابة جرابلس شمال البلاد”.

وهذه العملية، التي تسعى ورائها الأردن، تلقى دعمًا وترحيبًا أمريكيًا وروسيًا، وتقوم حاليًا بتغيير مجريات المعارك والمواقع العسكرية في المدينة، إيذانًا بتسليم المنطقة الجنوبية للأردن.

وأكدت هذه الطروحات تسريبات من قبل سياسيين أردنيين، مفادها أن الأردن مقبل على استلام ملف إعادة إعمار المنطقة الجنوبية من سوريا، وتسلم أمور المنطقة بشكل كامل، وذلك ضمن مؤتمر “إعمار سوريا” المقرر عقده منتصف تموز المقبل.

ضغط كبير على فصائل درعا البلد

غرفة عمليات “البنيان المرصوص” أعلنت أن السبب المباشر لتشكيلها هو مواصلة النظام خرق الهدنة في المدينة واستهداف الأحياء السكنية بالقصف، ومحاولته التقدم للسيطرة على جمرك درعا القديم.

واستمرت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مدار الأشهر الماضية باستهداف أحياء درعا البلد بشكل مركز بالطيران الحربي وقذائف المدفعية الثقيلة، وطلقات القناصة، على خلاف المناطق الأخرى من مدينة درعا وريفها.

كما ترافق القصف مع تسريبات تقول إن “النظام سيبدأ عملية عسكرية بالتنسيق مع روسيا، ودول إقليمية للسيطرة على معبر نصيب الاستراتيجي، والشريط الحدودي مع الأردن”، الأمر الذي دفع فصائل المعارضة في درعا البلد لعملية استباقية قبل بدء قوات النظام بالعملية المعاكسة.

استعادة “النصرة” لحاضنتها

فريق آخر من المتابعين لسير العمليات العسكرية قال إن هدف معركة “الموت ولا المذلة” هو “استعادة جبهة النصرة حاضنتها في درعا من جديد”.

وضمت منطقة درعا البلد سابقًا فصائل معارضة عدة، إذ تنوعت ما بين “أحرار الشام” و”فتح الشام” والجبهة الجنوبية، إلى أن تم الاتفاق فيما بينهم على الاندماج في غرفة واحدة تحت اسم “البنيان المرصوص”.

الفريق استند في هذا الطرح على عمليات “التحجيم” السياسي والشعبي الذي اٌتبع في المرحلة السابقة، بعد اندماجها في “هيئة تحرير الشام”، وانشقاق عدد من القياديين من حركة “أحرار الشام” والفصائل الأخرى إلى هذه الهيئة.

وتشارك “جبهة فتح الشام (النصرة سابقًا)” بشكل أساسي في معركة “الموت ولا المذلة”، إذ فجرت مفخختين في بداية العملية العسكرية في مواقع قوات الأسد بحي المنشية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة