“سكتش جنوبي”.. حلقات كوميدية ساخرة من جنوب دمشق

كواليس الحلقة الأولى من سكتش جنوبي - 9 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

camera iconكواليس الحلقة الأولى من سكتش جنوبي - 9 كانون الثاني 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تستمر المحاولات الإبداعية بين زحمة الأخبار التي تصدر يوميًا من جنوب دمشق، بخصوص المفاوضات الجارية مع النظام السوري، في مشهدٍ يعكس إصرار الأهالي على الاستمرار بالحياة رغم الضغوطات والحصار.

“سكتش جنوبي” حلقاتٌ تمثيلية من جنوب دمشق، تحمل طابعًا كوميديًا ساخرًا، عُرضت أولاها بعنوان “بيان 1″، في التاسع من كانون الثاني الجاري، وصوّرت “انتصارات” النظام شرق حلب بطريقة ساخرة.

تستهدف حلقات “السكتش” نظام الأسد والميليشيات الرديفة له بالدرجة الأولى، وفق فارس خطّاب، مخرج العمل، ويوضح لعنب بلدي أن الحلقات ترصد الأخطاء التي يقعون فيها بطريقة تهكمية، كما يمكن أن تغطي الأخطاء والتجاوزات التي تحدث ضمن مجتمع الثورة، كالجوانب السلبية التي تسيء لها، “وهنا يكون النقد بنّاءً وليس ساخرًا”.

كادر العمل من الهواة والناشطين

تتنوع المهام ضمن العمل، الذي استمرت حلقته الأولى دقيقتين، ويعمل فيه 15 شخصًا، في المونتاج والتصوير وكتابة السيناريو والفكرة والإخراج والإضاءة، إضافة إلى الممثلين، وجميعهم من المنطقة الجنوبية المحاصرة.

“الأدوات بدائية ونسعى لإصدار نموذج جديد من جنوب دمشق، يعالج بعض القضايا أو يسلط الضوء عليها”، يقول المخرج، الذي يعمل مع الكادر وفق برنامج وخطة عمل لطرح الأفكار، “إلا أن الأولوية تذهب لما يُرصد ويحتاج لطرح سريع”، ويشير إلى أن الخطة “ستكون إما أسبوعية أو نصف شهرية، تبعًا لصعوبة العمل في المنطقة وضعف الإمكانيات”.

رغم الفاصل الزمني بين الحلقتين، إلا أن ذلك “ضروري للتجهيز والإلمام بالفكرة بشكل جيد”، كما يشرح خطّاب، الذي لم يدرس الإخراج، بل ينفّذ وزملاءه الأفكار، بعد أن يتبناها الجميع من خلال “جهد شبابي يُطوّر الفكرة ويضيف عليها لمسة من الإبداع”، على حد وصفه.

كأي عمل في منطقة محاصرة، تبرز معوقات أمام فريق “السكتش”، الذي يؤكد افتقاره للكاميرات الاحترافية، ويلفت خطّاب إلى أن التدريبات قبل كل حلقة، والتي تُقدّر بحوالي أربعة أيام “تحتاج إلى الكهرباء غير المتوفرة في المنطقة”.

استمر تصوير الحلقة الأولى أكثر من ساعتين، وفق خطّاب، بينما يواجه الفريق صعوبات في تأمين اللباس ومستلزمات الديكور، ما دعاهم لإلغاء بعض الأفكار أو تعديلها بما يتناسب والمتوفر في المنطقة.

الصحفي السوري وليد الآغا، المنحدر من جنوب دمشق، يرى أن “سكتش جنوبي” خطوة جيدة “حتى لو كانت متأخرة لأنها الأولى من نوعها”، مؤكدًا لعنب بلدي أن كل ما يخرج عن المألوف من التقارير والأخبار اليومية السياسية والاجتماعية “أمر مرغوب”.

ووفق ما لمسه الآغا من العرض الأول، فإن تقديم السياسية بقالب درامي ساخر أو ناقد خفيف أمر ممتع وهادف في الوقت ذاته، معتبرًا أن العمل “ممتازٌ إذا ما قارناه بالإمكانيات والأدوات المتواضعة جدًا المتوفرة لدى القائمين عليه”.

ومع استمرارعرض العمل الكوميدي، يسعى الفريق إلى تطويره واستخدام أدوات ترفع من جودة العمل، “فربما يكون عملًا مسرحيًا على أرض الواقع بعد فترة في حال ساعدت الظروف”، على اعتبار أن أهالي المنطقة مهددون بالتهجير، أو التصعيد العسكري في حال رفضوا شروط النظام، التي يُصرّ على تنفيذها ضمن مصطلح التسويات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة