“غضب الفرات 2”.. الكوماندوس والعرب مطلوبون

tag icon ع ع ع

براء الطه

أعلنت الناطقة الرسمية لقوات “غضب الفرات” عن بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية الهادفة لتحرير ريف الرقة الشمالي، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى التي أفضت إلى السيطرة على تل السمن وثلث خنيز، التي تبعد عن عين عيسى مسافة 24 كيلومترًا جنوب شرق.

الاعتماد الأول والأخير في هذه المرحلة كان على الضربات المركزة التي قام بها طيران التحالف، ولم يكن هذا التقدم مفاجئًا لأي متابع لسير العمليات، لسببين أولهما هو استراتيجية التنظيم المتبعة في معارك الأرياف، حيث تكون هذه المعارك أقل ضراوة وأقل استبسالًا عن مثيلاتها في المدن، والثاني هو التمشيط المستمر الذي تقوم به الطلعات الجوية للتحالف والتي تمهد تقدم القوات.

ما سنناقشه هنا هو المرحلة الثانية من العملية مع الأخذ بعين الاعتبار، خبرًا لم يأخذ حيّزًا كافيًا من الإعلام وهو مقتل جندي أمريكي، في ريف عين عيسى، كما أعلنت القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط وما له من تأثير على الساحة، وإشراك غير مسبوق بهذا العدد للقوات العربية والتركيز على هذا الإعلان.

توجد حاليًا القوات عند منطقة ثلث خنيز ومنطقة تل السمن، لذلك يجب عليها أخذ مسارين شرقي وغربي بغية تطويق مدينة الرقة، مع “فتح معركة جديدة” في أقصى الشمال الغربي بدءًا من تل غارة، بغية تخفيف الضغط عن القوات التي يلقى على عاتقها تطويق الرقة.

المسار الأول الشرقي: يبدأ بالسيطرة على كالطة مرورًا بالرحيات، وينتهي عند محطة ضخ.

المسار الثاني الغربي: يبدأ من تل السمن باتجاه أبو الحصن ومزارع العلو فكبش شرقي، إلى القحطانية الشمال الغربي للرقة، لتبدأ هنا عمليات القضم البطيء والدخول إلى مدينة الرقة، والتي ستكون عملية صعبة معقدة تتطلب تدخل قوات كوماندوس عالية التدريب، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المدة التي استغرقتها مدينة منبج (73 يومًا) انتهت بانسحاب التنظيم بعد التفاوض، وهي مدينة أصغر مساحة وأقل كثافة عمرانية من مدينة الرقة. كما يجب ألا ننسى رمزية المدينة بالنسبة للتنظيم التي لا مثيل لها سوى الموصل العراقية.
هذه الظروف ستحتم على قوات التحالف زج قوات كوماندوس خاصة تابعة لها في هذه المعركة، فما هي قدرة هذه الدول؟ والحديث هنا عن الدول التي أصبح لها قواعد عسكرية في سوريا بحجة قيادة العمليات على الأرض ضد التنظيم.

يوجد في سوريا عدد غير مصرح به بشكل رسمي من القواعد العسكرية جرى تسريب مواقع بعضها عن طريق الإعلام، تبدأ بالأمريكيين ولا تنتهي بالألمان جنوب (عين العرب) كوباني، لكن الإعلان عن مقتل جندي أمريكي بانفجار عبوة مصنعة يدويًا، حسب قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والانفجار الذي حدث في قاعدة (مستودعات) زيوار الأمريكية، حسبما تناقلته وسائل الاعلام، والتي تبعد عن الحسكة 45 كيلومترًا شمال غرب، هذه الحوادث من شأنها أن تضع عراقيل للتدخل الغربي في سوريا وبالأخص الأمريكي والبريطاني، واللذين عانيا الأمرّين في الجارة العراقية. يمكن للتنظيم تبني وتسويق مثل هذه الحوادث ما سيشكل ضغطًا على هذه الحكومات، الغارقة أساسًا في مشاكل داخلية آخر ما عكسها فوز ترامب والانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي وتقارير الحرب على ليبيا، كل هذا يجعل من عملية انتزاع الأراضي التي سيطر عليها تنظيم بغير أيدي أبنائها عملية طويلة جدًا وتتطلب تنازلات كبيرة.

لم يكن التركيز على العنصر العربي هذه المرة مفاجئًا أو مستغربًا، فهذه القوات تبحث اليوم عن كسب أكبر قدر من الشرعية أمام الرأي العام الدولي، إضافة إلى طبيعة محافظة الرقة ومركزها على وجه الخصوص ذي الغالبية العربية، وهو ما يجب مراعاته من أجل تقديم ضمانات للسكان الذين مازالوا يعيشون في كنف الخلافة ولدحض كل ما يشاع عن تجاوزاتها (القوات). لكن ما لفت الانتباه وأثار زوبعة من إشارات الاستفهام هو ما سُمي بـ “المجلس العسكري لدير الزور”، المنضوي تحت راية “قوات سوريا الديمقراطية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة