صحافة الثورة السورية: تجارب مهنية تزدري الشعارات! – أورينت نت

tag icon ع ع ع

22/10/2012
أورينت نت – محمد منصور- عبد الرحمن محمد

بعد عقود من التصحر الذي ضرب سوريا في كافة مجالات الحياة منذ استيلاء حزب البعث على السلطة بإنقلاب 8 آذار عام 1963، والذي كان ثاني بيان يصدره هو الاستيلاء على وسائل النشر والطباعة العامة والخاصة وإغلاق الصحف والمجلات التي كانت تصدر قبل الثامن من آذار… ثم بوصول حافظ الأسد لسدة الحكم مطلع السبيعنات من القرن الماضي، عاشت الصحافة السورية في مأزق حقيقي يمكن وصفه بالكارثة، حيث تم اختزال مهمتها في التمجيد والتسبيح بأفضال الأب القائد ومكرماته وعطاياه، وعندما برزت في مرحلة تلميع بشار الأسد ليكون خلفاً لأبيه، قضايا الحديث عن الفساد في الصحافة السورية الرسمية أواخر تسعينيات القرن العشرين، اكتشف السوريون سريعاً أن حملات الفساد ما هي إلا حملات تطهير من حيتان تشك أجهزة الأمن بمستوى ولائها للرئيس القادم أو (الأمل) بعد موت باسل الأسد (المثل) وهكذا عادت الصحافة السورية إلى سيرتها الأولى سريعاً، مشغولة بالحديث عن المكرمات والعطايا، إلى جانب أغنية الشيطان التاريخية: المؤامرة ضد قلعة الصمود والتصدي: سورية الأسد!!!

ولعله من أهم أسباب عزوف السوريون عن صحفهم المحلية هو أن هذه الصحف كانت تعيش في عالم آخر تماماً بعيدا عن مشكلاتهم ومعاناتهم، فأغلب العناوين تتحدث عن استقبالات الرئيس ووداعاته وتدشينه لمشاريع اقتصادية لا أحد يدري بعد التدشين الاحتفالي ما الذي سيحل بميزانياتها ومتى سينتهي العمل بها.. كما حاربت الصحافة الرسمية في سوريا المفكرين والكتاب السوريين والعرب ممن لم ينضووا تحت جناح أفرع الأمن والتي هي غرفة التحرير الحقيقية والرئيسة لكل مطبوعات سوريا بما فيها الكتب المدرسية أحياناً.
الثورة السورية (ولا نقصد صحيفة “الثورة” التي تتيمن باسم ثورة حزب البعث)، وإنما الحراك الثوري الذي أشعلت جذوته أنامل أطفال درعا في آذار 2011، غيّر المفاهيم الصحفية السائدة منذ عقود في ظل البعث والأسدين، وانطلق من رحم هذا الحراك عشرات الصحف والمطبوعات الثورية التي عملت جاهدة لمواكبة الحدث، ودعم الحراك الثوري السلمي.. فكانت صحافة – رغم بدائيتها- تعكس نبض الشارع وعذابات الناس وأحلامهم.
بتواريخ اطلاق مختلفة صدر العديد من المجلات والجرائد الثورية على أيدي مجموعة من الشباب الثائرين والناشطين الميدانيين، كلها تتناول الشأن الداخلي وطبيعة المواجهة بين النظام والشعب الذي خرج عن صمته وطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وكل القيم والمفاهيم الإنسانية التي انتهكها الأسد الأب والإبن وشبيحتهما لسنين طويلة لا تحسب من عمر سوريا.

سورية بدا حرية!
مجلة (سورية بدا حرية) مجلة أسبوعية سياسية ثقافية مستقلة تعنى بشؤون الثورة السورية ميدانيا وفكريا، تعتمد سياسة “نوثق الحدث.. ونعرضه من كافة الجوانب.. همنا وجهات النظر.. تحليلات المفكرين وآراؤهم، سورية بدا حرية.. حرية اليوم وبكرا” صدر العدد الأول بتاريخ 30 تشرين الأول 2011.
كما أصدرت لجان التنسيق المحلية أيضاً مجلتها تحت اسم (طلعنا عالحرية)، في إشارة منها إلى الحرية التي يحلم بها الشعب السوري منذ عقود. تهتم المجلة برصد الحراك في سورية وتطورات الوضع الميداني والسياسي، كما تنشر مقالات لكتاب وصحافيين سوريين من داخل سورية وخارجها. وهي جريدة نصف شهرية تقع في 24 صفحة تطبع وتوزع في الداخل، صدر العدد الأول منها في 11 آذار 2012.

عنب بلدي: بنكهة ديرانية
جريدة (عنب بلدي – من كرم الثورة) بعد ما يزيد عن عشرة أشهر من انطلاق الثورة صدرت جريدة (عنب بلدي)، ووقع الاختيار على (عنب) اسماً للجريدة لأسباب عدة منها ارتباطه المباشر بمدينة داريا، التي اشتهرت بزراعته منذ زمن بعيد، ورمزيته المتمثلة بالأصالة والارتباط بالأرض، وتعدد أنواعه وأصنافه كما تنوع الاتجاهات والأفكار. وهي جريدة منوعة لا تختص بمجال واحد، وأسرة تحريرها مجموعة من الهواة كما يعرفون أنفسهم، يتمتعون بخبرة صحفية سابقة لكنهم أحبوا أن يبذلوا جهدهم في تقديم جانب مختلف من جوانب الثورة السورية، ويشاركوا في أحد الفضاءات الحرة التي خلقتها الثورة لتكون ساحة لأفكارهم وأقلامهم وليغردوا فيها بكل حرية. وكما انتشر العنب الديراني في جميع أنحاء سوريا وعرفه أبناؤها، فالجريدة أيضاً هدية من أبناء داريا وبناتها إلى كل أبناء سوريا، وهي أسبوعية تقع في 12 صفحة، صدر العدد صفر منها في كانون الثاني (يناير) 2012.
رئيس تحرير جريدة (عنب بلدي) ويسمونه الناطور في الكرم قال في تصريح صحفي ذات مرة: “المشاريع والنشاطات الشبابية في الداخل قائمة على العمل الطوعي ضمن الإمكانيات المادية المتوافرة بين الأيادي من تبرعات الأهالي. ما ينقص هذه المشاريع حقيقة هو الدعم المهني والتقني، الذي يمكن أن تقدمه منظمات وهيئات مختصة أو مؤسسات إعلامية كبيرة، حيث إن معظم النشطاء والثوار الإعلاميين قليلو الخبرة في المجال الصحافي والإعلامي، وهم في حاجة إلى تدريب وتطوير لإمكانياتهم المهنية، كما إنهم بحاجة إلى وسائل تقنية متطورة، تسهل عمليات نقل الأحداث وإيصالها إلى العالم الخارجي، وتجاوز الحظر التقني على الاتصالات، الذي فرضه النظام على حرية الإعلام”.

أوكسجين: بنكهة نسائم الزبداني
وفي ريف دمشق أيضاً… وفي عاصمة مصايف الجميلة، أطلق أبناء مدينة الزبداني التي التحقت بالثورة باكراً مجلة “أوكسجين”، التي عرفوها بأنها (مجلة أسبوعية ثورية توعوية أهلية إرشادية)، فكانت “أوكسجين” من أقدم المجلات والجرائد التي ظهرت لتواكب حراك نشطاء الثورة.
وفي لقاء لرئيس تحريرها فادي روى لـصحيفة “المستقبل” (1)، عن الصعوبات التي تواجه محرري المجلة والأخطار التي تتهدهم وكيف نشأت الفكرة، فقال: “نشأت فكرة إصدار مطبوعة وتبلورت في أذهاننا كمكوّن أساسي من مكونات الحراك الثوري السلمي الذي كان غالباً على ثورتنا، كان عددنا لا يتجاوز 9 أشخاص بين مصمم ورسام كاريكاتير وكتّاب، وكنا ولا نزال نعمل في ظروف أمنية ضاغطة جداً، فنحن نتعامل بأسمائنا المستعارة ونوزع المجلة بسرية تامة، ونتواصل عن طريق الانترنت، الذي نعاني من انقطاعه حيناً ومن بطئه أحياناً”.
تتناول المجلة موضوعات عدة أهمها الثورة السورية، أخباراً وتحليلاً ونقداً، إضافة إلى موضوعات اجتماعية وحقوقية وإنسانية، عدا عن صفحة مخصصة للأدب وصفحة للمنوعات وأخرى للتسلية.
ويؤكد المسؤول الأول عن تحرير المجلة أنه “كان لمجلة أوكسجين صدى طيباً عندما صدر العدد الأول، فالجميع يحتاج إلى منبر إعلامي حر بعد سنوات طويلة من قمع الحريات في سوريا، وأوكسجين من أوائل المطبوعات التي صدرت في سوريا خلال الثورة، لذلك تلقاها المهتمون بكثير من الشغف”.
وقد حظيت الزبداني بحصة معقولة من تغطية المجلة، لكن هذا لا يعني إهمال بقية المناطق، “ففي كل عدد نتحدث عن نقطة ثائرة (مدينة أو قرية).

عهد الشام: خطاب المجتمع المدني
وفي ملف صحافة الثورة يبرز اسم جريدة (عهد الشام) وهي أسبوعية تصدر عن مجلس قيادة الثورة في دمشق، تتناول الشأن العام للحراك الثوري وخصوصاً في مدينة دمشق. صدر العدد الأول في 18 آذار 2012.
الصحيفة تغطي بشكل أساسي منطقة دمشق وريفها، وهي تتمتع بروح ليبرالية معتدلة، بعيدة عن الخطاب الشعاراتي المتطرف، مؤمنة بقيم المجتمع المدني التذي تعتبره (ضمانة) وتعنى برصد الحراك الثوري في بلدات ريف دمشق المترامية، كما تولي أهمية خاصة لارتباط اسمها بالشام: تاريخاً وحضارة وثورة. وقد أصدرت حتى تاريخ العاشر من الشهر العاشر 2012 (24) عددا. يشكل بعضها مرجعا من مراجع يوميات الثورة والحياة السورية في ظلها.

(سوريتنا) حراك ثوري وإنساني!
مجلة (سوريتنا) وتصدرها مجموعة من الشباب السوري تعرّف نفسها بأنها «مجموعة من شباب حر، يعمل للتأسيس لصحافة حرة، تحمل قيمة الإنسان الحقيقية…». وتتناول المجلة موضوعات الحراك الثوري والإنساني بأقلام شابة تعيش الثورة وواقعها يوماً بيوم. صدر العدد الأول منها في 26 أيلول 2011.. وقد تجاوز إصدارات أعدادها في عامها الثاني: 55 عدداً بحلول شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2012

(البديل) بين الداخل والخارج!
جريدة (البديل) اسبوعية سياسية اجتماعية ثقافية، تصدر عن الهيئة المستقلة لدعم الثورة السورية وتتبنى شعار (حرية، عدالة، مواطنة) صدر العدد الأول منها في 11 إيلول 2011 وكانت مطبوعة من أربع صفحات، ثم تطورت مؤخراً لتصبح 8 صفحات.. وهي تملك موقعاً ألكترونياً على شبكة الانترنت
تميل (البديل) إلى الاتجاه العلماني الذي يصبغ هوية طروحاتها عموماً، لكنها تسعى إلى طرح قضايا الثورة السورية من كافة وجهات النظر، وتعمل على التواجد في أرض الميدان من خلال مراسليها في معظم المناطق السورية، وتعرف البديل نفسها على أنها أول مطبوعة سياسية تعنى بشؤون الثورة السورية صادرة من الخارج.

(طلعنا ع الحرية): صوت لجان التنسيق المحلية!
اختارت لجان التنسيق المحلية عبارة من الأغنية الفيروزية الشهيرة (طلعنا ع الحرية) عنوانا لجريدة نصف شهرية، أصدرت العدد الأول منها بتاريخ (11/3/2012) على أبواب الاحتفال بمرور عام على انطلاقة الثورة السوريةمعتبرة أن 12 آذار هو ربيع آذار السوري. وقد احتفت في عددها الأول بالشهيد حسام عياش أول شهيد سقط في الثورة… كما سعت لأن تتعامل مع الثورة بعيداً عن التخصص المناطقي إذ أولت الحراك الثوري في مختلف المناطق اهتماما وتغطية واسعتين.

مشكلات وحلول!
وإضافة إلى ما سبق هناك العدد من المطبوعات الدورية التي هي أقرب ما يكون إلى المنشورات السرية التي تطبعها بإمكانيات بسيطة وبدون ألوان معظم تنسيقيات الثورة لتوزع في مختلف المدن والبلدات والقرى التي تتحدث بإسمها هذه التنسيقيات. وتأتي أهمية هذه المنشورات من غياب شبكة الإنترنيت عن معظم الأرض السورية، إضافة إلى سوء الاتصال في المناطق التي توجد فيها الشبكة، ناهيك عن حالة الاستهداف التي تمارسه أجهزة النظام على مختلف متصفحي الصفحات الإلكترونية، كمواقع الصحف الكبرى العربية والأجنبية.. وعن الهجمات الإلكترونية التي لاحقت بعض الصفحات من قبل ما يسمى (الجيش السوري الألكتروني) والتي يسميها الناشطون: (تشبيح إلكتروني)
بالنسبة لمن يعرف طبيعة النظام السوري الذي نشأ على محاربة كل وسائل التعبير والاتصال والتأثير بالرأي العام، فإنه لا يختلف اثنان على خطورة إصدار جريدة او مجلة في الداخل السوري، حيث تصل العقوبة بحق القائمين على هذه المطبوعات إلى الاعتقال لفترات طويلة أو المحاكمات الصورية وأحياناً القتل تحت التعذيب… وفي ظل اشتداد عود الثورة… فالنظام القمعي في سوريا لا يسمح بانتشار صحف أو مطبوعات سوى تلك التي تنشر روايته عن المؤامرة الكونية والعصابات المسلحة المزعومة!!!
ومع شدة القبضة الأمنية، ابتكر النشطاء أساليب عدة لتجنب الملاحقة الأمنية منها ما قامت به جريدة (أخبار المندس) التي تجهز نسختها وترفعها على مواقع التحميل الإلكترونية وتنشر روابطها في فضاء الإنترنيت الرحب، ليتمكن النشطاء في كل مكان من تحميل النسخة الجاهزة للطباعة، ومن ثم طباعتها معتمدين على الطابعات الصغيرة التي توجد في العديد من البيوت، لتوزع بعد ذلك وبشكل أسهل وأيسر على سكان كل حي وحارة في مناطق مختلفة.

صحافة تزدري الشعارات!
بنظرة سريعة وشاملة… التجارب الصحفية التي أنجبتها الثورة، لم تكن منشورات سورية ملأى بالشعارات والتنظير السياسي… بل كانت – على العكس مما تشهده الثورات عادة – عملا صحفياً يحاول الاقتراب من الناس، الكتابة عنهم… البحث في سجلات حياتهم وموتهم، وأحلامهم.. ولعل القصص الإنسانية المتفردة التي نشرتها (عنب بلدي) عن مجزرة درايا الكبرى خير مثال على ذلك!
لقد كانت صحافة الثورة السورية إذا ارتعاشة وصحوة حياة لمهنة عريقة يجيد السوريون صنعها تاريخياً، لكن نظام البعث داسها تحت أرجله الخشنة طيلة نصف قرن من الزمان, إنها صحافة تحمل أملا مهنياً لشباب يعشقون الصحافة وربما درسوها في مدرجات الجامعة، لكنها منعت عنهم، وجاءت الثورة لتعطيهم فسحة بأن يكون لهم صوتهم الخاص، وصحافتهم التي يحبها الناس ولا يكتفون باستخدامها لتلميع زجاج المنازل أو السيارات!

نماذج منتقاة

1- المذيعة قتلت أمي وأخي
المذيعة قتلت أمي وأخي!.. هذا ما قالته دانا معضماني ذات الخمسة أعوام التي ظهرت على شاشة قناة الدنيا بعد سؤالنا لها: من قتل أمك؟
دانا لم تعرف ماذا حدث معها بتاريخ الخامس والعشرين من آب 2102.. فما هي إلا لحظات كانت تسمع فيها أصوات قوية وتتحدث مع والدتها حتى سكتت الأم ولم تعد تجيبها، وكذلك أخوها محمد البالغ من العمر 3 سنوات، أما دانا فقد أصابها ألم شديد في خاصرتها التي بدأت تنزف، ليأتي بعدها عدد كبير من الرجال يحملون أسلحة وقبعات حديدية أحاطوا بها وبعائلتها الملقاة بجانبها وينظرون إليها دون أن يساعدها أحد!
صرخ أحدهم: “يا شباب يا شباب في هون بنت لسا عايشة!!” لتظهر بعدها مذيعة قناه الدنيا وتبدأ بإجراء مقابلة معها دون أن تبادر بإسعافها! قالت لها المذيعة: من هي يلي بجنبك!؟ فأجابت دانا: هي أمي.. لتتبع المذيعة بالسؤال وبكل برود: مين قتلها!؟ فلم تجبها دانا وكانت خائفة مرتعشة..
انتظر الجميع من حولها حتى أنهت المذيعة مقابلتها مع دانا التي تنزف الدماء بعد إصابتها، وانتظروا أيضًا حتى أخذت الكاميرا وضعيتها المناسبة لتقوم بتصويرهم وهم يقومون بإسعافها بشكل هادئ لتصل إلى المشفى بعد ساعتين ونصف من إصابتها حسب تقرير الأطباء والمسعفين.. كانت إصابتها بالغة، حيث تأثرت معدتها وكبدها أيضًا.
أضحت الطفلة دانا معضماني اليوم – بالإضافة إلى أصابتها الجسدية- مصابة بأزمة نفسية شديدة بعد أن قتلت أمها وقتل أخوها أمام عينيها من قبل رجال غرباء يرتدون زيًّا عسكريًّا ويحملون أسلحة كثيرة ومعهم مذيعة “حسناء” تحمل في يدها سلاحًا لونه أزرق..

جريدة (عنب بلدي) العدد (29) : 9/9/2012

2- أيها الموالون اقفزوا من سفينة الأسد..
أيها الموالون للنظام في أي موقع كنتم .. منذ الشهور الأولى والنظام يكذب عليكم، ويقول لكم (خلصت) .. والثورة تزداد انتشاراً وتجذراً .. والنظام لا يستطيع السيطرة على المدن والقرى إلا بالدبابة والمدفع .. بل الناس يخرجون من تحت أنقاض منازلهم المدمرة، ومن بين مدافع الدبابات ليتظاهروا ويحتفلوا بعرس الحرية القادمة رغم أنف هذا النظام المتخلف القابع في ظلام العصور الوسطى الذي تجاوزته البشرية وتجاوزه التاريخ وتجاوزه وعي شعبنا العظيم .. أيها الموالون: أسلحة روسيا وإيران ودعم هذه المجموعة أو تلك من وراء الحدود لن يحميكم من المصير الأسود الذي ينتظر النظام والذي يريد أن يأخذكم معه إليه، بل إن أسلحة العالم كله لن تحميكم من ثورة هذا الشعب واقرؤوا التاريخ جيداً .. أمريكا بكل قوتها لم تستطع هزيمة الشعب الفيتنامي .. والاتحاد السوفيتي بكل جبروته لم يستطع هزيمة الشعب الأفغاني .. وما يرتكبه النظام من فظائع وانتهاكات ومجازر أكبر مما كان يرتكبه الأمريكان والسوفييت في البلاد التي احتلوها، والشعب السوري ليس أقل بطولة وعظمة من الشعبين الفيتنامي والأفغاني وقوتكم العسكرية ليست أشد بأساً من قوة أمريكا والاتحاد السوفيتي عندما كان في أوج عظمته .. أيها الموالون: أنتم لا تواجهون أحزاباً معارضة أو مجموعات مسلحة، أنتم تواجهون شعباً استيقظ من رقاد أربعة عقود وقرر استعادة حريته وكرامته ولن يقف في طريقه أحد فإرادة الشعوب من إرادة الله التي لا تُقهر .. أيها الموالون سفينة النظام غارقة .. غارقة .. فاقفزوا منها اليوم قبل الغد .. فقد يدرككم الغرق في أي لحظة!

جريدة (عهد الشام) العدد (17) 2 /6/ 2012

هامش:
(1) أوكسجين بنكهة الزبداني: المستقبل 8-10-2012

رابط المقالة الأصلية




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة