رافق انتشار صورة أبو محمد الجولاني، زعيم “جبهة النصرة”، للمرة الأولى منذ إعلانه تأسيس الفصيل عام 2011، أخبار وروايات غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي، عن شخصيته واسمه الحقيقي، ومعلومات أخرى لم تؤكدها الرواية الرسمية لـ “النصرة”.
في نيسان الماضي، أعلنت حسابات مقربة من تنظيم “الدولة الإسلامية” أن الجولاني هو أحمد حسين الشرع، 36 عامًا، وينحدر من محافظة درعا.
إلا أنها بقيت رواية ضعيفة أمام الرواية التي نشرتها أطراف استخباراتية وإعلامية غربية، حين أكدت قبل أعوام أن الجولاني هو أسامة العبسي، طالب الطب البشري في جامعة دمشق سابقًا، والمولود في مدينة الشحيل في دير الزور 1981.
اليوم تعود رواية موالي التنظيم لتطفو على السطح، مع تأكيد “تشالز ليستر”، الباحث البريطاني المتخصص بالشؤون الجهادية أن الجولاني هو الشرع فعلًا، والذي ولد في درعا ودرس لعام واحد في كلية الإعلام في مدينة دمشق، وعاش في السعودية سابقًا.
ليستر، الذي يعمل كزميل زائر في مركز “بروكنجز” في العاصمة القطرية الدوحة، كان من أوائل من تنبأ بنية “النصرة” فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، مستندًا إلى مصدر جهادي لم يسمه.
مصدر آخر عبر “تويتر”، بمسمى “EHSANI2″، طابقت روايته ما ذهب إليه ليستر وموالو تنظيم “الدولة”، في كشف هوية الجولاني، إلا أنه توسع أكثر في شخصيته، مؤكدًا أن له صلات قربى بنائب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، فاروق الشرع.
وعائلة الشرع لها وجود واسع جنوب سوريا، ولا سيما منطقة سهل حوران.
وأوضح المصدر أن الجولاني من مواليد عام 1980، ودرس الفقه في مسجد “الإمام الشافعي” في حي المزة “أوتستراد”، إلى جانب صديقه ليث عبّاس، على يد الدكتور الشيخ أبو الخير شكري، والذي يشغل حاليًا عضو أمناء “المجلس الإسلامي السوري”.
إلا أن الشيخ شكري نفى أي علاقة له بالجولاني، وأفاد عنب بلدي أنه لم يدرسه مطلقًا في مسجد الشافعي أو في دمشق عمومًا، ولا يتذكر هذا الاسم.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” نشر في نيسان صورة قال إنها للجولاني، وتظهر تشابهًا واضحًا بملامح الجولاني التي بدا عليها خلال كلمته مساء اليوم.
كما تشابه ملامح الجولاني الصورة التي نشرتها وكالات غربية قبل عامين، وقالت إنها للجولاني حين كان في سجن “بوكا” في العراق عام 2006.
أعلن الجولاني مساء اليوم فك ارتباطه رسميًا بتنظيم “القاعدة”، وأنهى بشكل قاطع العمل بمسمى “جبهة النصرة”، ليصبح اسم جماعته “جبهة فتح الشام” ويصبح مسماه الوظيفي مسؤولًا عامًا عنها.