انتزعت قوات الأسد والميليشيات الرديفة مناطق جديدة على الجبهة الجنوبية لمدينة داريا، في معارك مستمرة منذ صباح أمس، الخميس 14 تموز، وسط قصف وصف من قبل ناشطي المدينة بـ “الهستيري”.
القصف العنيف طال معظم أنحاء المدينة، و”أوقع شهيدًا واحدًا على الأقل بين المدنيين وعدة إصابات، إلى جانب شهيدين وثلاث إصابات في صفوف الجيش الحر”، بحسب ما أفاد أحمد أبو ياسر، أحد مسعفي المشفى الميداني في داريا.
“الجيش الحر” أبدى مقاومة للهجوم البري لقوات الأسد، وتمكن عناصره من إحراق دبابة وإعطاب أخرى، رغم استقدام القوات المهاجمة كاسحة ألغام ودبابات عملت على تغطية دخول القوات المقتحمة، بحسب محمد أبو اليمان، أحد مقاتلي “الجيش الحر”، والذي كان بين العناصر الذين تصدوا للهجوم.
وأوضح أبو اليمان، في حديث إلى عنب بلدي، أن “الجيش الحر” تمكن من قتل وجرح عدد من قوات النظام، وأحرق دبابة واحدة بمضادات يدوية الصنع، توغلت في نقاط متقدمة، الأمر الذي دعا قوات الأسد إلى تدمير الدبابة بقذائف “RBG” وصواريخ موجهة، خوفًا من إعادة استخدامها من قبل “الحر”.
بالتوازي مع ذلك، شهدت داريا حالة حظر تجوال بسبب القذائف وصواريخ أرض- أرض التي سقطت وسط المدينة، بالإضافة إلى الرصاص الطائش من مناطق الاشتباك التي باتت قريبة جدًا من المناطق السكنية.
ووثق ناشطو المدينة سقوط 22 برميلًا متفجرًا بالإضافة إلى 14 صاروخ أرض- أرض من نوع “فيل”، و18 صاروخ أرض- أرض موجه، بينما تجاوزت حصيلة القصف بقذائف الهاون 450 قذيفة، منذ صباح أمس، بحسب ما ذكر أيهم أبو محمد، إعلامي لواء “شهداء الاسلام”، موضحًا أن “قوات الاسد تمكنت من التقدم بمساحة تقدر بـ 200 متر بعد إحراقها بالكامل”.
وتشهد الجبهة الجنوبية الغربية لداريا تصعيدًا عسكريًا، ومحاولات يومية للتقدم من قبل قوات الأسد، منذ منتصف أيار الماضي، تمكنت من خلالها فرض سيطرة على مساحات كبيرة في محيط المدينة المحاصرة، باتباع سياسة “قضم الجسد “كما وصفها الناشطون.
مشاهد للدبابات التي تحاول اقتحام المدينة (المجلس المحلي لمدينة داريا)