تواصل فصائل المعارضة ضمن عملية “ردع العدوان” تقدمها داخل أحياء مدينة حلب، وسط انهيارات في صفوف قوات النظام.
وقال مراسل عنب بلدي في حلب اليوم، السبت 30 من تشرين الثاني، إن فصائل المعارضة سيطرت تقريبًا على كامل حلب ما عدا حيي الأشريفة الذي توجد فيه قوات النظام، والشيخ مقصود الذي يعتبر معقلًا لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وأضاف المراسل أن طيران النظام استهدف حي الفرقان غربي حلب بعد سيطرة الفصائل عليه، دون وقوع خسائر بشرية، مشيرًا إلى أن الفصائل تتجه نحو طريق خناصر الذي يشهد ازدحامًا بسبب موجات النزوح، إذ إن السيطرة عليه تعني السيطرة الفعلية على ريف حلب الجنوبي.
وبدأت “إدارة العمليات العسكرية” التي تدير المعركة التوغل في مدينة حلب صباح الجمعة، حيث سيطرت في البداية على حيي الحمدانية وحلب الجديدة، ثم بدأت بالتقدم نحو جامعة “حلب” ومنها إلى وسط المدينة ومن ثم الجزء الشرقي من حلب.
وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صور تظهر مقاتلي الفصائل أمام قلعة حلب، إضافة إلى ظهور أرتال لـ”إدارة العمليات العسكرية” وهي تتجول داخل أحياء حلب، دون أي مقاومة من قبل قوات النظام.
وقالت “إدارة العمليات العسكرية” صباح اليوم، إن هناك انهيارًا “كبيرًا” في صفوف قوات النظام وانسحابه من عدة مواقع استراتيجية في ريفي حلب وإدلب، مضيفة، “نؤكد استمرار عملياتنا لرد عدوان المعتدين عن كافة المناطق المسلوبة”.
كما أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” حظر تجول في أحياء مدينة حلب حتى صباح اليوم، “لتأمين المنطقة ونشر قوى الأمن والشرطة وإزالة مخلفات الحرب”.
النظام يأمر بالانسحاب
قالت ثلاثة مصادر عسكرية لوكالة “رويترز”، إن قوات النظام أغلقت مطار “حلب الدولي”، وكذلك كل الطرق المؤدية إلى المدينة اليوم السبت.
وأضافت المصادر أن أوامر صدرت من قيادة جيش النظام باتباع أوامر “الانسحاب الآمن” من المناطق الرئيسة في مدينة حلب التي دخلتها “إدارة العمليات العسكرية”.
وقال مصدران عسكريان لـ”رويترز”، إن روسيا وعدت النظام بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لإحباط هجوم الفصائل على حلب، وأضافا أن المعدات الجديدة ستبدأ في الوصول خلال الـ72 ساعة المقبلة.
انسحاب من مخيم “النيرب”
قالت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا“، إن ميليشيا “لواء القدس” انسحبت من مخيم “النيرب” للاجئين الفلسطينيين شرقي حلب، فيما دخلت الفصائل العسكرية ضمن “إدارة العمليات العسكرية” المخيم دون قتال.
وذكرت المجموعة أن قائد الميليشيا، محمد السعيد، ومعظم مقاتليها غادروا مخيم “النيرب” بشكل مفاجئ، وذلك عقب اقتراب قوات “إدارة العمليات العسكرية” من المنطقة بعد السيطرة على معظم أحياء مدينة حلب.
وأضافت مجموعة العمل أن قوات فصائل المعارضة السورية دخلت مخيم “النيرب” دون قتال، وذلك بعد الوصول إلى اتفاق مع وجهاء المخيم لضمان سلامة المدنيين وتجنيبهم أي مواجهات داخل المخيم.
تقدم بريفي حلب وإدلب
خارج مدينة حلب، يواصل مقاتلو الفصائل تحركاتهم العسكرية في ريفي حلب الشمالي والجنوبي، بالإضافة إلى ريف إدلب، مسيطرين على العديد من القرى والبلدات في تلك المناطق.
واستعادت فصائل المعارضة سيطرتها على مدينة سراقب الاستراتيجية شرقي إدلب، والتي تعدّ عقدة الوصل بين الطريقين الدوليين دمشق- حلب (M5) وحلب- اللاذقية (M4).
كما سيطرت فصائل المعارصة على مناطق مهمة بريف إدلب، أبرزها خان السبل وجرجناز وتلمنس ومعرشورين، حيث تتابع الفصائل تقدمها نحو معرة النعمان جنوب إدلب.
أطلقت فصائل عسكرية، صباح الأربعاء 27 من تشرين الثاني، عملية “ردع العدوان”، ردًا على قصف قوات النظام المتكرر لمناطق شمال غربي سوريا، وهدفها توسيع المناطق الآمنة تمهيدًا لعودة المهجرين والنازحين إليها.
أبرز الفصائل المقاتلة المشاركة في العملية هي تلك المنضوية في غرفة عمليات “الفتح المبين” وتضم “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة”، كما شاركت فصائل من “الجيش الوطني”.
استطاعت الفصائل التقدم بشكل متسارع في ريف حلب الغربي وإدلب الشرقي، ودخلت مجموعات تابعة للمعارضة إلى أحياء مدينة حلب لأول مرة منذ انسحابها منها أواخر العام 2016.