مع استمرار عملية “ردع العدوان” لليوم الثالث على التوالي، تستمر فصائل المعارضة العاملة شمال غربي سوريا بالتقدم والسيطرة على مناطق جديدة.
ومنذ بدء العملية وحتى لحظة تحرير التقرير، أحصت عنب بلدي أكثر من 40 نقطة سيطرت عليها فصائل المعارضة، معظمها في ريف حلب الغربي، المحور الرئيس لمعارك “ردع العدوان”.
وفتحت الفصائل محورًا جديدًا صباح اليوم، الجمعة 29 من تشرين الثاني، وسيطرت فيه على قرى وبلدات في الريف الجنوبي لحلب.
وتستعرض عنب بلدي في هذا التقرير أهم المناطق التي باتت ضمن نفوذ فصائل “ردع العدوان”.
“البحوث العلمية”
من بين المواقع المهمة التي سيطرت عليها الفصائل صباح اليوم، الجمعة، مبنى “البحوث العلمية” غربي حلب.
ولا يفصل عن “البحوث العلمية” ومباني أحياء حلب الجديدة سوى بضعة أمتار.
ومهدت السيطرة على “البحوث العملية” لدخول الفصائل إلى أحياء حلب الغربية، إذ أعلنت توغلها في الحمدانية وحلب الجديدة.
وليست المرة الأولى التي تسيطر فيها فصائل المعارضة على مجمع مبنى “البحوث العلمية”، إذ سبق واستولت عليه في تموز 2015، في إطار عملياتها للدخول إلى أحياء حلب الغربية.
خان العسل
تقع بلدة خان العسل التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، الخميس، على مشارف مدينة حلب، ولا تبعد عن أول أحيائها الغربية سوى كيلومترين، ونحو 11 كيلومترًا عن قلعتها التاريخية وسط المدينة.
وخلال السنوات الـ13 الماضية، تبادلت أطراف النزاع السيطرة على بلدة خان العسل.
وبدأت فصائل المعارضة محاولة السيطرة على البلدة في تشرين الثاني 2012، بالتزامن مع دخول فصائل “الجيش الحر” إلى الأحياء الشرقية، أواخر تموز من نفس العام.
وبعد معارك ضد فصائل المعارضة، سيطر النظام على البلدة في 2020، كما استولى على بلدات أخرى في ريف حلب الغربي، حتى عادت إلى خارطة سيطرة الفصائل بعد أربع سنوات.
وتعرضت المدينة لهجوم بالسلاح الكيماوي، وتبادل الطرفان (النظام والمعارضة) الاتهامات حول منفذ الهجوم، إلا أن تقارير للأمم المتحدة في آذار 2014 نقلتها “رويترز” قالت إن الهجوم “على ما يبدو مصدره مخزونات الجيش السوري”.
سقط في الهجوم الكيماوي 22 قتيلًا بينهم خمسة أطفال وسبع سيدات، بالإضافة إلى إصابة نحو 250 شخصًا، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
خان طومان
بعد سيطرة فصائل المعارضة على بلدات الزربة وزيتان وخلصة، أعلنت عن سيطرتها على بلدة خان طومان جنوب غربي حلب.
وتعد خان طومان من أهم المناطق الاستراتيجية في المنطقة، وتضم مستودعات كانت سيطرت عليها فصائل المعارضة في آذار 2013.
وتطل البلدة الواقعة جنوب غربي حلب على الطريق الدولي “M5″، وتسهم السيطرة عليها في قطع طرق إمداد النظام داخل حلب، بحسب حديث المحلل العسكري أحمد حمادة لعنب بلدي.
وتبعد البلدة عن أول أحياء حلب من الجهة الجنوبية أقل من عشرة كيلومترات، ونحو ستة كيلومترات عن الأكاديمية العسكرية.
وكانت مدفعية قوات النظام المتمركزة فيها تستهدف بلدات الريف الغربي بشكل مستمر، بعد سيطرتها في 2016.
كما أن خان طومان قريبة من طريق الشيخ السعيد، ما يعني إمكانية الفصائل الدخول إلى مدينة حلب من الجهة الجنوبية.
الحاضر
تعتبر بلدة الحاضر بوابة خان طومان الجنوبية، ومعقل الميليشيات الإيرانية.
سيطرت عليها فصائل المعارضة اليوم، الجمعة، بعد ثلاثة أيام على بدء “ردع العدوان”.
وكانت قوات النظام سيطرت على بلدة الحاضر في تشرين الثاني 2015، بدعم من ميليشيات إيرانية نشطت في تلك الفترة، بعد أن كانت بقبضة فصائل المعارضة منذ كانون الأول 2012.
وكانت عدة ميليشيات إيرانية أو مدعومة من طهران ساندت النظام في معاركه بريف حلب الجنوبي والجنوب الغربي، على رأسها “حركة النجباء”.
وتبعد بلدة الحاضر عن طريق حلب- دمشق الدولي (M5) نحو 11 كيلومترًا وعن بلدة خانومان نحو 13 كيلومترًا، و 25 كيلومترًا عن بلدة سراقب جنوبي إدلب.
وتكمن أهمية الحاضر بوقوعها على تلة مرتفعة مطلة على البلدات والقرى المحيطة بها.
“الفوج 46”
يشكل “الفوج 46” أهمية لكلا طرفي الصراع في سوريا (النظام والمعارضة)، فهو من أكبر القطع العسكرية مساحة في المنطقة.
سيطرت فصائل المعارضة على “الفوج 46” لأول مرة في أواخر 2012، بعد معارك ضد قوات النظام، ثم خسرته في 2020، حتى عاد إلى خريطة سيطرة المعارضة في اليوم الأول من عملية “ردع العدوان”، في 27 من تشرين الثاني الحالي.
وخلال فترة سيطرة النظام على “الفوج 46” قبيل بداية العمل العسكري لفصائل المعارضة، بين 2020 و2024، اتخذه لقصف مناطق محيطة بالفوج، أبرزها بلدة الأتارب.