اعتبر أحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني المعارض، أنه لا زال هناك فرصة لـ “إنقاذ سوريا”، وذلك بحوار سوري- سوري بين المعارضة والنظام، بعيدًا عن التداخلات الإقليمية والدولية.
ووجه الخطيب حديثه خلال تسجيل مصور، نشره عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”، السبت 13 كانون الثاني، إلى جميع المكونات العرقية والطائفية والتوجهات المختلفة، معارضة وموالاة، قائلًا لهم “لا حل إلا بأن نكون يدًا واحدة”.
ورأى المعارض السوري أنه لا يزال داخل النظام أناس عقلاء، كذلك الأمر عند المعارضة، وأردف “واجبنا دعم هؤلاء لإنقاذ بلدنا، ونعترف بأخطائنا ونتصارح مع بعضنا، ونبتعد عن المستوى غير الأخلاقي الذي انحدرنا إليه جميعًا”.
وعقّب الخطيب على حديث بشار الأسد لصحيفة فرنسية، قبل يومين، حين قال “إن أي شخصية تنتمي لدولة خارجية أو مخابرات أجنبية فهي لا تمثل السوريين في الحوار ولا تعتبر سورية”، معتبرًا أن حديث الأسد منطقي، لكن يجب أن يكون شاملًا للمعارضة والنظام، ومتسائلًا “لماذا لا نجتمع كسوريين دون نفوذ أي دولة من الدول التي تحاول التأثير على الطرفين؟”.
وقال “النظام فشل في تمثيل الدولة، ولم يحافظ على سوريا لا أرضًا ولا شعبًا ولا حضارة، لذا عليه أن يتواضع قليلًا ويقول أن هناك إرداة لشعبنا يجب الأخذ بها، ولا يحتكر حق استدعاء من يشاء، فلندع الحل سوري- سوري ونتناقش بأخطائنا”.
ووجه معاذ الخطيب رسالة إلى بشار الأسد، قائلًا “منذ خمسة أيام، زوجة أحد العلماء المعروفين في دمشق، اعتقلت ومعها أطفالها ولم تخرج حتى الآن.. هل هناك دولة تأخذ رهائن من شعبها؟. إذا كانت الدولة تعتبر مسؤولة عن شعبها، يجب أن تتصرف بشكل عاقل وواعي ولا تتصرف بتصرفات غير لائقة بدولة”.
وتحدث الخطيب عن تجربته مع المبادرات التي قدمها للنظام السوري “قبل أن أخرج من سوريا قدمنا مبادرات مع بعض إخواننا لحل الإشكال، وكانت المكافأة هي الاعتقال لفترة ما، وحين عملت رئيسًا للائتلاف قدمت مبادرات، لماذا يهملها النظام؟”.
الخطيب، الذي بدا متأثرًا لما يجري في سوريا، وجه نداءه إلى “أفراد الجيش السوري الحر، وضباط الجيش السوري النظامي وأفراده”، وإلى “كل إنسان داخل النظام والمعارضة فيه بقية شرف وحب وغيرة لبلده”، أن يكون “عامل ضغط من أجل أن نخرج من هذه الأزمة التي تقودنا للفناء.. دعونا نكون التيار الثالث الذي لا هم له سوى إنقاذ سوريا وشعبها”.
واعتبر أن النظام والمعارضة “خذلوا” الشعب السوري، ولا أحد يستطيع أن يختزل تمثيله، وتابع “دعونا نجلس مع بعض ونتصارح ونبحث عن طريق، كل إنسان من موقعه ومكان قوته، دعونا نبحث عن المتفقات والأمور المشتركة، حتى لو كان بيننا بحر من الدماء، ومنها استقلال القرار السياسي السوري، عصمة الدماء والأموال والأرواح، الحفاظ على النسيج الاجتماعي السوري، اعتماد التفاوض وسيلة أساسية لحل الإشكالات، زوحدة سوريا أرضًا وشعبًا”.
وأنهى معاذ الخطيب كلمته بالتذكير بموعد مفاوضات جنيف المقبلة، قائلًا “لدينا فرضة في 25 شباط، أطلب من الطرفين عدم إضاعتها، دعونا نكون كتلة اجتماعية تضم من تشاء لهدف واحد وهو إنقاذ سوريا”.