هكذا حدّثنا أهل الشهيد

  • 2013/02/04
  • 3:38 م

جريدة عنب بلدي – العدد 50 – الأحد – 3-2-2012

«بابا على عيني وراسي… بس سوريا بحاجتنا يامو»

هذا ما قاله عمر لأمه عندما طلبت منه أن يغادر سوريا إلى عمان في الأردن لمتابعة علاج والده الذي أصيب بعيارات نارية إثر اشتباكات مع قوات الأسد في مدينة داريا.

لكن عمر -وهو أحد أفراد الجيش السوري الحر الآن- رفض طلب أمه وأخبرها بأن وقوفها إلى جانب والده أثناء علاجه هو جهاد بحد ذاته وستثاب عليه عند الله، وأما هو وأخوه محمد فلا بد لهما أن يكملا الطريق الذي بدأه أبوهما في سوريا، لا سيما بعد استشهاد أخيهما خالد متأثرًا بجراحه بعد إصابته أثناء الاشتباكات التي دارت بين الجيش الحر وقوات الأسد على أطراف مدينة داريا قبل شهرين.

حينما تأزمت الأوضاع في داريا ومع اشتداد القصف واتساع رقعة الدمار الذي لحق بالمدينة وارتفاع عدد الشهداء الذين يسقطون نتيجة لذلك، اضطر الأهالي إلى ترك ديارهم والنزوح إلى المناطق المجاورة، وهذا كان حال أم عمر التي لجأت مع زوجها المصاب إلى منطقة قريبة.

أبو عمر ذو الخمسين عامًا شارك أولاده في معركة التحرير في داريا منذ بداياتها، وكان أحد أعضاء المجلس العسكري هناك، وأثناء إسعافه لأحد المصابين تعرض للإصابة بثلاث عيارات نارية في عموده الفقري أدت الى شلله بشكل كامل.

اتصل خالد صباح يوم الجمعة بوالدته وطلب منها أن ترضى عليه، وأخبرها بأن تصبر في حال استشهاده وأن تفرح لفرحه بنوال هذه المرتبة العظيمة، فهي مبتغاه ومطلبه، وطلب منها معاهدته بأن تُخرِج والده إلى الأدرن ليكمل علاجه هناك. ولم تمض بضع ساعات حتى جاءها خبر خالد… لقد استشهد! نال ما كان يحلم به، وما كان من أم عمر إلا أن نفّذت وصية ابنها الشهيد وكابدت عناء الهرب من منطقة لأخرى خوفًا من الحواجز حتى استطاعت الوصول بزوجها إلى مخيم الزعتري حيث تم بعدها نقله إلى أحد مشافي الأردن ومتابعة علاجه.

«ورجيهن صور ابني الشهيد خالد… ورجيهن الروسية تبعو»

هذا ما كان يستمر أبو عمرفي قوله أثناء زيارتنا له في المشفى.. ثم لمعت في عينيه دمعة الألم والحزن على فراق ابنه الشهيد وخوفه على أبنائه الصامدين في ساحات القتال، ممزوجة بدموع الفخر بهم وببطولاتهم وبكونهم رجال يبذلون في سبيل حرية بلادهم الغالي والرخيص.

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب